
في أحد الأيام كان هناك بائع سم يعيش في قرية نائية. كان يتاجر بالسموم، ويبيعها لمن يحتاجها، سواء كانت لأغراض طبية أو لأغراض أخرى. وكان يشعر بالرضا من عمله، ويعتقد أنه يؤدي وظيفة مفيدة للمجتمع.
لكن في يوم من الأيام، مر عليه رجل حكيم كان معروفًا بحكمته في القرية. نظر إلى بائع السم وقال له: "أتبيع السم للناس؟" أجاب بائع السم قائلاً: "نعم، أبيع السم لمن يحتاجه". فابتسم الرجل الحكيم وقال له: "لكن هل تعلم يا بائع السم أن السم لا يقتل فقط الجسد، بل يمكن أن يقتل أيضًا الروح؟".
تفاجأ بائع السم من كلام الرجل، فقال: "كيف ذلك؟ السم في النهاية يساعد الناس عندما يكونون بحاجة إليه". فأجاب الرجل الحكيم قائلاً: "السم الذي تبيعه ليس فقط للآخرين، بل هو أيضًا السم الذي تضعه في قلبك عندما تتاجر بالأشياء التي تضر الآخرين. المال الذي تكسبه من بيع السم لا يمكن أن يكون شفاءً لنفسك، بل سيجعلك تتعامل مع الحياة بنظرة مشوهة."
أخذ بائع السم هذه الكلمات بجدية، وبدأ يفكر في تأثير عمله على حياته وحياة الآخرين. شعر بحزن عميق على ما كان يفعله، وتوجه إلى الحكيم ليشكره على النصيحة. وفي ذلك اليوم، قرر التوقف عن بيع السم والبحث عن عمل آخر يمكن أن يفيد الناس ويمنحهم السلام الداخلي.

القصة تعلمنا أنه ليس كل ما يبدو مفيدًا من وجهة نظر مادية يكون صحيحًا أو مناسبًا في النهاية. الأعمال التي تؤذي الآخرين، حتى وإن كانت تبدو قانونية أو مشروعة، قد تؤذي الروح والنفس. وفي النهاية، لا قيمة للمال إذا كان الثمن هو فقدان الإنسانية والنقاء.