في محطة الحافلة جلس رجل عجوز
و إمرأة حامل ينتظران وصول الحافلة ..
كان الرجل العجوز يتطلع إلى بطن المرأة بنظرات فضول حتى سألها قائلاً :
في أي شهر أنتِ ..؟
كانت المرأة شاردة التفكير كما أن القلق يتسرب من ملامح وجهها الحزين ..
في بداية الأمر لم تعر سؤال العجوز أي إهتماماً
لكنها بعد مرور لحظات أجابت قائلة :
أنا في الاسبوع الثالث والعشرين .
رد العجوز :
أهي أول ولادة لكِ ..؟
أجابت المرأة : نعم .
قال العجوز :
لاداعي لكل هذا الخوف لاتقلقي سيكون كل شيء على مايرام .
وضعت المرأة يدها على بطنها ونظرت أمامها وهي تكبح دموعها وقالت :
آمل ذلك حقاً .
قال العجوز :
يحدث أن يتضخم شعور المرء بالقلق أحياناً على أشياء لا تستدعي منه كل هذا القدر من التفكير .
- أجابت بنبرة حزينة : ربما .
بدا العجوز أكثر فضولاً وقال :
يبدو أنكِ تمرين بفترة عصيبة ..
لماذا زوجك ليس بجانبكِ ..؟
أجابت :
لقد هجرني قبل أربعة أشهر
قال العجوز : وماذا عن عائلتكِ وأصدقائكِ
أليس لديكِ أحد ..؟
أخذت المرأة نفساً عميقاً وقالت :
أعيش برفقة والدي المريض فقط .
قال العجوز :
أتجدينه سنداً قوياً
الآن كما كان في صغركِ ..؟
نزلت الدموع من عينيها وقالت :
أجل حتى وهو في حالته تلك .
سألها : من ماذا يشكو ..؟
أجابت : فقط هو لايستطيع أن يتذكر من أكون .
قالت جملتها الأخيرة بعد لحظات فقط من وصول الحافلة التي ستقلهما ..
قامت من مكانها وقالت :
لقد وصلت حافلتنا ..
مشت بضع خطوات فيما بقي الرجل العجوز جالساً على الكرسي ..
إلتفتت للخلف وعادت تمسكه من يده وقالت له :
هيا بنا يا أبي ..