كتب المواطن السوري إبراهيم كوكي الذي كان يتمنى مساعدة المهجرين من حزب الله.
أهالي الضاحية الجنوبية .. أهلاً بكم في بيتي ..
أعزائي النازحين اليوم ..
أتذكرون بيتي الذي استقبلتكم به 2006؟
كنت أودّ أن استقبلكم به اليوم، لكنكم قصفتوه فلم يبق منه شيء ..
وكنت أودُّ أن أرسل أطفالي إلى نواصي الشوارع لينادونكم: بيوتنا مفتوحة لكم ..
أتذكرونهم لما استقبلوكم 2006؟
لن تجدوهم اليوم، فقد قتلتوهم في مجزرة الحولة..
ابنتي التي أعدَّت لكم طبق حلوى أعجبكم صيف 2006..
أتت سيارة تحمل علماً أصفر، خطفتها عند الحاجز، ثم وجدناها ممزقة وقد هُتك عرضها ..
أما أمي التي أعدت لكم طيلة إقامتكم الطعام، فقد ماتت حزناً وكمداً على أخي الذي رأيناه في الفيديو المسرب يعذبه ابنكم حتى مات .. كانت فقط تشتهي أن تجد جثته لتدفنه، لكنها ماتت قهراً .. لذا اعذروني فلا أم تطبخ لكم ولا أخ يضيفكم..
أما أبي الذي أعطاكم البيت وأمرنا أن ننام عند عمومنا وأخوالنا، فقد خطفوه، ثم ساومونا عليه، ثم أخذوا النقود، ورموه جثة هامدة.. لا أدري إن كنتم ترون وجوه ضحاياكم، لتذكروا أنه هو من استضافكم، قبل أن تقتلوه.
وكنتُ واللهِ أرغب أن أترك لكم شيئاً تقتاتون منه، ولكن لو تذكرون مجاعة مضايا التي كنتم تشمتون بنا وقتها، وكنتم تنشرون صور أطايب الطعام شماتةً بنا، كلكم نساؤكم وشبابكم وكباركم وصغاركم .. طعامنا في مضايا لم يبقَ منه شيء يوم مات الناس جوعاً حين كنتم تحاصرونهم ..
المدارس التي يمكن أن تؤيكم ، دمرتموها..
المشافي التي يمكن أن تعالج جريحكم قصفتموها فوق جرحاها ..
لذا يؤسفني أني لن أستطيع أن أقوم بواجب الضيافة اليوم ..
ولكن أتسمحون لي أن أسأل:
- حين كنتم تقتلوننا تقولون أننا نقف في طريقكم أمام الصهاينة، فهاهم الصهاينة، لم هربتم منهم؟
- في بلادنا كنتم شجعانا، تحملون السلاح، تدخلون المعارك، تقاتلون.. ألم تكونوا أبطالاً في حمص وحلب؟ مالي أراكم اليوم تهربون؟
- خضتم معركة طاحنة لتحرروا القصير من أهلها، مالكم اليوم لا تحمون بيوتكم في الضاحية؟
- أفنيتم أهلنا، قتلتم شبابنا، هدمتم بيوتنا، ذبحتم أطفالنا، لتتفرغوا لقتال العدوّ.. فهاهو العدو الآن أتاكم.. وهاهي الساحة مفتوحة ليس بينكم وبينه ما يمنعكم.. فأين أنتم منه؟
مواطن سوري من بلدة الحولة