مساءُ الخيرِ لنفسي:
ليس لديّ مزاجٌ للبكاء الآن، فهلّا تكرمتِ عليّ بابتسامة؟ وفّرتُ لكِ كل الأجواء، شمسٌ هادئة، سماءٌ تخطِف النظر فيُختَطَف القلب بعده مباشرة، وزهور تتتبع الشمس بثقة ومثابرة، لا تخطِئ طريقها.
نفسيَ العزيزة:
لماذا لا تقتدين بثبات الزهور المتتبعة للشمس؟ صيري إحداها، لا تتذبذبي في الطرقات الكثيرة، اعزمي على أمرٍ وتابعيه، أتكون الزهرة أعقلَ منك؟ لا يليق بك ذلك.
مساء الخير مرة ثانية، ما دام الحزن مرهقاً والفرح بعيد المنال، فلماذا لا نفرّغ أنفسنا من أي شعور؟ لماذا لا نقابل الدنيا خالين من كل شيء؟ ولماذا لا نصافح الجمال مِن حولنا وكأنّنا لا شيء، تخيّلي يا نفسي أنك إحدى الغيمات، أنكّ قبعة القشّ المعتلية لرأسي، أنك السور الخشبي الذي لا يحسّ سوى بدغدغات الأعشاب والذي نذر نفسه لحمايتها من القافزين الشرسين؟ كوني كلّ شيء يا نفسي عدايَ وعداك، فليس لدي مزاج للحزن الآن وأعصابي من التوتر تالفة، فلا أودّ سوى الاسترخاء، ساعديني.