أداة تخصيص استايل المنتدى
إعادة التخصيصات التي تمت بهذا الستايل

- الاعلانات تختفي تماما عند تسجيلك
- عضــو و لديـك مشكلـة فـي الدخول ؟ يــرجى تسجيل عضويه جديده و مراسلـة المديــر
او كتابــة مــوضـــوع فــي قســم الشكـاوي او مـراسلــة صفحتنـا على الفيس بــوك

فصيدة قالها شاعرها في الحنين

رمااد اانسان

طاقم الإدارة
إنضم
4 يونيو 2014
المشاركات
200,839
مستوى التفاعل
72,183
النقاط
113
الإقامة
العراق
هذه القصيدة لأصحاب الذوق والحس المرهف
من أروع وأبدع القصائد التي قد تسمعها
هذه القصيدة قالها الشاعر السوري الراحل
الاستاذ/ عمر بهاء الدين الأميري في الحنين رحمه الله
قالها عندما سافر أبنائه الصغار الثمانية إلى حلب وبقيّ مع نفسه بخلوة شعرية اجاد بهذه الأبيات المؤثر والراقية..
قصيدة ترجمت إلى عدة لغات ..
وقد قال عباس محمود العقاد عن هذه القصيدة : "لو كان للأدب العالمي ديوان لكانت هذه القصيدة في طليعته "*

أين الضَجِيجُ العَذْبُ والشَغَبُ
أين التدارسُ شَابَهُ اللّعبُ
أين الطفولةُ في تَوقُدِها
أين الدُّمى في الأرضِ والكتبُ
أين التشاكسُ دون ما غَرَضِ
أين التَشاكي ما له سببُ
أين التباكي والتضاحكُ في
وقتٍ معاً.. والحُزُن والطَربُ
أين التسابقُ في مجُاورَتي
شَغَفاً إذا أكلوا وإن شَرِبوا
يتزاحمون على مجالستي
والقربِ منّي حيثما انقلبوا
يتوجّهون بسوق فطرتهم
نحوي إذا رهبوا وإن رَغبوا
فنشيدهمْ بابا إذا طَرِبوا
وَوَعِيدُهم بابا إذا غضبوا
وهتافهم بابا إذا ابتعدوا
ونَجِيُّهم بابا إذا اقتربوا
بالأمس كانوا ملءَ منزلنا
واليوم وَيْحَ اليوم قَدْ ذهبوا
وكأنما الصمت الذي هبطت
أثقاله في الدّار إذ غربوا
إغفاءَةُ المَحْمُومِ هَدْأَتُها
فيها يشيع الهَمُّ والتَّعَبُ
ذهبوا أجل ذهبوا ومسكنهم
في القلب ما شطّوا وما قربوا
إني أراهم أينما اتجهت
عَيني وقد سَكَنوا وقد وثَبوا
وأُحس في خَلدي تلاعبهم
في الدار ليس ينالهم نصبُ
وبريق أعينهم، إذا ظفروا
ودموع حرقتهم إذا غلبوا
في كل رُكْنٍ منهمُ أثَرٌ
وبكلّ زاويةٍ لهم صَخَبُ
في النَافذاتِ زُجاجها حطموا
في الحائط المدهون قد ثَقَبُوا
في الباب قد كَسروا مَزالجه
وعليه قد رسموا وقد كتبوا
في الصَحْنِ فيه بعض ما أَكلوا
في عُلبة الحلوى التي نهَبوا
في الشَطْرِ من تُفاحةٍ قضموا
في فضلة الماء التي سَكبوا
إني أَراهُم أيْنما التفتت
نَفْسي كأسْراب القَطا سَرَبوا
بالأَمس في قرنايل نزلوا
واليوم قد ضَمتْهُمُ حَلبُ
دمعي الذي كتّمته جَلَداً
لما تَباكَوْا عندما رَكِبُوا
حتى إِذا سَارُوا وقد نَزَعوا
من أضلعي قَلْبَاً بهم يَجِبُ
أَلْفَيتُني كالطّفل عاطفةً
فإذا به كالغيث ينسكبُ
قد يعجب العُذَّال من رجلٍ
يبكي ولو لم أبك فالعجبُ
هيهات ما كل البُكا خَوَرٌ
إني وبي عَزْمُ الرّجال أَبُ


FB_IMG_1734851252728.jpg
 

الذين يشاهدون الموضوع الآن 1 ( الاعضاء: 0, الزوار: 1 )