قلم مميز مـرايا

[مـصطفى]

 

[مـصطفى]

في هذا أليــوم اريد إنهاء كل علاقاتي مع الأشخاص والعالم الخارجي ، أريد ان امحي كل آثاري التي خلفتها على وجه هذه المعمورة حتى اذا عدت رقما مفردا خاليا من كل انطباع ... عندها سأرحل بسلام غير آسف على شيء إذ سأنضم إلى التيار الضخم من الطبقات المسحوقة من اسلافي الذين لم يشيد بأسمهم معبد ولم يذكروا بسجلات التأريخ ولم يعبا بهم أحدا لكنهم كانوا حاضرين خلف الستارة دائما وكانوا هم المحركين لأكثر الحركات راديكالية على مر العصور ...
اريد ان انغمس بداخل هذا التيار من السواد الأعظم، كالقطرة لا يحسب لها حساب غير انها اللبنة الأساسية للسيل الذي ينحت الجبال ... هذا انا

 

[مـصطفى]

انا من اللذين :
يهدرون العمر على..
صحراء التّمنّي؛
يسكبونه..
على مقاعدِ الانتظار..
يقدّمون النّبض..
قربان نظرة واحدة،
لقاءٍ وحيد !
يجوبون الشّوارع والمدن
بغير بوصلة،
تقودهم إليهم ؛
إلى ذواتهم القديمة!
ملء شرودهم يتوقون دوما..
لاكتمالهم بقطعة كانت منهم
عمر حنينٍ مضى !
ولا يدركون أنهم خُلقوا؛
ليكونوا أبدا للنّقصان...!

 

[مـصطفى]

بمناسبة اليوم العالمي للون الاحادي.. يقال إن الحياة تدمير مستمر للاعصاب. من يدري؟ ربما كانت حياتنا ستبدو مختلفة لو كانت الظروف اقل صمتا ورتابة. ربما نكره الحياة لقسوتها، فنحاول احتمالها بالسخرية، او بالاستمتاع بتفاصيلها الصغيرة، او برفض كل حلولها المباشرة حتى لا نخيب.

هناك ذلك الانسان العاجز الذي يراقب كل شيء بصمت، ويخفي ردوده في داخله. وهناك من يبوح بهمسه، في يوميات مترددة، كأن الحقيقة اذا خرجت جرحت قشرتها.


اما انا.. اكره الزحام ووجوه الغرباء، لكن احب الدوران في الاسواق. الثياب الجديدة تمنحني سعادة تشبه حلما لم يلمسه الواقع بعد، وتوهمني انني اقل قابلية للعطب.

احب الشعر.. لكن علاقتي به غريبة. استطيع ان اكتب كل يوم، ثم اتوقف فجأة. ولا تربطني بالنصوص علاقة بعد اكتمالها، لذلك لا احتفظ بها طويلا.

لكن.. هذا النص وحده تمنيت لو أنني مــن كتبه


كأنني جملة ٌ همّت ْ بتدوين ِ
كلُ المغنين صاروا ضد تلحيني

لا تفسدَ الدرب َ بالعنوانِ معذرة ً
إني احب ُ ضياعي كالمجانين ِ

أتيت ُ سهوا غريبا في سلالتنا
انا الخطيئة ُ بين الطين ِ والطين ِ

ومُذ فقدت ُ بصغري درهما وابا
ضجّت حياتي كثيرا بالدكاكين ِ

هذي البلاد ُ كمهد ٍ كان يطردني
كف ُ العراق وكفُ الأمِ يدنيني

ولست ُ احفل ُ إني عندها قمر ٌ
فكُل من شاءَ او ما شاءَ يُخفيني

انا العراقُ الذي لا ينتمي ابدا
لذا بقيت ُ فراغا دون تعيين ِ

بقيت ُ بيتا عصيا كلُ غايته ِ
بأن يظل طليقا دون تضمين ِ

اتعبت ُ اجود َ والسياب َ في قلقٍ
وما استطاعَ سراجٌ ان يقفيني

لو لم اكن شاهقَ الزلات منفلتا
ما اختارني ضائعا في حقل مجنون ِ

وحين شاء َ على العلات يخلقُني
وظل يُمعن ُ في وعظي ويوصيني

رأيت ُ شيخا توارى خلفَ بسمته ِ
وهز ّ َ بالكف ِ ضحكا عند تكويني

كل النساء ِ حبيباتي ومعتقدي
وكل نهد ٍ بهذا الكون يعنيني

مشاكلي كلها في الوعظ يا أبتي
ما زلت ُ أذكر ُ فيها كيف ترميني

من فكرة الوعظ ِ جاءت ْ كلُ تافهةٍ
وكلُ شيخ ٍ لعين ٍ في قرآيني

طفلُ اليقين وشيخُ الشك ِ اجمعهُ
وان عقلت ُ سألهو بالبراهين ِ

إياكَ ان تنتقي دور َ النبي هنا
إني ابتلعت ُ قديما ألف َ ذي النون ِ

لا تبخَسوا عاشقا غنوا لِسُكرته ِ
بل اغرقوه ُ بخمر ٍ عند تابيني

كيلو لي الشعرَ والحرمان َ اجمعه ُ
في ذلك اليوم ان خفّت ْ موازيني

فلا اريدُ عميلا في موادعتي
ومن تحزّبَ مطرود ٌ بتلقيني

فهكذا الموتُ يبدو كله وهج ٌ
اريد نعشي على اكتاف ِ تشريني

اريد نعشي بعيدا عن متاهتنا
" لا دجلة الخير لا ام البساتين "

فدجلة الخير من مضمونِها فرِغت ْ
وصارت الان بالاوغاد تسقيني

إذ كلما مرنا فرعون ملتحيا
تحتار امي كثيرا اين تلقيني

لأنه الهور قد جفّت ْ نبوته ُ
واي بحرٍ كما الاهوار يكفيني

ما زلت ُ فوقَ نياطِ القلب اكتبهُ
ذاك الظهيرُ الذي بالهجر يمحوني

فقد نساني رماديا بلوحته ِ
من المروءةِ ان يأتي لتويني

قُل للذي كسّر َ المعنى واخوته ِ
إني بدأت ُ كنص ٍ غير موزون ِ

ورحت ُ ابحثُ في الأشياء عن أثري
لا الشكل شكلي ولا المضمون مضموني

أمضي وحيدا بكل الارض مغتربا
كأنما الله لم يخلق بها دوني

 

[مـصطفى]

كان صرير الباب
الذي بحاجة إلى قطرة واحدة
من الزيت ،
يزعجك أكثر من رحيلي
وانا اخرج من حياتك .