- إنضم
- 26 يونيو 2023
- المشاركات
- 118,852
- مستوى التفاعل
- 119,904
- النقاط
- 2,508
نكتب أحيانًا لا لنُعبّر، بل لنُنجو. لا نطلب من الحروف أن تكون وفية، بل أن تكون مرآة لما يتعذّر علينا أن نُسمّيه. في حضرة الغياب، حيث تختلط الأزمنة وتتقاطع الطرق بين ما حدث وما تمنّيناه، تتحوّل اللغة إلى ملاذ هشّ، وإلى وثيقة مقاومة ضد النسيان.
هذا النص لا يسعى لأن يكون قصيدة مكتملة، ولا شهادة حبّ منتهية الصلاحية، بل هو فعل بقاء، محاولة للتماسك في وجه الارتباك العاطفي الذي يتركه الرحيل، لا حين يحدث، بل حين يستمرّ.
في عمق هذا النص، ينبض السؤال أكثر من الجواب، وتتحوّل القافية إلى جرح نازف كلما حاول أن يلتئم. نحن أمام سردٍ داخليّ تتوالد فيه التنهيدات من رحم الانتظار، وينمو فيه الحنين ككائنٍ لا اسم له، لا وطن له، لكنه يعرف جيدًا كيف يسكننا.
ليس الحب هو المحور هنا، بل ما يخلّفه الحب حين لا يكتمل، حين يبقى عالقًا بين الاحتمال والخذلان، بين اللقاء المؤجل والوداع الذي لم يُعطَ شكله النهائي.
هذا النص هو محاولة لالتقاط اللحظة الأخيرة قبل أن تسقط في النسيان، هو ارتجاف الأصابع وهي تُمسك بالحرف الأخير من اسمٍ لم يُمحَ بعد،
وهو أيضًا، سؤال معلّق في هواء الوحدة:
هل نكتب لأننا أحببنا؟
أم لأننا لم نستطع أن نكره بعد؟
هذا النص لا يسعى لأن يكون قصيدة مكتملة، ولا شهادة حبّ منتهية الصلاحية، بل هو فعل بقاء، محاولة للتماسك في وجه الارتباك العاطفي الذي يتركه الرحيل، لا حين يحدث، بل حين يستمرّ.
في عمق هذا النص، ينبض السؤال أكثر من الجواب، وتتحوّل القافية إلى جرح نازف كلما حاول أن يلتئم. نحن أمام سردٍ داخليّ تتوالد فيه التنهيدات من رحم الانتظار، وينمو فيه الحنين ككائنٍ لا اسم له، لا وطن له، لكنه يعرف جيدًا كيف يسكننا.
ليس الحب هو المحور هنا، بل ما يخلّفه الحب حين لا يكتمل، حين يبقى عالقًا بين الاحتمال والخذلان، بين اللقاء المؤجل والوداع الذي لم يُعطَ شكله النهائي.
هذا النص هو محاولة لالتقاط اللحظة الأخيرة قبل أن تسقط في النسيان، هو ارتجاف الأصابع وهي تُمسك بالحرف الأخير من اسمٍ لم يُمحَ بعد،
وهو أيضًا، سؤال معلّق في هواء الوحدة:
هل نكتب لأننا أحببنا؟
أم لأننا لم نستطع أن نكره بعد؟
البداية......
في تمام الثامنة إلا دقائق، كانت الغرفة تسبح في نصف عتمة، والنصف الآخر ظلٌّ شاحب لرجل لم يعد، وامرأة ما زالت تكتب. جلسَت على طرف السرير كمن يتأهّب لسقوطٍ داخلي، يحمل صوته القديم بين أصابعها كما يُمسك أحدهم بصورة مهترئة تخاف أن تتمزق لو فُسّرت أكثر مما ينبغي. على الطاولة فنجان قهوة بارد، ودفتر مفتوح على صفحة بيضاء لم تقوَ على البدء، كأنها تخشى أن أول كلمة ستُقيدها للأبد بفقدٍ لا شفاء منه.
في تلك اللحظة، لم تكن تكتب لتُعبّر، بل لتتذكّر أنها ما زالت هنا. لم تكن تنتظر عودته، بل تفسيرًا لما فعله غيابه بها. اللغة لم تكن وسيلة، بل قارب نجاة يتهادى فوق بحرٍ من الاحتمالات المؤلمة، كل واحدة منها أكثر صدقًا من الأخرى، وكلها تُفضي إلى السؤال ذاته:
هل كان حبًّا، أم خدعةً تشبّهت بالحب جيدًا؟
هذا النص ليس مجرد نبشٍ في الحنين، بل محاولة لترميم الذات بحبرٍ يرتجف، لالتقاط شتات الروح المتناثر بين ذكرى لم تكتمل، وقصيدة لم تُكتب كما ينبغي.
فيه نسمع التنهيدة المؤجلة، الرجاء المعقود على مساء لن يأتي، والسؤال الذي لم يُجب عليه أحد:
كيف نواصل العيش، ونحن عالقون في فاصلةٍ لم تصبح نقطة؟
في تمام الثامنة إلا دقائق، كانت الغرفة تسبح في نصف عتمة، والنصف الآخر ظلٌّ شاحب لرجل لم يعد، وامرأة ما زالت تكتب. جلسَت على طرف السرير كمن يتأهّب لسقوطٍ داخلي، يحمل صوته القديم بين أصابعها كما يُمسك أحدهم بصورة مهترئة تخاف أن تتمزق لو فُسّرت أكثر مما ينبغي. على الطاولة فنجان قهوة بارد، ودفتر مفتوح على صفحة بيضاء لم تقوَ على البدء، كأنها تخشى أن أول كلمة ستُقيدها للأبد بفقدٍ لا شفاء منه.
في تلك اللحظة، لم تكن تكتب لتُعبّر، بل لتتذكّر أنها ما زالت هنا. لم تكن تنتظر عودته، بل تفسيرًا لما فعله غيابه بها. اللغة لم تكن وسيلة، بل قارب نجاة يتهادى فوق بحرٍ من الاحتمالات المؤلمة، كل واحدة منها أكثر صدقًا من الأخرى، وكلها تُفضي إلى السؤال ذاته:
هل كان حبًّا، أم خدعةً تشبّهت بالحب جيدًا؟
هذا النص ليس مجرد نبشٍ في الحنين، بل محاولة لترميم الذات بحبرٍ يرتجف، لالتقاط شتات الروح المتناثر بين ذكرى لم تكتمل، وقصيدة لم تُكتب كما ينبغي.
فيه نسمع التنهيدة المؤجلة، الرجاء المعقود على مساء لن يأتي، والسؤال الذي لم يُجب عليه أحد:
كيف نواصل العيش، ونحن عالقون في فاصلةٍ لم تصبح نقطة؟

التعديل الأخير: