مـرايا

[النبيل]

ما زلت أمنح الأطباء الجدد
أسبابا واضحة لاكتساب الخبرة
واجتياز عقبة العمل .

أعيش بشكل طارئ
في غرفة
تشبه صالة للعمليات
أسمع رنين الأجهزة
من قدح الشاي
وعلب السجائر .

خلف الباب أسمع أدعية الأهل
وموسيقى نينو روتا
التي وضعتها كنغمة رنين
لتذكرني بآل باتشينو
عندما لا يكون الممثل ممثلا وحسب


أنت تعانين كل ذلك
في الجهة الأخرى
تشبهين سيارة إسعاف
لم تنقذ أحدا
تصدرين أصواتا عالية
لتجبري الآخرين على التنحي
والارتباك
تتخلصين من الزحام في كل مرة
ولا تصلين !!!

 

[النبيل]

عزيزي نقولا أبو سمح
لقد مر ثلاثون عاما
على ملحمتك المستوردة
وما زالت الساعة عند الخامسة عصرا
الوقت الذي كان يشربنا من الأزقة
ويزرعنا على الشاشات
كل ما رأيناه يا أخي نقولا
كان حقيقيا
وملهما
الآن ما الذي نفعله
بحياتنا الكارتونية
التي تظهر على مر الساعات
بلا توقف

 

[النبيل]

تعلّمت من يناير
الشهر الذي يجلس على رأس السنة
كما تتربع الجفان على رؤوس الجنوبيات
كيف أولد
وكيف أفتح الباب لحبيبتي
لتنسل كالقطة
لحياة الشارع
والمواء خارج الباحة.

هكذا يمر يناير كل عام
شهرا
وميلادا كأنه المساق
إلى الشارع
وحبيبة ً
لم يكسر عينها الشعر …

 

[النبيل]

كل فجر تبدو الملائك سكرى
فارتكبني خطيئة تلو أخرى

ليس طينا ما قد رأيت بخصري
بل أنين معتّق صيغ جمرا

فاترك الكأس ، للكؤوس شؤون
واعتصرني تجدْ بعينيّ خمرا

كن حضورا يقتاتني من جميعي
وغريقا مقاوما ذل نهرا

حدّثتني صغيرة عن أبيها
لبس الحرب مرغما فتعرى

ثم قادتني مطرقا كنت أبدو :
كبريء بذنبه قد أقرّا

وأرتني حضارة من يتامى
أرملات ومعدمين وأسرى

وشيوخا معمّمين كثيرا
رافعين الأكفَّ يرجون أجرا

قد ورثنا هذي البلاد بأمر
وجعلنا لكل حزب مقرّا

كنت رقما في زحمة العد
لكن أسقطوني لأنني كنت صفرا ...

 

[النبيل]

الانتقال إلى قرار آخر ، يشبه الانتقال إلى قرار آخر تماما !! لا شيء يشبه هذا الفعل البغيض

 

[النبيل]

استأجرت بيتا مناسبا للزعل
حجرة الضيوف فيه صغيرة
ومستقلة
مثل المراهقات في الغرب
لم يكن سعره مرتفعا بسبب كثرة النوافذ
وحجم الضوء النافذ
بل لاستقلالية هذه الحجرة
غرفة عمليات الاحتجاج
والذهاب بعيدا
إننا نبني أسرا لنفككها
وننجب أولادا
من أجل أن تنشغل المحاكم بهم
وتترك شأن البلاد

 

[النبيل]

أنا طيّب يارب
وعلى نيّتي
أسكنّي ولو في عشوائيات الجنة

 

[النبيل]

گلب من ورق ....

( دورني بين الشجر ) مكسور كسرة نهر

(دورني وجهي ثلج)

(بارد واهيس النده لو طاح فوك الظهر)

گتلك تلمني
وگلت مادام حزنك كصب بس تنلجم تحترگ
وگتلك تجيني شمس ورد الضباب وضعت
ومنك ومني حزن والديرة ماتنعرف
يوميه تلبس گمر يوميه (تذبح شعر)

وبيبان اهلنه رمل طشت صورها بخجل
لا يمر بيها هوه ولا يمر بيها زعل و يرسم غريب الگلب

ضحكة و گصيبه و شرف
(و مل و رسم شيبة شبية عشگ تنشبگ)
(وباس الرسم وحترگ جان الگلب عالورق)

كل نيه ماتلبس كون الجوامع خرس
وكل صوت ماينشرب لو عطش بير الصدگ

دورني خايف ولك

(گلادة الخايف: سجن)

و من كلشي صرت اعتذر

خايف تردني الشمس لو حلم و اعتذر

يا روج: لا تلتفت بس تلتفت تنكسر

و يا صدگ مالك صدگ كاسك شربني سكر

بلكاع ماكو صدگ و بلماي مات الصدگ
و هناك غيمة فرح ضحكت ومطرت عذر
و هناك ما مش وفه (وجهين حجي الشذر)

واغرگ غريب بوطن بلشوف سجدة وطن
(وغرگ رساله بظرف مكتوبه من الكحل)

ياشوك دربك جذب
وياريل دربك جذب
مات الفرح والكحل
ومادورتني وضعت بين الشجر والگلب بين الصدك والزمن

 

[النبيل]

النصوص تشبه البلدان، لا تمنحك تأشيرة الدخول ؛ بل يفعلها القانون السائد، هكذا تصبح مواطنا وشاعرا بالضابط نفسه !!، حين تقوم بخرق ذلك القانون، لا يتم ترحيلك أو مسخ مواطنتك ، سيقلدونك شارة الأكس فقط ، لتصبح حالة مقلقة ليس للقانون الذي منحك الإقامة ، بل للبلدان نفسها ، ستواجه إنزعاجا من قبل سكان الشعر الأصليين ، الذين لا يهتم أحد بحياتهم بقدر ما يتم الاهتمام بهم على أنهم نموذج خلاّق يخدم التاريخ وثقافة الحدود، سيقابلونك بكامل الكسل وعدم اللامبالاة مكتفين بالصمت والإزدراء ، لقد فعلها الجمحي، حين أفسد ذلك القانون بالفياغرا وسلطة التواضع المجتمعي، وشرّد الشعراء الأصليين بالتعرفة الكمركية المجحفة ، رغم هذا لم يستطع الأمن النقدي من ضبط المتنبي كهارب من الخدمة الإلزامية، فصار مواطنا عالميا ، مثله مثل السياب وحسين مردان وعبد الأمير جرص وطرفة بن العبد أيضا وآخرين !! ، يالهؤلاء الكسالى العظماء ويالفداحة القوانين ، تقول ماري لويس برات : (( كسل السكان الأصليين ، شكل من أشكال المقاومة )) ، كم أتمنى الآن أن أكون مواطنا غير أصلي

رسالة

 

[النبيل]

ما كان وحيا لقد خانو وقد كذبوا
ماذا تهزين؟ لا جذع ولا رطبُ

ماذا تهزين ،، هزت خصرها طربا
فساقط التين والنارنج والعنبُ

قالت : أهز جميع الماسكين يدي
ليسقط الناس والأهلون والتعبُ

حتى أُطيح بأيامي لتنجبها
عمرا جديدا إلى ما شئت ينتسبُ

لا تقترف بيننا بعدا وأمكنة
كي لا أخونك فيها حين تقتربُ

كن مثل نبضي قريبا ضمّني كدمي
سنطعم الليل ما فينا وننتحبُ

على الندامى على صحو الجراح بهم
وقد رموها بوعي الكاس وانسكبوا

على البلاد وكم ضلت تعاظمهم
وأسكنتهم منافيها ليغتربوا

أنثى تقوم خرابا كلما لمست
فتحتويني لأني مثلها خرِبُ

لكنها الآن ذكرى قاتلٍ كبرت
إن النساء على الأعقاب تنقلبُ