رد: مدونتي انا و ذاكرة الحرف و لحظات هدوء
كدت اموت هذه المرة
طبعا لم أكن أنا المبادرة للموت
بل الموت أتاني
في ثوب المرض الذي استهنت به
واستهان به الكثيرون
لن أذكر تفاصيل المرض ...
لأني أعلم يقينا أني لن أنسى ابدا
ما حدث لي مادام هذا القلب ينبض
لا زال يستوقفني مشهد تلك الليلة الفضيعة
حين أصبت بضيق بالتنفس فضيع تفوق قدرة تحملي
أذكر حينها أن جسدي شل من الحركة
وفقدت القدرة على التحكم به
لكن الوضع أجبرني على الاستسلام
والنطق بالشهادة ...
" أشهد أن لا إله إلا الله
وأشهد أن محمدا رسول الله " ...
قلت حينها للخادمة
والتي كانت ترتجف لمنظري
" سأموت ... سأموت "...
وكأنني قبل هذا اليوم لم أكن أحاول الموت
وحتى حين تم نقلي إلى المشفى
التفت باكية أردد بنفس العبارة " سأموت "
في تلك اللحظة كنت ادعو الله
أن لا يأخذ روحي مني
أن ربي أرجعني ولو ساعة
أتوب فيها عن خطيئتي ...
عن كل الخطايا
ربي امنحني فرصة بعد
تذكرت قوله تعالى :
" حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ، لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا "
ثم تذكرت قوله تعالى :
" فَلاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ "
ازداد بكائي أكثر ... رغم محاولات الجميع للتخفيف علني
إلى أن فقدت وعيي
لان لازلت لا أدري هل كنت أبكي من الألم أم خوفا من الموت .؟
مرت كل تلك الايام الصعبة
ومن خلالها مر علي شريط حياتي بأكمله علي
والآن و قد بدأت أستعيد عافيتي
أدركت معنى الحياة ...
وأدركت معنى الموت ...
وأدركت معنى هذه الفرصة
وأدركت ايضا أي باب علي أن أغلقه
وأي باب علي أن أفتحه ...
.
.
.
اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك