أدركنا بعد تجارب كثيرة ..
أن أجمل الشعور ليس الحب ، بل الأمان .
فما فائدة القلب الذى يخفق إن كان خائفًا ؟
و ما جدوى العيون التى تلمع إن كانت لا تُطمئن ؟
صرنا نبحث فى الوجوه عن صدرٍ نرتاح إليه .
لا عن كلماتٍ تُثير إعجابنا .
فقد فهمنا متأخرين أن الحنان لا يُقاس بالكلمات .
بل بالطمأنينة التى يُلقيها أحدهم فى روحنا بصمته .
تعلّمنا أن الوجود مع من لا نخشاه أهم من الوجود مع من نحبه .
و أن القُرب الذى لا يريحنا .. أبعد من الغياب نفسه .
عرفنا أن الصداقات لا تُقاس بطولها ، بل بكمية الأمان فيها .
لم نعد نُبهر بالبدايات ، بل نبحث عمّن لا يجعلنا نخاف من النهايات .
نريد من لا يُخيفنا حُكمه ، و لا يُربكنا غيابه ، و لا يُطفئنا حضوره .
نريد قلبًا لا يجعلنا نقف على أطرافنا لنُرضيه .
و لا نخفض من أرواحنا لنحافظ عليه .
غدت أمانينا بسيطة : أن نجد أحدًا نختبئ فيه لا منه !!