رد: انا متبلِد اتجاه اي شيء معين.انا انجذب فقط الى الأشياء التي تجعل عظامي تقشعر,(مملكتي)
نعم لست اجتماعياً و أنفر من الناس و أفضل البقاء بعيداً عنهم دائماً، أكررها للمرة الثانية ، ولكن من غير الممكن أن أرى من يحتاج المساعدة دون أن أقدم له ما في استطاعتي. اليوم على طرف الطريق صادفت رجلاً عاجزاً يكافح بيديه الصغيرتين، و هو يدير عجلتي كرسيه المتحرك في طريق منحدر و كانت وجهته للأعلى، يلقي في وجوه الناس نظرة تحمل استعطافهم على أمل مساعدته دون أن يطلبها بشكل مباشر.استغربت أنه كان قد قطع أمتار عديدة في هذا الطريق الصعب دون أن يساعده أحدهم برغم وجود مقهى بالجوار يرتاده غالباً المثقفون و وجود الكثير من الناس حوله و من عدة جنسيات بما في ذلك جنسيات عربية" حتى لا تقولوا لو كان في بلد عربي لما حدث ذلك" بل العكس تماماً، أصبح هؤلاء و خاصة مدعي الثقافة منهم يجدون في مثل هذه الأفعال أو مثلاً القيام لامرأة حامل في القطار أفعال سخيفة، من مبدأ " ليست مشكلتي، كان بإمكانها استخدام سيارة خاصة " لا أعرف من أخبر هؤلاء البهائم أن تجاهل من يحتاجون المساعدة حقاً يجعلهم متميزين، أعتقد أنهم قرأوا عن الفردانية يوماً ولم يفهموها، سحقاً للكتب التي قرأتموها إذا كانت ستجعلكم بهذه البرودة. أو كما قال زوربا اليوناني" كتبك تلك أبصق عليها، فليس كل ما هو موجود موجود في كتبك"
ساعدت الرجل على كل حال و أوصلته لوجهته و لم يخطر في بالي أثناء ذلك إلا كلام دوستويفسكي الإنسان الوحيد الذي من المستحيل أن يمر يوم دون أصادف شيئاً يذكرني بشيء كنت قد قرأته بإحدى رواياته، نعم دوستويفسكي الذي وصل هوسي فيه لدرجة جعلت حتى الفتاة التي أحبها تغار منه، لأنه دائماً في رأسي و على لساني،و فيه فقط أفهم و أجد كل تناقضاتي و سلبيتي الغير محدودة تجاه هذا العالم، تذكرت تحديداً كلامه " كلما ازاد حبي للإنسانية جملة، ازدت كرهاً للبشر أفرادا."