حين اقول "كيف حالكِ؟"
فـ أَنا لا أنتظر أن تُخبريني بأنك بخير وتصمتين، أنا انتظر ان تخبريني عن تأخُرك عن ميعاد محاضرتك،
وعَن مشاجرتك مع زميلتك تلك التي تغار منكِ، وعن اغنيتك المفضلة التي استمعتِ إليها أكثر من مائة مرة منذ الأمس
وحتى الآن، وعن صداعك المزمن الذي لا يفارقك، وعن ذلك الفستان الزهري الذي اعجبك،
وعَن هذا الفتى الذي لا يزال يراقبك، حين اقول "كيف حالك؟"
فإني اقول أحبك لذلك فلا تأخذي هذا السؤال على مَحمل الجد فلتأخذيه على محمل الحب.
غالباً الجمال ليس في تناسق الملامح،
بل في حركتها لحظة انبعاث الحياة فيها، كالإبتسامة حين تشرق من الوجه،
والحياء حين يغمر الروح ويربك الجسد، تباشير الفرح لحظة اللقاء، حتى الجمود لحظة التأمل والإنسجام له حضوره
وجماله،
هذه الصور هي التي تلتصق في ذاكرتنا ولاتغادرها أبداً ..
صورٌ كانتْ ام ذكرياتٌ عابِرة.. ستبقى في بالك.. تُنسيكَ إياها الحياة ولكنها تبقيكَ في حالِك.. تحاوِلُ النسيان..
الرجوعَ والِكتمان ولكن.. في نهاية المطاف ستلقى نصيبكَ مِنها.. الحياة..
التي كُتبت وصُفت وهُيئَت وعليكَ انتَ حُتِّمت.. فعِشها كما تشاء وابقى صافياً نقياً كالسماء..
. إذا شاهدت زوجين يُحبان بعضهما ويمضيان وقتهما في سعادة وسرور ويعيشان متفاهمين ، فلا تقُل كم هما محظوظان..
في العلاقات الزوجية لا يوجد شيء إسمه حظ! أنت لا تعرف كميّة التنازلات التي قدماها لبعضهما البعض ،
كما لا تعرف العيوب التي تغاضيا عنها عن بعضهما وجبروا أنفسهما أن يتعايشا معها ويصلحاها ،
لا تعرف كم زلةٍ غفراها وسامحا بعضهما فيها ،
ولا تتخيّل كمية المشاكل التي تحملاها وتمسكا ببعضهما بعدها من أجل أن تكمل حياتهما سويًا.
أنت لا تعلم الوقت الذي قضياه ليفهم أحدهما الآخر.. الحُب ما كان يوما حظا ،
الحب عطاء متبادل وقناعة وأحلام مشتركة ومواقف ورحمة وصبر من الطّرفين ،
إذا كانت هذه الصفات غير موجودة في علاقتك ، حاول أن توجدها بدلًا من تواجدك في علاقة إثنين آخرين ،
تؤدي دور المتعجب من روعة العلاقة ، بينما تنهار خاصّتك!
ليس لأحدنا مُطلق الحرية في الحديث والفعل، نتقيّد بالخوف من ردة الفعل،
بالموقف واللحظة أو حتى بالشخص نفسه الذي أمامنا، لن يتمكّن شخص من تحطيم القيود فالحياة مليئة بها،
ولازلت أعتقد بأننا نعيش بداخل زنزانة عملاقة وهي بدورها تعيش بداخلنا.
. "ستدرك متأخرًا غالبًا أن كل شخص بذلت الغالي والرخيص في سبيل إرضائه لن يرضيك،
وأن الشخص الذي بالغت في حبه لن يبادلك إياه ، وأن كل الذين باشرتهم الحديث يومًا بمجرد توقفك عن المحاولة والبدء سيكملون حياتهم دونك.
متأخرًا جدًا يا عزيزي ولكنني أخبرك بهذا الآن ، الجدير بالذكر أيضًا أنك لن تسمعني وستظن أنك الاستثناء الذي يكسر القاعدة ،
لكنك مخطئ وأننا جميعًا استثناءات لقاعدة غير موجودة وخط حياة مبهم. وصداقات لا يعوّل عليها ، وعلاقات منتهية من قبل أن تبدأ.”