ألمحهم..
هنا بين الطرقِ والمارةِ
يمرون وعطورهم تملء
أفاريز الكونِ حباً وسلاما
نعم.. هنا
أملحهم..
رغم النحور المذبوحةِ
ورغم الاشلاء الغارقةِ
ورغم الاباء المستباح
أراهم بيادر عزٍ
وشمس فخرٍ بوجه الظلاما
هذه العيون لا ترى سواهم
تعانقوا..
تهامسوا..
بشر أحدهم الاخر
سنقتل..
وسيزف العراق
لنا تأريخهُ
حاضرأ والماضي
ويمطرنا بالوردِ الغماما
لمحتهُ وهو يظم رأسه
بين فخذيهِ ..
لا خيفةً من القتلِ
لكنه خاف أن تبكيهِ
أمهُ حزناً ..
فهو للموتِ شارعاً صدره
ونذر للشهادةِ عمره الحالما
حضروا أولاد الزناةِ
كي يذبحوا فرح العراق
لكنهم لم يعرفوا
أن الفتيةِ هذه
ستقوم من اللحودِ
شاهرة الحساما
تعالوا يا أحبابي
نعز دجلة والفرات
نرسم بسمة حزنٍ
فوق شفاه الشمس
لهم في أعناقنا
أيتاما..
**
للباعة
للمارين
للناظرين
هذا هو المزاد العلني..
محافظة هنا وهناك بلدة
للبيع ياسادة ياحضور
نبيعها بأبخس الاثمان
عراق للتقسيم..
كردي اجوف
عمامة مراهقة
وعمامة لا تفقه القول
عمامة تتجمع كل الشهوات بها
يحضر اجتماعات نسويةِ
ويكذب على لحية بيضاء
يسرق بيوت الجادرية
يصرخ سأذبح المواطن..
والهمج يصفق بحرارة له
يريد الا صلاح مع الارهاب
يريد مد العون للارهاب
يريد النصح والتفاهم..
ويقول هذا الجاهل..
نتفاهم معهم..
ايها الابله ...
كم تريد ولديك كل الثروات
..ارحل أنت وذاك المراهق
هذا عراق الاباءِ..
لا لمثلك أن يسكن فيه..
ولا لذاك المسعور البيزنطي
في أعالي الجبالِ كالدببة
آهٍ لو بحثتهم في تأريخهُ
لرأيتم تحت وسادته
توجد نجمة سداسية
من أبيه قد اورثها له..
وفي الاخبار..
كل شيء يتكاثر..
فأعلم إنها المزبلة..
وهاهم يتكاثرون
في كل البقاع..
انقذوا هذا المظلوم..
وطني ياسادة ياكرام
مظلوم..
فيه انواع الكلاب المفترسة
وفيه حمير لا تعرف
نطق الحديث..
وفيه ثلة لو إنها
لاقت صدورا حميةٍ
لرفعت العراق عاليا
وجعلت هولاء الكلاب تنبح
خارج السرب..
هذه الثلة بيضاء
كما قلوبها بيضاء..
تعشق غبار العراق
تعشق نسيم العراق..
عانقوهم فهم أبطال العراق..
هم العراق وإن قتلوا..
سيكون العراق بهم سنديان
شقائق النعمان
من مكتبتي
العـ عقيل ـراقي
