أداة تخصيص استايل المنتدى
إعادة التخصيصات التي تمت بهذا الستايل

- الاعلانات تختفي تماما عند تسجيلك
- عضــو و لديـك مشكلـة فـي الدخول ؟ يــرجى تسجيل عضويه جديده و مراسلـة المديــر
او كتابــة مــوضـــوع فــي قســم الشكـاوي او مـراسلــة صفحتنـا على الفيس بــوك

مابين النقطةوالبياض [نشيد الإنتظار الخافت]....الجوري

الجور ي

الjo هسيس بين يقظة وغيم
طاقم الإدارة
وسام المحاور فذ
إنضم
26 يونيو 2023
المشاركات
118,852
مستوى التفاعل
119,904
النقاط
2,508
نكتب أحيانًا لا لنُعبّر، بل لنُنجو. لا نطلب من الحروف أن تكون وفية، بل أن تكون مرآة لما يتعذّر علينا أن نُسمّيه. في حضرة الغياب، حيث تختلط الأزمنة وتتقاطع الطرق بين ما حدث وما تمنّيناه، تتحوّل اللغة إلى ملاذ هشّ، وإلى وثيقة مقاومة ضد النسيان.
هذا النص لا يسعى لأن يكون قصيدة مكتملة، ولا شهادة حبّ منتهية الصلاحية، بل هو فعل بقاء، محاولة للتماسك في وجه الارتباك العاطفي الذي يتركه الرحيل، لا حين يحدث، بل حين يستمرّ.

في عمق هذا النص، ينبض السؤال أكثر من الجواب، وتتحوّل القافية إلى جرح نازف كلما حاول أن يلتئم. نحن أمام سردٍ داخليّ تتوالد فيه التنهيدات من رحم الانتظار، وينمو فيه الحنين ككائنٍ لا اسم له، لا وطن له، لكنه يعرف جيدًا كيف يسكننا.
ليس الحب هو المحور هنا، بل ما يخلّفه الحب حين لا يكتمل، حين يبقى عالقًا بين الاحتمال والخذلان، بين اللقاء المؤجل والوداع الذي لم يُعطَ شكله النهائي.

هذا النص هو محاولة لالتقاط اللحظة الأخيرة قبل أن تسقط في النسيان، هو ارتجاف الأصابع وهي تُمسك بالحرف الأخير من اسمٍ لم يُمحَ بعد،
وهو أيضًا، سؤال معلّق في هواء الوحدة:
هل نكتب لأننا أحببنا؟
أم لأننا لم نستطع أن نكره بعد؟


البداية......
في تمام الثامنة إلا دقائق، كانت الغرفة تسبح في نصف عتمة، والنصف الآخر ظلٌّ شاحب لرجل لم يعد، وامرأة ما زالت تكتب. جلسَت على طرف السرير كمن يتأهّب لسقوطٍ داخلي، يحمل صوته القديم بين أصابعها كما يُمسك أحدهم بصورة مهترئة تخاف أن تتمزق لو فُسّرت أكثر مما ينبغي. على الطاولة فنجان قهوة بارد، ودفتر مفتوح على صفحة بيضاء لم تقوَ على البدء، كأنها تخشى أن أول كلمة ستُقيدها للأبد بفقدٍ لا شفاء منه.

في تلك اللحظة، لم تكن تكتب لتُعبّر، بل لتتذكّر أنها ما زالت هنا. لم تكن تنتظر عودته، بل تفسيرًا لما فعله غيابه بها. اللغة لم تكن وسيلة، بل قارب نجاة يتهادى فوق بحرٍ من الاحتمالات المؤلمة، كل واحدة منها أكثر صدقًا من الأخرى، وكلها تُفضي إلى السؤال ذاته:
هل كان حبًّا، أم خدعةً تشبّهت بالحب جيدًا؟

هذا النص ليس مجرد نبشٍ في الحنين، بل محاولة لترميم الذات بحبرٍ يرتجف، لالتقاط شتات الروح المتناثر بين ذكرى لم تكتمل، وقصيدة لم تُكتب كما ينبغي.
فيه نسمع التنهيدة المؤجلة، الرجاء المعقود على مساء لن يأتي، والسؤال الذي لم يُجب عليه أحد:

كيف نواصل العيش، ونحن عالقون في فاصلةٍ لم تصبح نقطة؟

GIF_20250509_104413_419.gif
 
التعديل الأخير:

الجور ي

الjo هسيس بين يقظة وغيم
طاقم الإدارة
وسام المحاور فذ
إنضم
26 يونيو 2023
المشاركات
118,852
مستوى التفاعل
119,904
النقاط
2,508
الثامنة إلا انتظارًا...
تتمدّد الوحدة كظلٍّ مُنهكٍ على جدار روحي،
تتسع كل لحظة لتبتلعني،
وأنا لا أحمل سوى اسمك بين ضلوعي.
أرنو للقصيدة كمن يرنو لمأواه بعد الطوفان،
أحنّ... لا لماضٍ، بل لإمكانية اللقاء،
أتكور في الهامش المتاح بين ذاكرةٍ لا تُشفى،
وحلمٍ يتهرّب كلما حاولتُ لمسه.


أفتّش عني في تفاصيل الغياب،
أعدّ نبضات قلبٍ أرهقته المجازفة بالانتظار،
وكل قافية أكتبها تنزفني أكثر.
لا أنا الصبر، ولا أنت النسيان،
فكلانا على طرفي الهاوية،
وأنا — تلك التنهيدة المؤجلة،
ذلك الرجاء المعتّق بسؤال:
"هل كنتَ مجازًا أم منفى؟"


GIF_20250509_104413_419.gif
 

الجور ي

الjo هسيس بين يقظة وغيم
طاقم الإدارة
وسام المحاور فذ
إنضم
26 يونيو 2023
المشاركات
118,852
مستوى التفاعل
119,904
النقاط
2,508
التاسعة إلا نزيفًا...
ينسكب الوقت من قلبي كما يتسرّب الضوء من شقوق الجدران القديمة،
وأنا أتشبّث بالفراغ كمن يخشى السقوط في ذاته.
يكتبني الحنين بأحرفٍ معكوسة،
كل سطرٍ محاولة فاشلة لفهم ما لا يُفهم:
كيف يمكن للغائب أن يكون بهذا الحضور؟
ولماذا يشبهك الليل حين يُطبق على الروح؟

أنا تلك المسافة بين السؤال والجواب،
ذلك الشرخ في المعنى حين لا يعود للكلمات مكان.
كأنني كنتُ قصيدة تبحث عن شاعرها،
أو احتمالًا لغواية لن تحدث.

وفي كل محاولةٍ للفكاك،
أجدني أعود إليك — لا لأنك الملاذ،
بل لأنك الجرح الوحيد الذي يشبهني.
GIF_20250509_104413_419.gif
 

الغيم

Well-Known Member
وسام المحبه يمنح للاعضاء الجدد والمتفاعلين الجدد
إنضم
19 مايو 2025
المشاركات
237
مستوى التفاعل
26
النقاط
28
الجرح الوحيد الذي لا يشبهني…

هو ذاك الألم الذي دخل قلبي دون استئذان،
لم يشبه طيبتي، ولا حتى ضعفي،
لم يكن نتيجة خطأي، ولا عقابًا لذنبٍ ارتكبته.

إنه الجرح الذي جاؤوا به إليّ،
حين ظننت أنني في مأمن،
حين وثقت، وابتسمت، ووهبت قلبي بصدق.

هذا الجرح…
لا يحمل منّي شيئًا، لا يشبه ملامحي، ولا يشبه نيّتي.
لكنه علّمني درسًا،
أن لا أمنح قلبي لمن لا يفهم لُغته،
وأن الطيبين… يُصابُون أحيانًا، لكن لا يتغيرون
 

قلائد الياسمين

غيم مبلل 🌦️ مسؤولة الاقسام الادبيه
طاقم الإدارة
إنضم
18 نوفمبر 2015
المشاركات
56,298
مستوى التفاعل
80,524
النقاط
1,100
مابين النقطة والبياض
قلب
يلوذ بالياسمين شغفا
وعبق آخاذ
يحمل اللهفة اطنان

لا ... تسأل
عن سر الملاذ الطري
هو الوقت المرتل
والوقفة التليدة
على محمل جد الجد
أيقونة بر
صورة بجع
وبحيرة زبرجد
وبستان ... !
 

الجور ي

الjo هسيس بين يقظة وغيم
طاقم الإدارة
وسام المحاور فذ
إنضم
26 يونيو 2023
المشاركات
118,852
مستوى التفاعل
119,904
النقاط
2,508
في زوايا الغياب

ها أنا، واقفٌ كعصفورٍ عالقٍ في زجاج نافذة الذاكرة،
أنفاسي تتشابك مع ضجيج المدينة، كخيوط نمل تائهاة في شبكة عنكبوتٍ من ضوء وصمت.
ألمسك، ذلك الدفتر الذي لم يكتب بعد، كأنه بيضة ياقوتٍ لا تفقس،
تتدفق الكلمات داخلي كنهري دمٍ يسير في عروق عميقة تحت جلد الزمن.

السماء فوقي، ثقيلةٌ كغشاء بلاستيكي يلتصق بأحلام تائهة،
وأشجار الشارع تتحرك كما لو كانت تعزف سيمفونية موتٍ لا يسمعها سوى النسيان.
الماضي، ذاك السجين المكسور، يطرق بابي بصوتٍ صامت،
يرميني بوجوه وأصوات كصورٍ مشوشة على شاشة قديمة.

هل أنا أنا؟ أم قطعة من ضوء مكسور علق في مرآة مغبرة؟
كل فكرة تنساب، كأنها سمكة تطير بين الغيوم، تائهة تبحث عن ماءٍ لا وجود له.
الزمن، ذلك السائح الغريب، يمرّ أمامي، يترك خلفه رائحة غامضة من فراغٍ وتوق.

ليس الوقت للأسئلة، بل للسكوت المنكسر، الذي يكاد يُشقّ من كثرة الكلمات المختنقة.
أنا هنا، على مفترق لا يُرسم على الخرائط،
بين وهمٍ يذوب كثلج تحت لهيب شمس غريبة، وألمٍ ينمو كزهرةٍ سوداء في ظلامٍ أبدي.

أبحث عن كلمة أخيرة،
عن لحظة تنقذني من هذه الغربة التي أصبحت فيها نفسي مسجونًا في مدينةٍ لا تعرف اسمي.

______>يتبع​
 

الجور ي

الjo هسيس بين يقظة وغيم
طاقم الإدارة
وسام المحاور فذ
إنضم
26 يونيو 2023
المشاركات
118,852
مستوى التفاعل
119,904
النقاط
2,508
كل الطرق تقودني إلى نفسي،
لكن أيّ "أنا" هذه التي أقصدها؟
التي كتبتْ في دفتر الطفولة حلمًا بلون البرتقال؟
أم التي تقف الآن، تزن خيباتها كما يزن الجزار قلبًا على ميزانٍ صدئ؟

على المفترق،
تتجمّع الأسئلة مثل حشود عند نهاية العالم،
كل سؤال يحمل مظلّة، وكل مظلّة مثقوبة.
هل نختار الطرق، أم تختارنا ككلابٍ ضالة تأخذنا برائحتها؟

كل اتجاه وُضع كأنه اختبار بلا سؤال،
أمشي في طريقٍ، فأصبح شخصًا.
أعود منه، فأصير آخر.
وفي المنتصف، أنا هشّ ككأس نبيذ في جيب معطفٍ ممزق.

الزمن؟
أشعر به كدودة حرير تلتفّ حول رأسي،
تغزل من أفكاري شرنقةً لا فَكَّ منها.

في هذه المساحة،
القرارات لا تُتخذ، بل تُنزلق.
كأنك تنعطف لا لأنك قررت، بل لأن الطريق نفسه كان مائلاً.

أقف.
أفكر،
ثم أضحك…
ضحكتي خيط دخان يخرج من فم مكسور.

أي طريق يحملني إليّ؟
وأي طريق آخر سيحملني إليّ بعد أن أنتهي منّي؟
 

الذين يشاهدون الموضوع الآن 1 ( الاعضاء: 0, الزوار: 1 )