النبيل
العابث الاخير في هــذآ القرن
- إنضم
- 29 أبريل 2020
- المشاركات
- 12,249
- مستوى التفاعل
- 26,081
- النقاط
- 115
- الإقامة
- في المـرايا
- الموقع الالكتروني
- www.facebook.com
هناك أماكن لا تُبنى بالحجارة، ولا تُقاس بمساحاتٍ جغرافية، بل تُشيَّد من الكلمات، والنبض، والانتظار. منتدى فخامة العراق، بالنسبة لي، لم يكن يومًا مجرّد موقعٍ عابر… بل كان صومعةً رقمية للذات حين يضيق العالم، ومحرابًا تنسكبت فيه أفكاري على هيئة مشاركات، ونقاشات، وأحيانًا حتى صمتٍ مقروء.
خمسة أعوام مرّت، لكنها لم تمر كبقية السنوات. كانت أشبه برحلة نحو الداخل… داخل النفس، داخل الآخر، داخل سؤالٍ كبير اسمه: من أنا حين أكتب؟ من أكون حين أقرأ كلمات شخصٍ لا أعرف ملامحه، لكن كلماته تحاكي وجعي؟ لقد منحتني هذه السنوات فكرة جديدة عن الوجود: أن اللقاءات لا يشترط أن تكون فيزيائية، وأن الصداقات يمكن أن تولد من ضوء شاشة وتكبر حتى تصبح واقعًا نحسّه أكثر من بعض الوجوه حولنا.
فخامة العراق لم يكن ميدانًا للكلام فقط، بل كان ساحةً للبحث عن المعنى. في عصرٍ تتكاثر فيه السرعة ويبهت فيه الشعور، كان هذا المنتدى مساحة للتأمل، كأنك تدخل مكتبة لا نهاية لها، وتجلس في ركنٍ بعيد لتكتب شيئًا لن يقرأه الملايين، لكنه يكشف لك عنك. كل ردّ، كل تعليق، كل مشاركة، كانت مرآة صغيرة تعكس جزءًا من هذا الوجود المشظى.
هنا، وجدت ما يشبهني. أناسًا يحملون ذات الهواجس، ذات الأحلام المهشّمة، ذات الضحكات التي تخفي شيئًا أعمق. في زمنٍ ينكر الحنين، احتفظ هذا المكان بذاكرةٍ تشبه أرشيف الروح؛ صور، كلمات، لحظات، وحتى تلك المناوشات الصغيرة التي لا تخلو منها العلاقات الحقيقية.
فيا لهذا الفضاء من كرمٍ غير منظور… ويا له من بيتٍ لا سقف له سوى السماء، ولا جدران له سوى اللغة.
أكتب اليوم، لا كشخصٍ يُنهي صفحة، بل كروحٍ تضع وردة امتنان على عتبة البيت الذي ضمّها حين لم تجد مكانًا آخر. فخامة العراق كان أكثر من مجتمع، لقد كان سؤالًا فلسفيًا مفتوحًا عن ماهية الحضور: هل نحن من يختار الكلمات، أم أن الكلمات تختارنا لتكشف ما كنا نجهله عن أنفسنا؟
الآن، حين أنظر إلى الخلف، لا أُحصي عدد المواضيع، ولا كم من الإعجابات حصدت، بل أُحصي التحولات. كل ما كنتُه، وكل ما لم أكنه بعد، مرّ من هنا. وهذا، وحده، يكفي أن أقول: شكرًا لكم
شكرًا لمن جعلوني أشعر أنني لست غريبًا
شكرًا لمن منحوني المعنى، لا فقط الكلمات
شكرًا لهذا المكان، لأنه سمع ما لم أقله
خمسة أعوام مرّت، لكنها لم تمر كبقية السنوات. كانت أشبه برحلة نحو الداخل… داخل النفس، داخل الآخر، داخل سؤالٍ كبير اسمه: من أنا حين أكتب؟ من أكون حين أقرأ كلمات شخصٍ لا أعرف ملامحه، لكن كلماته تحاكي وجعي؟ لقد منحتني هذه السنوات فكرة جديدة عن الوجود: أن اللقاءات لا يشترط أن تكون فيزيائية، وأن الصداقات يمكن أن تولد من ضوء شاشة وتكبر حتى تصبح واقعًا نحسّه أكثر من بعض الوجوه حولنا.
فخامة العراق لم يكن ميدانًا للكلام فقط، بل كان ساحةً للبحث عن المعنى. في عصرٍ تتكاثر فيه السرعة ويبهت فيه الشعور، كان هذا المنتدى مساحة للتأمل، كأنك تدخل مكتبة لا نهاية لها، وتجلس في ركنٍ بعيد لتكتب شيئًا لن يقرأه الملايين، لكنه يكشف لك عنك. كل ردّ، كل تعليق، كل مشاركة، كانت مرآة صغيرة تعكس جزءًا من هذا الوجود المشظى.
هنا، وجدت ما يشبهني. أناسًا يحملون ذات الهواجس، ذات الأحلام المهشّمة، ذات الضحكات التي تخفي شيئًا أعمق. في زمنٍ ينكر الحنين، احتفظ هذا المكان بذاكرةٍ تشبه أرشيف الروح؛ صور، كلمات، لحظات، وحتى تلك المناوشات الصغيرة التي لا تخلو منها العلاقات الحقيقية.
فيا لهذا الفضاء من كرمٍ غير منظور… ويا له من بيتٍ لا سقف له سوى السماء، ولا جدران له سوى اللغة.
أكتب اليوم، لا كشخصٍ يُنهي صفحة، بل كروحٍ تضع وردة امتنان على عتبة البيت الذي ضمّها حين لم تجد مكانًا آخر. فخامة العراق كان أكثر من مجتمع، لقد كان سؤالًا فلسفيًا مفتوحًا عن ماهية الحضور: هل نحن من يختار الكلمات، أم أن الكلمات تختارنا لتكشف ما كنا نجهله عن أنفسنا؟
الآن، حين أنظر إلى الخلف، لا أُحصي عدد المواضيع، ولا كم من الإعجابات حصدت، بل أُحصي التحولات. كل ما كنتُه، وكل ما لم أكنه بعد، مرّ من هنا. وهذا، وحده، يكفي أن أقول: شكرًا لكم
شكرًا لمن جعلوني أشعر أنني لست غريبًا
شكرًا لمن منحوني المعنى، لا فقط الكلمات
شكرًا لهذا المكان، لأنه سمع ما لم أقله