قرات لكم في كتاب..
إن حياتنا لحظة طويلة مستمرة يصاحبها إحساس مستمر بالحضور و شحن يتعرف على الماضي من خلال الحاضر .. فحينما نعيش في إحساس بالتذكر تسميه ماضيا .. و حينما نعيش في إحساس بالتوقع نسميه
مستقبلا .. و لكن كل هذه الإحساسات هي حاضره و الفواصل بين الماضي والحاضر والمستقبل فواصل وهمية لأن اللحظات الثلاث تتداخل بعضها في بعض كما يتداخل الليل و النهار عن الأفق..
و الذي يقوم بتعيين اللحظة في الشعور هو الاشباه. الانتباه هو الذي يضع خطاً تحت بعض مشاعرنا و إحساساتنا فيحيل لنا أننا وقفنا لحظة و الحقيقة أنه لا
وقوف أبدا .. و إنما نحن نعيش في حالة تدفق داخلي مستمر أبدا و دائما. و الزمن الخارجي .. زمن الساعات و المنبهات زمن كاذب خداع لأنه يساوي بين اللحظات و يجعلها
مجرد أرقام على ميناء.
الساعة واحدة .. الساعة اثنين ... الساعة ثلاثة .. مجرد حركة من العقرب .. و انتقال بضعة سنتيميترات على المينا .. إنه ليس زماناً و لكنه أوضاع مختلفة في المكان .. أما الزمن الحقيقي فهو في داخلنا .. و هو
اضطراب دائم لا تتساوى فيه لحظة بأخرى .. لحطة صغيرة .. و لحظة كبيرة .. و لحظة تافهة ..
و هو غير قابل للتكرار .. لأن كل لحظة تحتوي على الماضي كله و معه علاوة من الحاضر .. و في كل لحظة تضاف علاوة جديدة من التجربة و الحياة فلا تعود الحياة قابلة لأي تكرار ..