رد: مدونتي انا و ذاكرة الحرف و لحظات هدوء
فضفضة
أذكر جيدا ذاك الصوت الداخلي الذي همس لي
قائلا : " يا ال سارة تخلي عما تخشين فقدانه ..."
فانت تعلمين ان الحرية لها ثمن وثمنها
التخلي عن كل الأشياء التي تمتلكينها أو تحبينها
أو تخشين فقدها مع الوقت
و ها هو يردد لي : تخلي عنها
كنت أظنني فقدت كل شيء
بعد أن فقدت في لحظة اتزاني
و ارتجت أركان حياتي و قلبي و حتى فكري
سقطت كل الأشياء التي احتويتها في قلبي
سقطت و معظمها فقدتها حين سقطت
...أجل ..!!
والبقية التي عثرت عليها بعد السقوط
لم تعد كما كانت
كانت منتهية لا تشبه أشيائي السابقة
أذكر جيدا كيف تخليت عنها في لحظة كبرياء
والآن لا زلت أملك شيئا ما
يربت على مشاعري
يفهمني حين يعجز العالم أن يفهمني
إنه يسمع حديث صمتي
يحاورني باستمرار
يغزوا عزلتي
يرافقني في وحدتي
يعلم كل أسراري .
يشعر بألمي وخيبتي
إنه يرسم ملامحي كل مرة
و يريني إياها علني أجد هويتي فيها
علني يوما ما أعود بواسطتها لنفسي
اجل ..!!
أمتلك الحرف إنه يكتب عني
أمتلك أبجدية ما تفهمني و أفهمها ...
أمتلك ذلك الشعور الذي يجبرني على الكتابة
ففي هذه الأيام الشبيهة بأيام سبق أن مرت أو مررت بها
أشعر بحمل ثقيل حتى بلغ بي
حد الرغبة في إسقاطي من ملجئي .
لا أريد أن يكون لي مكان أضع عليه قدماي
لا أريد أن أقف
ولا أريد أن أتحدث
و لا أريد أن أسمع صوت أفكاري
الحرف يسمعني بل يريني كيف أنا من الداخل
ولأني ضعيفة كما قال أحدهم
سألجأ إلى الفرار مرة أخرى
فانا لا أريد رفقة الحرف
يقال حين تريد ان تكتب تحتاج إلى النور
و انا عتمتي في حرب ضد النور