رد: مدونتي انا و ذاكرة الحرف و لحظات هدوء
هذه رسالة إليك يا الله ..
لن يحملها ساعي البريد ..
ولن يوصلها إليك الرسل المنتشرين بين السماء والأرض ..
هذه رسالة إليك مباشرة بلا وسطاء ..
يا الله ..
لم تكن المرة الأولى التي أشعر بك قريبا إلى حد أن تحيط بي .. وأن أكون في عينك ..
وما استغربت أن تفتح الأبواب لصلواتي التي ما فتئت أرفعها إليك منذ أن تشعبت بي الطرق ..
وغدا اختيار أحدها موتا لا مهرب منه .
كلما حذفت من أمامي خيارا، وقلصت مساحات الحيرة المترامية ،
آمنت بك أكثر ..
وآمنت بأن دربي الذي أسير فيه صحيح ..
لأن ما من أحد غيرك يستطيع أن يتدخل في اللحظات الأخيرة ليحول بيني وبين ملك الموت ..
اليوم كنت أبكي ، وكانت عشرات الوجوه تبكي معي ..
ساكبة دمعها في قلبي ..
وبينما أنا أحاول صنع دعوات تليق لأرفعها إليك ،
مضت تلك الوجوه الكثيرة تتوسل إليك يا الله ، أن تلهمني نورا أسترشد به قبل أن يحيق بي الظلام ..
كنت أعرف يا الله أنك لن تتركني وأنك ستكون معي كما تفعل دائما..
لكن أن تقف بعتبة بابي وتغمر روحي بالماء دون سابق إلهام ..
فهذا ما لم أخطط له ولم تكن سجداتي المكرسة للدعاء تطلبه ، أو تطمح إليه ..
أنا هنا يا الله ، مجردة من كل شيء ، إلا من مطر ينهمر من سمائك ،
ومن شكر لا يليق إلا بك ، ولا أفيك رغم كل ذلك ..
شكرا لك يا الله ، لأني في كل مرة أحاول الصعود إليك ، تنزل إلي وتهمس في أذني : " انت لست وحدك " ..
وما كنت يوما وحدي يا الله .. وأنت معي