Noor Aldeen
:: القلم المميز ::
(1) هو قلبٌ مليءٌ بالإيمانِ، و الصدقِ، مخلصٌ لشيءٍ لا يشُكُّ يوماً أنه لن يفيده.
(2) هو الذي لا يُخالِطُه الكُرْهُ مكان الحُبِّ، و لا يستمتعُ إلا بما يجمعُه على ما يُحبُّ، و لا يسعى إلى فَكٍّ التناغُم.
(3) هو القلبُ الذي لا يجد تفريقاً بين أجناسِ الوجودِ، إلا تفريقاً للتمييزِ، حيث كان هو جزءاً من الوجود كسائر الأجزاء.
(4) هو القلبُ الذي لا يُقلقُ صاحبه، و لا يُزعجُ روحه، و لا يُكدِّرُ صفْوَ حياته، لأنه يرى يعيشُ في سَعةِ الجمالِ.
(5) هو قلبٌ يسَعُ الكثير من معاني الحُسْن، و يَهدي إلى الكثير من مسالك الرُّشْد، إذ هو يسيرُ على سُنَنِ الخلْقِ الكونية.
(6) يَفْقَهُ و يفهَمُ لُغة الحياة، مهما كان التبايُنُ و الاختلاف، فيجدُ في كلِّ قلبٍ المُشترَكَ فيه أكثر من المُختلَف فيه.
(7) هو القلبُ الذي لا يخون، فلا يهدي صاحبَه إلا إلى الصواب، إذا صدقَ في اللجوءِ إليه، ” استَفْتِ قلبَكَ “، و المُفتي أمين.
(8) هو القلب السليمُ من كلِّ أذى و نقصٍ، و هو المليءُ بكلِ نفعٍ و كمالٍ، حتى أنه لَيَرَى في القُبْحِ جُموعَ الجمال.
(9) هو كيانٌ مُستقِلٌّ، يُرشِدُ العقلَ، ثُم يُقنِّنُ العقلُ إرشادَه.
(10) هو القلبُ الذي يدوم نبضُه حتى بعدما يتوقَّفُ بالموتِ، فالقلبُ معنى، و الإنسانُ إلى المعنى أكثر منه إلى المبنى.
(11) هو القلبُ الذي تحملُه النفوس الكاملة، و يهتدي إليها، ليس إلى غيرها، فهو حقيقةٌ لا يكون في الدعاوي، فهو البرهان لكل شيءٍ.
(12) هو: سلوكٌ فاضلٌ، و تعامُلٌ كاملٌ، و علمٌ نفيسٌ، و فهمٌ أصيلٌ، لا تعتريِهِ شائبَةٌ، و لا يَضِلُّ درْباً صائبة.
(13) مَكمنُ الكمالاتِ الإلهية، و مَجمعُ النهاياتِ الإنسانية، محلُّ النظر ” و لكن ينظرُ إلى قُلوبكم “، وما نُظِر إليه لنقصٍ.
(14) مَن مَلَكَ قلباً كاملاً غَدا في الوجودِ كمالاً جمالاً، و تجلَّتْ فيه و عليه و منه و له و إليه و به أسرارُ الإنسان.
(15) لا يكون إلا في الفَرْدِيَّةِ، إذ يتميَّزُ بها، فهو فرْدٌ لفرْدٍ، في حالِ فَرْدِيَّةٍ، فلا يشترِكُ إلا لينفرد، هذا سرُّه.