أحلم بك سرا وأكتب علنا
أخاطبك صمتا وأعشقك خيالا
ولا أعرف لك عنوانا ...... جعلتك في قلبي كل شيء
ليتني في قلبك كل شيء .............
لا أعرف أسماء الزهور لكنني أحبها
لا افهمك تماما ولكني احبك ...
عشقكَ يُسيرني لأي جهةٍ يبغيها فأنا دمعة سقطت منذ فجر التكوين يامن تملكني حينما كانت صرختي الأولى ، يا أرق َّمن جنحِ فراشة ويا أطعم من شهقة ياسمين ، كُلما مرَّ اسمكَ من أمامي سقط قلبي هاتفاً هذا حبيبي ، دلُني عليكَ أنا الذي لا أبغي سواك يامعذب روحي بهواك ، كل شيءٍ فيَّ أنتَ وكل شيءٍ فيك حب ، يامن لاطريق بيننا ولامسافة سوى دمعة يتيم جفّّت شوقاً إليكَ ، ياحبيبي كنتُ يوماً أنا والأن كُليَّ أنت .
قد لاتعرف أن للحزن شكل ولون ورائحة ، وقد لا تعرف أيضا أن مصدره الرئيسي هو آهات الجنوبيات ، فلكل جنوبية عاشت المحنة ( حرب / جوع / فقدان / ضياع / غربة / اضطهاد / حب مكبوت و و و ) لها طريقتها في الحزن ، ولم تكن ( زهرة ) سوى خلاصة هذه الآهات ، لأنها جمعت كلّ حزن الجنوبيات بصوتها ووجها الذي حفر به الفقدان أخاديد من الانتظار ، فلطالما سألتها : ( شبيچ عمّه ؟ تجيب بحسرة تكاد تجعل هور الجبايش يجفّ في لحظة ، عمّه زمنه ردي وطشّر ويلداتي ) كنتُ أراقب دموعها تسقط بكميات هائلة لاتشبه أي أمرأة أخرى ، في كلّ غروب تجلس وحدها غائبة عن محيطها بالكامل ، تترقب درب المشاحيف القادم من المدينة ، لكن المشحوف الذي تنتظره لم يأت ، وتعود كالعادة لتبدأ طقسها بالنواعي التي تفطر قلب السماء ، لكنه لايفطر زنازين سجن أبو غريب الذي أخذّ منها أربعة أولاد بعد أن دفنت جسد الخامس بلا رأس بيديها في مقبرة النجف ، كانت ترتجل النواعي أو أن وحيّا سماوي يلقنها ماتقول ، كل ليلة تنعى بشعر جديد ارتجالي ، لكن لدّيها لازمة ترددها مع كل مقطع " خايب على السجن ذبني " ماتت زهرة بعد أن ذبلت تماما ، وهي جالسة في ( الشريعة ) تنتظر المشحوف أملها الوحيد أكثر من ١٥ عام لكنه لم يأت .