ظل آليآسمين
Well-Known Member
- إنضم
- 9 نوفمبر 2012
- المشاركات
- 2,626
- مستوى التفاعل
- 10
- النقاط
- 38
المؤمن الحريص على نجاة نفسه هو الذي يسعى لسلامتها من كل ما يهلكها ، ويرفق بها ،
ومن الرفق بها مراقبة سيرها إلى الله لتنجو من عذاب الآخرة ،
ومجاهدتها للقيام بما أُمرت به واجتناب ما نهيت عنه ابتغاء رضوان الله ،
فيبدأ بالتوبة من سائر الذنوب ، ويحثها على المسابقة في العمل الصالح ،
والارتقاء بها إلى المقامات العلى في الإيمان ويسعى إلى ذلك بالأسباب المعينة
كمعرفة ثواب الأعمال وآثارالذنوب وأسبابها والابتعاد عن المخذلين وضعيفي الهمم ،
وسماع أخبار المجتهدين في الطاعات ثم إذا ضعفت عن الصالحات أو بدرت منها المعاصي ، وجنحت إليها ،
فهذا مقام المعاقبة .
ومن الرفق بها مراقبة سيرها إلى الله لتنجو من عذاب الآخرة ،
ومجاهدتها للقيام بما أُمرت به واجتناب ما نهيت عنه ابتغاء رضوان الله ،
فيبدأ بالتوبة من سائر الذنوب ، ويحثها على المسابقة في العمل الصالح ،
والارتقاء بها إلى المقامات العلى في الإيمان ويسعى إلى ذلك بالأسباب المعينة
كمعرفة ثواب الأعمال وآثارالذنوب وأسبابها والابتعاد عن المخذلين وضعيفي الهمم ،
وسماع أخبار المجتهدين في الطاعات ثم إذا ضعفت عن الصالحات أو بدرت منها المعاصي ، وجنحت إليها ،
فهذا مقام المعاقبة .
فالمعاقبة تكون بعد معرفة الحق ثم الميل عنه ، ولا يبدأ بالمعاقبة إذ لا عقاب قبل معرفة ؛
وحتى يكون ذلك أقطع للعذر عنها .
وتنبه إلى أن المعاقبة غير مقصودة لذاتها ، بل هي وسيلة إلى تهذيب النفس وتربيتها ،
وهي مثل الكي للمريض تستعمل بقدر الحاجة .
وليس من المعاقبة المحمودة تعذيب النفس وتكليفها بما لا تطيقه ،
أو بما يؤذي البدن كالحرق بالنار أو القيام في الشمس ،
أو ما يشبه ذلك بل بزيادة في الأعمال الصالحة بلا مشقة زائدة ، أو حرمانها مما ترغب ،
وأنت طبيب نفسك ، وتعلم ما يساعدها على الفتور والعصيان فتتركه .
وحتى يكون ذلك أقطع للعذر عنها .
وتنبه إلى أن المعاقبة غير مقصودة لذاتها ، بل هي وسيلة إلى تهذيب النفس وتربيتها ،
وهي مثل الكي للمريض تستعمل بقدر الحاجة .
وليس من المعاقبة المحمودة تعذيب النفس وتكليفها بما لا تطيقه ،
أو بما يؤذي البدن كالحرق بالنار أو القيام في الشمس ،
أو ما يشبه ذلك بل بزيادة في الأعمال الصالحة بلا مشقة زائدة ، أو حرمانها مما ترغب ،
وأنت طبيب نفسك ، وتعلم ما يساعدها على الفتور والعصيان فتتركه .
قال المقدسي رحمه الله :
إعلم أن [ المؤمن ] إذا حاسب نفسه فرأى منها تقصيراً أو فعلت شيئاً من المعاصي فلا ينبغي أن يهملها ،
فإنه يسهل عليه حينئذ مقارفة الذنوب ويعسر عليه فطامها
بل ينبغي أن يعاقبها عقوبة مباحة كما يعاقب أهله وولده ،
إعلم أن [ المؤمن ] إذا حاسب نفسه فرأى منها تقصيراً أو فعلت شيئاً من المعاصي فلا ينبغي أن يهملها ،
فإنه يسهل عليه حينئذ مقارفة الذنوب ويعسر عليه فطامها
بل ينبغي أن يعاقبها عقوبة مباحة كما يعاقب أهله وولده ،
وكما روي عن عمر أنه خرج إلى حائط له - أي : بستان - ثم رجع وقد صلى الناس العصر ،
فقال : إنما خرجت إلى حائطي ، ورجعت وقد صلى الناس العصر ،
حائطي صدقة على المساكين .
فقال : إنما خرجت إلى حائطي ، ورجعت وقد صلى الناس العصر ،
حائطي صدقة على المساكين .
وروي أن تميماً الداري رضي الله عنه نام ليلة لم يقم يتهجد فيها حتى طلع الفجر
فقام الليل سنة لم ينم فيها عقوبة لنومه تلك الليلة .
ومرَّ حسان بن سنان بغرفة فقال :
متى بنيت هذه ؟ ثم أقبل على نفسه
فقال : تسألين عما لا يعنيك لأعاقبنك بصوم سنة ، فصامها .
فقام الليل سنة لم ينم فيها عقوبة لنومه تلك الليلة .
ومرَّ حسان بن سنان بغرفة فقال :
متى بنيت هذه ؟ ثم أقبل على نفسه
فقال : تسألين عما لا يعنيك لأعاقبنك بصوم سنة ، فصامها .
أما العقوبات التي فيها إضرار بالبدن أو ارتكاب منهي عنه : فلا تجوز ،
كما روي أن رجلاً نظر إلى امرأة فقلع عينيه ، وآخر عصى الله بيده فوضعها في النار حتى شُلت ،
فمثل هذا لا يجوز ،
فإنه ليس للإنسان أن يتصرف في نفسه بمثل هذا .
أ.هـ بتصرف من " مختصر منهاج القاصدين " .
كما روي أن رجلاً نظر إلى امرأة فقلع عينيه ، وآخر عصى الله بيده فوضعها في النار حتى شُلت ،
فمثل هذا لا يجوز ،
فإنه ليس للإنسان أن يتصرف في نفسه بمثل هذا .
أ.هـ بتصرف من " مختصر منهاج القاصدين " .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب