لا يمكن أختصار الأم
بذلك الجسد ، أو الشكل الفيزيائي
كُنت ولازلت أجدها في كل شئ ،
مرة اجدها في معصمي إذا ما داهمني الوقت ،
ومرة أجدها في محفظة نقودي إذا ما شح الرزق ،
ومرة أجدها وسادة تحت رأسي اذا ما أستلقيت على الأرض ،
وكُنت أستخدمها خفية دون علمها ،
كوحدة لحساب حبي وحنيني ،
كأن أقول لتلك الفتاة التي سرقتني،
" أحبك كما أحب أمي "
أو أتجاوز حدودي تارة فأقول
" أخافُ عليكِ كما تخاف أمي عليَّ "
مرت ثلاث وثلاثون عاماً من عمري
ولا زلت أعيش حتى الآن ،
بسر حرف السين ،
الذي أستطيع سماعه وتمييزه في صوت أمي الخافت
حين تصلي فجراً ، أو تدعو لنا ...
كل عامٍ وأمي وجميع الأمهات بألف خير ...