|•
"في الحقيقة يُمكنني أن أعيش دون أظافر صناعية، ورموشٍ لاصقة، وطلاء يُبهرج وجهي، ودون أن ألعب لعبة التوازن طوال الوقت بكعبٍ عالٍ "لتستقيم مشيتي، ودون أن أحفظ أسماء الماركات العالمية لأُبهرك بحديثي، أو أن أُلوِّح بهاتفي الثمين لجذب انتباه الجميع، وألَّا أقضي جُلَّ وقتي أفكر بما سيُعجِب الناس مني..
أؤمن أن لوجودي رسالة، وأن الله لم يخلقني عبثًا في الدنيـا، حيثُ لا أرى منها غير وجهي وملابسي والزينة، بل إنني خُلقت لأتعبَّد، وأنفع الأمة، وأُعمِّر الأرض وأحمل الدعوة..
إن الله قد غرس في قلبي طُموحاتٍ عالية، تفوقُ مجرد الحياة لأجل الحياة، وكل هذه الطموحات يقودُها عقلي، لا مظهري!
لستُ أمقت الزينة، فهي الفطرة التي جُبلتُ عليها أنا وأنتِ، ولكنني أُخبرك بأن ذلك ليس الأمر الوحيد الذي يُمكنك فعله في الحياة، فلكِ أن تكسبي علمًا ينفعُ دينك وأُمتك، ولكِ أن تسعي لكفلِ يتيم، أو أن تحفظي القرآن وتُعلِّميه، وأن تمدي يد العون لمن لا عون له، وألَّا تمري مرور العابرين بقلب من يعرفك، بل تحفري أثركِ حتى يصعب نسيانك..
وباختصار :
نحنُ معشر الإناث أمامنا الكثير لنفعله، والعديدُ لنصِله؛ فخارج نطاق انعكاس وجوهنا في المرآة ثمة مبدأ ورسالة وحياة