النبيل
الابن المدلل لقبيلة الجن
- إنضم
- 29 أبريل 2020
- المشاركات
- 18,982
- مستوى التفاعل
- 27,169
- النقاط
- 115
- الإقامة
- في المـرايا
- الموقع الالكتروني
- www.facebook.com
الى الان لم يكن الثلاثاء يوم عادي ولم يكن الحلم بالغياب سوى محاولة لتفسير التعب و الهروب منه وقد التقطت ذلك بصفاء يندرالمشاركة اليوم من قسم المدونات ....
مشاركة في الموضوع 'مـرايا' https://www.f-iraq.com/vb/threads/مـرايا.258944/post-5075877
في هذا النص، لا يتحدث الكاتب @النبيل عن الانتحار بقدر ما يتحدث عن خسارة المعنى.
إنه لا يريد أن يموت، بل يريد أن يتوقف عن الدوران في يومٍ لا يتغير.
اختياره ليوم الثلاثاء ليس عبثًا؛ فهو يومٌ بلا لونٍ، لا يحمل كآبة الاثنين ولا خفة الجمعة، كأنه مساحة رمادية في المنتصف، تُشبه تلك الفجوة التي تتسلل إلى أرواحنا حين نفقد الدهشة.
النبيل لا يصرخ، بل يهمس.
يكتب وكأنه يخاف أن يوقظ شيئًا نائمًا في داخله، أو أن يُسمِعَ العالم ما يختبئ بين سطور صمته.
هو يعرف أنّ التعب لا يأتي من الحياة، بل من التكرار، من تلك الأيام التي لا تنبض بشيء سوى الواجب والاعتياد.
وحين يقول: «أود لو أنني أبقى في السرير إلى وقت متأخر»، فإننا لا نقرأ كسلاً بل تعبًا وجوديًا، رغبة في أن يتوقف الزمن قليلًا كي يلتقط أنفاسه المرهقة من الركض وراء اللاشيء.
ثم يأتي الهامش، لا كملاحظة بل كاعتراف مؤجل:
«لأنكِ لو كنتِ موجودة...»
هنا ينكسر الصمت، ويطلّ الضوء.
تتحوّل اللغة من رمادٍ إلى دفء، ومن انطفاءٍ إلى اشتعالٍ خافت.
كأنّ حضور “هي” ليس حبًا فحسب، بل نجاة — نجاة من الموت، من الغياب، من تلوّث العالم.
النبيل يجعل الوجود الإنسانيّ مشروطًا بالآخر، وكأن الحبّ هو الأوكسجين الذي يمنح الحياة معناها الحقيقي.
بهذا يصبح النص مرآة مزدوجة:
مرآة تُظهر هشاشة الإنسان حين يفقد الدفء، ومرآة أخرى تعكس قدرته على البقاء حين يتذكّر أن للحياة وجهًا آخر، ولو كان غائبًا.
ولعلّ في هذا النص ما يذكّرنا بأن الإنسان لا يُهدَّد بالموت حين يتوقّف قلبه، بل حين يفقد المعنى الذي يجعله يستيقظ كل صباح.
إن الثلاثاء الذي يراه الكاتب يومًا رماديًّا، هو في الحقيقة استعارة لكل يومٍ تغيب فيه الدهشة، وكل صباحٍ لا يجيء فيه صوتٌ يوقظ فينا الرغبة بالعيش.
وربما لذلك، لم يكن النص عن الانتحار بقدر ما كان عن الحياة المؤجلة، عن الأمل الذي يختبئ في هامش صغير، في جملةٍ لم تكتمل، في شخصٍ لو عاد، لتبدّل الهواء، وتغيّر العالم قليلًا.
دهشت من هذا الوعي الذي قرأ الصمت لغة ورأى في الهامش حياة مؤجلة تنتظر ان تتكامل بجملة واحدة او بوجود شخص واحد
اشكرك على هذه القراءة التي احيت النص كما لو انها تضع ؏ــلىٰ صدره قبلة نجاة
كنت الضوء الذي مر من بين السطور فصار للحزن ملامح انسانية وللتعب سبب نبيل للبقاء