كان سيد لفتة يجيد صيد الطيور بطريقة عبقرية خاصة به ، و من مبتكراته ، حتى أصبح أسمهُ حكاية تتناقلها الألسن والدواوين كفرسان القرون الوسطى ، ذاع اسمه بين الأهوار ، من هور الحمّار إلى هور الحويزة وهور الجبايش وهو أبو زرگ وهور الدلمج ،
وقد تجاوزت سمعته الحدود ، لتصل إلى أهوار الفلاحية في الأهواز ، ف (شوزنه ) لاتخطأ أبدا ، حتى التي تطير بعيدا عن مرماه كانت ستكون من نصيبه ، لم يعرف أي أحد هذا السر ، رغم المحاولات العديدة لسرقة طريقته ، إلاّ أن جميعها بائت بالفشل ، وبقي سيد لفتة لغز الهور ، الذي لايمكن حلّ طلسمه ، وحدها ( نبعة ) تعرف الحقيقة ، حينما كان يخطفها من عيون ال ( حواشيش ) إلى ( شان حفيظ ) حيث نباتات القصب والبردي تغطي المكان بشكل كامل ،كان يُجلسها على ( چباشة ) صنعها خصيصا لها ،ويبدأ يغني لها بطور داخل حسن " أهنا يمن چنا وچنت ، جينه وگعدنه أبابك ولف الزغر ماينسي شمالك نسيت أحبابك " -سيد لفتة يُسمي داخل حسن ملاك من ملائكة الهور الخالدين ، ومن لايستمع لهُ ، سيغضب الهور عليه ويطرده من جنته الخالدة - ذات مرّة وبغنج قالت له نبعة : لفتة ياحلّ صباي و ياسبّاح گلبي وهروش روحي ، خاف ياخذوني منك ، وانحرم من عشگك ، انتفض من مكانه وصرخ : ياهو الياخذ نبعتي ، أشارت بأصبعها على سربٍ من الطيور المهاجرة ، فما كان منهُ إلاّ أن يصيب جميع الطيور برميةٍ واحدة ، ومنذُ تلك اللحظة يعتبر كل طيور الهور ( جويسم العريف ) الذي تزوج ( نبعة ) وأخذها إلى بغداد .…. نذرن عَلي لو عدتو أنه نمشي لعلي حفاي كلنه .