أداة تخصيص استايل المنتدى
إعادة التخصيصات التي تمت بهذا الستايل

- الاعلانات تختفي تماما عند تسجيلك
- عضــو و لديـك مشكلـة فـي الدخول ؟ يــرجى تسجيل عضويه جديده و مراسلـة المديــر
او كتابــة مــوضـــوع فــي قســم الشكـاوي او مـراسلــة صفحتنـا على الفيس بــوك

من الغياب إلى المعنى: في حضرة فخامة العراق”

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

النبيل

العابث الاخير في هــذآ القرن
إنضم
29 أبريل 2020
المشاركات
12,247
مستوى التفاعل
26,081
النقاط
115
الإقامة
في المـرايا
الموقع الالكتروني
www.facebook.com
هناك أماكن لا تُبنى بالحجارة، ولا تُقاس بمساحاتٍ جغرافية، بل تُشيَّد من الكلمات، والنبض، والانتظار. منتدى فخامة العراق، بالنسبة لي، لم يكن يومًا مجرّد موقعٍ عابر… بل كان صومعةً رقمية للذات حين يضيق العالم، ومحرابًا تنسكبت فيه أفكاري على هيئة مشاركات، ونقاشات، وأحيانًا حتى صمتٍ مقروء.

خمسة أعوام مرّت، لكنها لم تمر كبقية السنوات. كانت أشبه برحلة نحو الداخل… داخل النفس، داخل الآخر، داخل سؤالٍ كبير اسمه: من أنا حين أكتب؟ من أكون حين أقرأ كلمات شخصٍ لا أعرف ملامحه، لكن كلماته تحاكي وجعي؟ لقد منحتني هذه السنوات فكرة جديدة عن الوجود: أن اللقاءات لا يشترط أن تكون فيزيائية، وأن الصداقات يمكن أن تولد من ضوء شاشة وتكبر حتى تصبح واقعًا نحسّه أكثر من بعض الوجوه حولنا.

فخامة العراق لم يكن ميدانًا للكلام فقط، بل كان ساحةً للبحث عن المعنى. في عصرٍ تتكاثر فيه السرعة ويبهت فيه الشعور، كان هذا المنتدى مساحة للتأمل، كأنك تدخل مكتبة لا نهاية لها، وتجلس في ركنٍ بعيد لتكتب شيئًا لن يقرأه الملايين، لكنه يكشف لك عنك. كل ردّ، كل تعليق، كل مشاركة، كانت مرآة صغيرة تعكس جزءًا من هذا الوجود المشظى.

هنا، وجدت ما يشبهني. أناسًا يحملون ذات الهواجس، ذات الأحلام المهشّمة، ذات الضحكات التي تخفي شيئًا أعمق. في زمنٍ ينكر الحنين، احتفظ هذا المكان بذاكرةٍ تشبه أرشيف الروح؛ صور، كلمات، لحظات، وحتى تلك المناوشات الصغيرة التي لا تخلو منها العلاقات الحقيقية.

فيا لهذا الفضاء من كرمٍ غير منظور… ويا له من بيتٍ لا سقف له سوى السماء، ولا جدران له سوى اللغة.

أكتب اليوم، لا كشخصٍ يُنهي صفحة، بل كروحٍ تضع وردة امتنان على عتبة البيت الذي ضمّها حين لم تجد مكانًا آخر. فخامة العراق كان أكثر من مجتمع، لقد كان سؤالًا فلسفيًا مفتوحًا عن ماهية الحضور: هل نحن من يختار الكلمات، أم أن الكلمات تختارنا لتكشف ما كنا نجهله عن أنفسنا؟

الآن، حين أنظر إلى الخلف، لا أُحصي عدد المواضيع، ولا كم من الإعجابات حصدت، بل أُحصي التحولات. كل ما كنتُه، وكل ما لم أكنه بعد، مرّ من هنا. وهذا، وحده، يكفي أن أقول: شكرًا لكم

شكرًا لمن جعلوني أشعر أنني لست غريبًا
شكرًا لمن منحوني المعنى، لا فقط الكلمات
شكرًا لهذا المكان، لأنه سمع ما لم أقله
 

رمااد اانسان

طاقم الإدارة
إنضم
4 يونيو 2014
المشاركات
212,966
مستوى التفاعل
84,455
النقاط
500
الإقامة
العراق
النبيل
اسم على مسمى
تمتلك الهدوء الرائع والحضور الجميل ولك بصمة واضحة في اروقة الفخامة نتمنى لك التوفيق وقضاء أمتع واجمل الأوقات
 

النبيل

العابث الاخير في هــذآ القرن
إنضم
29 أبريل 2020
المشاركات
12,247
مستوى التفاعل
26,081
النقاط
115
الإقامة
في المـرايا
الموقع الالكتروني
www.facebook.com
النبيل
اسم على مسمى
تمتلك الهدوء الرائع والحضور الجميل ولك بصمة واضحة في اروقة الفخامة نتمنى لك التوفيق وقضاء أمتع واجمل الأوقات
كلماتك رُحى تدور في فكرَيّ، فتُذكي فيّ شوقًا لأن أعيش كل لحظة بعمقها، وأن أطبع على زماني بصمة لا تُمحى. شكرًا لأصالتك التي رفعت من سقف تفكيري، وأسأل أن يجمعنا الفجر دومًا على طاولة التأمل والجمال

أرفعُ لك سلامًا داخليًا، كأنني أضع وردة على عتبة روحك، وأمضي.
 

الجور ي

الjo هسيس بين يقظة وغيم
طاقم الإدارة
وسام المحاور فذ
إنضم
26 يونيو 2023
المشاركات
118,852
مستوى التفاعل
119,904
النقاط
2,508
هناك أماكن لا تُبنى بالحجارة، ولا تُقاس بمساحاتٍ جغرافية، بل تُشيَّد من الكلمات، والنبض، والانتظار. منتدى فخامة العراق، بالنسبة لي، لم يكن يومًا مجرّد موقعٍ عابر… بل كان صومعةً رقمية للذات حين يضيق العالم، ومحرابًا تنسكبت فيه أفكاري على هيئة مشاركات، ونقاشات، وأحيانًا حتى صمتٍ مقروء.

خمسة أعوام مرّت، لكنها لم تمر كبقية السنوات. كانت أشبه برحلة نحو الداخل… داخل النفس، داخل الآخر، داخل سؤالٍ كبير اسمه: من أنا حين أكتب؟ من أكون حين أقرأ كلمات شخصٍ لا أعرف ملامحه، لكن كلماته تحاكي وجعي؟ لقد منحتني هذه السنوات فكرة جديدة عن الوجود: أن اللقاءات لا يشترط أن تكون فيزيائية، وأن الصداقات يمكن أن تولد من ضوء شاشة وتكبر حتى تصبح واقعًا نحسّه أكثر من بعض الوجوه حولنا.

فخامة العراق لم يكن ميدانًا للكلام فقط، بل كان ساحةً للبحث عن المعنى. في عصرٍ تتكاثر فيه السرعة ويبهت فيه الشعور، كان هذا المنتدى مساحة للتأمل، كأنك تدخل مكتبة لا نهاية لها، وتجلس في ركنٍ بعيد لتكتب شيئًا لن يقرأه الملايين، لكنه يكشف لك عنك. كل ردّ، كل تعليق، كل مشاركة، كانت مرآة صغيرة تعكس جزءًا من هذا الوجود المشظى.

هنا، وجدت ما يشبهني. أناسًا يحملون ذات الهواجس، ذات الأحلام المهشّمة، ذات الضحكات التي تخفي شيئًا أعمق. في زمنٍ ينكر الحنين، احتفظ هذا المكان بذاكرةٍ تشبه أرشيف الروح؛ صور، كلمات، لحظات، وحتى تلك المناوشات الصغيرة التي لا تخلو منها العلاقات الحقيقية.

فيا لهذا الفضاء من كرمٍ غير منظور… ويا له من بيتٍ لا سقف له سوى السماء، ولا جدران له سوى اللغة.

أكتب اليوم، لا كشخصٍ يُنهي صفحة، بل كروحٍ تضع وردة امتنان على عتبة البيت الذي ضمّها حين لم تجد مكانًا آخر. فخامة العراق كان أكثر من مجتمع، لقد كان سؤالًا فلسفيًا مفتوحًا عن ماهية الحضور: هل نحن من يختار الكلمات، أم أن الكلمات تختارنا لتكشف ما كنا نجهله عن أنفسنا؟

الآن، حين أنظر إلى الخلف، لا أُحصي عدد المواضيع، ولا كم من الإعجابات حصدت، بل أُحصي التحولات. كل ما كنتُه، وكل ما لم أكنه بعد، مرّ من هنا. وهذا، وحده، يكفي أن أقول: شكرًا لكم

شكرًا لمن جعلوني أشعر أنني لست غريبًا
شكرًا لمن منحوني المعنى، لا فقط الكلمات
شكرًا لهذا المكان، لأنه سمع ما لم أقله
يا صاحب الروح التي نبتت بين الحروف،
في فخامة العراق، حيث تلتقي الكلمات والوجع،
تركت لنا خمس سنواتٍ من صمتٍ يُقرأ،
ومن حضورٍ يملأ الفراغ كما يملأ المطر الأرض اليابسة.

هناك، في فضاء لا يعرف الجدران،
تعانقت أرواحنا في صمتٍ مُعلن،
وحفرنا على وجدان الزمن قصائد من لقاءاتٍ بلا ملامح،
لكنها كانت حقيقية كنبض القلب.

الكتابة ليست فعل اختيار،
بل قدرٌ يختارنا حين نصير أصواتًا للغياب،
وأنت في هذا المكان، كنتَ صوتًا للغائبين،
وكنتَ الوطن حين ضاق بنا العالم.

فلتبقى الكلمات صديقنا،
ولتبقَ الذاكرة ملجأنا،
فنحنُ هناك، في هذا المنتدى، نعيد بناء الوطن
بكلماتٍ تزرع الحياة وسط الخراب.
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

الذين يشاهدون الموضوع الآن 1 ( الاعضاء: 0, الزوار: 1 )