أداة تخصيص استايل المنتدى
إعادة التخصيصات التي تمت بهذا الستايل

- الاعلانات تختفي تماما عند تسجيلك
- عضــو و لديـك مشكلـة فـي الدخول ؟ يــرجى تسجيل عضويه جديده و مراسلـة المديــر
او كتابــة مــوضـــوع فــي قســم الشكـاوي او مـراسلــة صفحتنـا على الفيس بــوك

قصص من التراث العراقي/الف ليلة وليلة/السندباد الحمال/ج3

ناطق العبيدي

Well-Known Member
إنضم
16 نوفمبر 2013
المشاركات
5,363
مستوى التفاعل
1,828
النقاط
113
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

الليلة الثانية عشرة
في الليلة التالية، وبينما كانت شهرزاد في سريرها، قالت أختها دينارزاد: «رجاءً، اروي لنا حكاية أخرى رائعة.» وأضاف الملك: «لتكن بقية قصة الشقيقات الثلاث.» فأجابت شهرزاد: «على الرحب والسعة!»
•••
بلغني — أيها الملك — أنه بعد دخول الخليفة وجعفر وجلوسهما، استدارت السيدات لهما وقلن: «يسعدنا نزولكما ضيوفًا لدينا، لكن يجب أن تفهما أمرًا واحدًا.» فسألا: «ما هذا الأمر؟» أجابت السيدات: «من يتدخل في شئون غيره، يلقَ عقابًا عظيمًا.»
فأجاب الرجلان: «كما تشأن، نحن لا نريد التطفل.» وبرضاهن عن هذه الإجابة، جلست الشقيقات للترفيه عنهما. تناول الجميع الطعام والشراب، وعلا الغناء والرقص والإثارة. واندهش الخليفة من رؤية الدراويش العور، ومن عزفهم الجيد على الناي والدف والقيثار. أيضًا أدهشته رؤية الشقيقات الثلاث وما يتمتعن به من جمال وسحر ورشاقة ولطف.
وفيما بعد في هذه الليلة، وبعد الكثير من الشرب والحديث والغناء، نهضت الشقيقات عن مقاعدهن، ونظفت حارسة الباب المائدة وأخلت منتصف الردهة، وجعلت الدراويش يجلسون على مائدة واحدة، والخليفة وجعفر على أخرى.
أخرجت بعد ذلك المتسوقة كلبين أسودين، وقادتهما إلى منتصف الردهة. بدأت الشقيقات في الرقص بينما شاهدهم الجميع والدهشة تملؤهم. وفُك قيد الكلبين لترقص الشقيقات معهما. وأخذن في الدوران حتى خارت قوة أحد الكلبين وسقط من الإعياء. انحنت إحدى الشقيقات وقبلته على جبينه، ورقصن ثانيةً، وأخذن يدرن بعنف حتى فقد الكلب الآخر وعيه.
أراد الخليفة معرفة المزيد عما كان يشاهده، لكن جعفر أوقفه قائلًا: «هذا ليس الوقت المناسب لطرح الأسئلة.»
وعند الانتهاء من الرقص — أيها الملك السعيد — أُبعد الكلبان الأسودان ثانيةً، وعادت الشقيقات، وانتقلن إلى الأرائك مع ضيوفهن. كانت المصابيح لا تزال مضاءة، ولا يزال هناك طعام وشراب، لكن شعر الرجال بالدهشة والحيرة مما يشهدونه من أحداث.
•••
وهنا أدرك شهرزاد الصباح، فسكتت عن الكلام المباح. وقالت دينارزاد لأختها: «يا لها من قصة مدهشة وممتعة!» فردت شهرزاد: «هذا لا يقارَن بما سأرويه لكما غدًا، هذا إن بقيتُ على قيد الحياة.»
الليلة الثالثة عشرة
في الليلة التالية، وبينما كانت شهرزاد في سريرها، قالت أختها دينارزاد: «رجاءً يا أختاه، اروي لنا واحدة من قصصك الرائعة لنمضي الليلة.» وأضاف الملك: «لتكن أكثر إثارة من القصة السابقة.» فأجابت شهرزاد: «حسنًا، بالتأكيد!»
•••
بلغني — أيها الملك — أن المتسوقة نهضت وغادرت الغرفة، وعادت حاملةً حقيبة حريرية من اللونين الأخضر والأصفر. أخرجت عودًا منها، وبدأت في غناء أغنية حزينة وهي تعزف على أوتاره. كانت الأغنية حزينة حتى إنها حركت مشاعر حارسة الباب وجعلتها تذرف الدموع. نظر الخليفة إليها، وقال لجعفر: «يا إلهي، لا بد أن أعلم ما حدث هنا.»
حذره جعفر: «سيدي، هذا ليس الوقت المناسب. لقد أعلمتنا هؤلاء السيدات بأن من يتدخل في شئون غيره، يلقى عقابًا عظيمًا.» لكن الخليفة رد عليه قائلًا: «بالله عليك، سأطلب تفسيرًا لهذا.»
واستدار الخليفة إلى الدراويش، وقال: «أنتم من أفراد المنزل، ربما يمكنكم تفسير هذه المشاهد الغريبة لنا.» فأجابوا: «نحن لا نعلم شيئًا، ولم نر هذا المكان قط قبل الليلة. هذا الرجل الموجود بجانبك يمكن أن يجيبك.»
وأشاروا إلى الحمَّال، لكنه أجاب: «مع أنني نشأت هنا في بغداد، والله ما دخلت هذا المنزل في حياتي قط قبل اليوم.» ثم قال الخليفة: «نحن ستة رجال أشداء. فهل تنضمون إليَّ في طلب الإجابة عما رأيناه هنا؟»
فوافقوا على الأمر، فيما عدا جعفر الذي قال: «دع هؤلاء السيدات وشأنهن. نحن ضيوفهن، وكما تعلم، فإننا قطعنا عهدًا لهن.» ثم همس في أذن الخليفة: «اتركهن هذه الساعة الأخيرة من الليل، وغدًا صباحًا سوف أعود وأحضرهن ليمثلن أمامك ويروين لك قصتهن.»
لكن الخليفة صاح فيه قائلًا: «لا يمكنني الانتظار أكثر من ذلك! دع الدراويش يسألونهن.» فرد جعفر: «هذه ليست فكرة جيدة.» وأخذ الرجلان يصرخان ويتشاجران.
وعندما سمعت السيدات الضجيج الذي كانا يحدثانه، سألت إحداهن: «ما الأمر؟» جاء إليها الحمَّال، وقال: «سيدتي، هؤلاء الرجال يريدون أن تروين لهم قصتكن وتفسرن الأمور الغريبة التي جرت هنا الليلة.»
عادت المرأة إلى الغرفة، وسألت: «هل ما يقوله صحيح؟» فأجاب الزوار: «نعم.» فيما عدا جعفر الذي لزم الصمت. وعند سماع الشقيقات لهذا الرد، قالت إحداهن: «يا أصدقاء، لقد أسأتم إلينا. ألم نخبركم بشرطنا: «أن من يتحدث فيما لا يعنيه، يسمع ما لا يرضيه»؟ لقد استقبلناكم في منزلنا، وأطعمناكم من طعامنا، وبعد كل ذلك تسيئون إلينا.»
وضربت الأرض بعد ذلك بقدمها ثلاث مرات، وهي تنادي: «احضروا على الفور.» فانفتح باب وخرج منه ستة رجال يحملون سيوفًا في أيديهم. وفي لمح البصر، قيَّد هؤلاء الرجال الضيوفَ من أيديهم وأرجلهم، وربطوهم بعضهم إلى بعض، ثم اقتادوهم إلى منتصف الردهة، ووقف كل واحد منهم بجانب أحد الضيوف شاهرًا سيفه فوق رأسه. وقالوا: «أيتها السيدات الكريمات، فلتأذنَّ لنا بقطع رءوسهم.» فردت إحدى الشقيقات: «انتظروا لحظة حتى أطرح عليهم سؤالًا.» فصاح الحمَّال: «اللهم أسألك النجاة. يا سيدتي، لا تقتليني بذنب شخص آخر!» ثم أخذ في النحيب والبكاء والتوسل.
ضحكت المرأة، وتوجهت ناحية مجموعة الرجال، وقالت لحاملي السيوف: «من يخبرنا بقصته، ويوضح لنا ما حدث له وما أتى به إلى هذا المكان، فأطلقوا سراحه. لكن من يرفض، فاقطعوا رأسه.»
•••
هنا أدرك شهرزاد الصباح، فسكتت عن الكلام المباح. وقالت دينارزاد لأختها: «يا لها من قصة مدهشة وممتعة!» فردت شهرزاد: «هذا لا يقارَن بما سأرويه لكما غدًا إن بقيتُ على قيد الحياة.»
الليلة الرابعة عشرة
في الليلة التالية، قالت دينارزاد: «رجاءً يا أختاه، اروي لنا المزيد من هذه القصة المذهلة.» وأضاف الملك: «فلتخبرينا بما حدث للزوار الستة.» فأجابت شهرزاد: «حسنًا، بالتأكيد!»
•••
بلغني — أيها الملك — أن أول من تقدم للحديث كان الحمَّال، الذي قال: «سيدتي، أنت تعلمين أن سبب مجيئي إلى هذا المكان هو استعانة هذه المرأة بي كأجير، والتي تقدمتني من متجر إلى آخر حتى وصلنا في النهاية إلى هذا المنزل. هذه هي قصتي.» فأجابت المرأة: «يمكنك الذهاب.» لكنه رد قائلًا: «لا والله لأبقيَنَّ حتى أسمع روايات الآخرين.»
بحث وتقديم ناطق ابراهيم العبيدي
 

Retaj Al-Hassan

:: مشرفة منتدى اناقة المرأة ::
طاقم الإدارة
إنضم
1 يناير 2020
المشاركات
32,837
مستوى التفاعل
9,477
النقاط
300
الإقامة
آسـطـنبول
عآشـت آلآيآآآدي

يسـلمـوو ع آلنقل آلمـمـيز.
 

الذين يشاهدون الموضوع الآن 1 ( الاعضاء: 0, الزوار: 1 )