ظل آليآسمين
Well-Known Member
- إنضم
- 9 نوفمبر 2012
- المشاركات
- 2,626
- مستوى التفاعل
- 10
- النقاط
- 38
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
ضرب المثل، بعدله وزهده وكان إماماً فقيهاً مجتهداً، ثبتاً حجة، حافظاً، أخذ عنه كثير من التابعين .
هو عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم الأموي القرشي . ويكنى بأبي حفص، ويلقب بأشج بني أمية، لقب بذلك لأنه ركب فرساً لأبيه، فوقع عنها، فشجت جبهته بحافرها . ولد رضي الله عنه في حلوان في مصر سنة 61ه وكان والده أميراً عليها، وكان أبيض الوجه نحيف الجسم . ولما شب بعثه والده إلى المدينة، ليتأدب بآداب أهلها .
روى عمرو بن ميمون بن مهران عن أبيه أنه قال: “كانت العلماء مع عمر بن عبد العزيز تلامذة” . قال مجاهد: “أتيناه لنعلمه، فما برحنا حتى تعلمنا منه . وقد كان يقرن بجده لأمه عمر بن الخطاب في عدله، وبالحسن البصري في زهده، وبالزهري في علمه . قال أنس بن مالك: “ما صليت خلف إمام أشبه بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا الفتى”، يريد عمر بن عبد العزيز .
وسئل محمد بن علي بن الحسن عن عمر بن عبد العزيز فقال: “هو نجيب بني أمية، وإنه ليبعث يوم القيامة أمة وحده” .
وقد تولى الخلافة سنة 99 ه بعهد من سليمان بن عبدالملك . وحين عرضت عليه مراكب الخلافة، وهي دواب فارهة، لكل دابة سائس، قال: ما هذا؟ فقيل: مراكب خلافة . قال: دابتي أوفق لي . وركب دابته وصرف تلك الدواب .
على خطى الفاروق
سار عمر في خلافته سيرة جده لأمه ابن الخطاب، فكان في أقضيته مثال النزاهة والعدالة، وعمل على تخير عماله من أهل الرفق والصلاح، فعزل من عرف فيه الميل عن الجادة، وولى بدله الكفء الصالح .
وذكر في “صفة الصفوة” لابن الجوزي عن الفهري عن أبيه: “كان عمر بن عبد العزيز يقسم تفاح الفيء فتناول ابن له صغير تفاحة فانتزعها من فيه فأوجعه فسعى إلى أمه مستعبراً فأرسلت إلي فاشترت له تفاحاً فلما رجع عمر وجد ريح التفاح فقال: يا فاطمة هل أتيت شيئاً من هذا الفيء؟ قالت: لا، وقصت عليه القصة فقال: والله لقد انتزعتها من ابني لكأنما نزعتها عن قلبي، ولكن كرهت أن أضيع نصيبي من الله عز وجل بتفاحة من فيء المسلمين” .
وعن عبيد الله بن محمد التميمي قال: “سمعت أبي وغيره يحدث أن عمر بن عبد العزيز لما ولي منع قرابته ما كان يجري عليهم وأخذ منهم القطائع التي كانت في أيديهم . فشكوه إلى عمته فدخلت فقالت: إن قرابتك يشكونك ويزعمون أنك أخذت منهم خير غيرك . قال ما منعتهم حقاً ولا أخذت منهم حقاً . فقالت: إني رأيتهم يتكلمون وإني أخاف أن يهجوا عليك يوماً عصيباً . فقال: كل يوم أخافه دون يوم القيامة فلا وقاني الله شره . قال: ودعا بدينار وخبث ومجمره فألقى الدينار في النار وجعل ينفخ على الدينار حتى إذا احمر تناوله بشيء فألقاه على الخبث فنش فقال: أي عمة، أما تأوين لابن أخيك من مثل هذا؟ فقامت فخرجت على قرابته فقالت: تزوجون إلى آل عمر فإذا نزعوا الشبه جزعتم؟ اصبروا له” .
الخليفة وأولاده
وأيضاً عن هاشم قال: لما كانت الصرعة التي هلك فيها عمر دخل عليه مسلمة بن عبد الملك فقال: يا أمير المؤمنين إنك أفقرت أفواه ولدك من هذا المال وتركتهم عيلة لا شيء لهم فلو رضيت بهم إلي وإلى نظرائي من أهل بيتك . فقال:أسندوني ثم قال: أما قولك إني أفقرت أفواه ولدي من هذا المال، فوالله إني ما منعتهم حقاً هو لهم ولم أعطهم ما ليس لهم . أما قولك لو أوصيت بهم فإن وصيتي ووليي فيهم الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين . بني أحد الرجلين إما رجل يتقي الله فسيجعل الله له مخرجاً، وإما رجل مكب على المعاصي فإني لم أكن أقويه على معاصي الله .
ثم بعث إليهم وهم بضعة عشر ذكراً فنظر إليهم فذرفت عيناه ثم قال: بنفسي الفتية الذين تركتهم عيلة لا شيء لهم، فإني بحمد الله قد تركتهم بخير، أي بني إن أباكم مثل بين أمرين: بين أن تستغنوا ويدخل أبوكم النار أو تفتقروا ويدخل أبوكم الجنة، فكان أن تفتقروا ويدخل الجنة أحب إليه من أن تستغنوا ويدخل النار قوموا عصمكم الله .
وعن ليث بن أبي رقية أنه لما كان مرضه الذي قبض فيه قال:أجلسوني فأجلسوه .ثم قال:أنا الذي أمرتني فقصرت ونهيتني فعصيت ولكن لا إله إلا الله، ثم رفع رأسه وأحد النظر . فقالوا له: إنك لتنظر نظراً شديداً . فقال: إني لأرى حضرة ما هم بأنس ولا جان ثم قبض رضي الله عنه . سنة 101هـ وكانت خلافته سنتين وخمسة أشهر .
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
ضرب المثل، بعدله وزهده وكان إماماً فقيهاً مجتهداً، ثبتاً حجة، حافظاً، أخذ عنه كثير من التابعين .
هو عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم الأموي القرشي . ويكنى بأبي حفص، ويلقب بأشج بني أمية، لقب بذلك لأنه ركب فرساً لأبيه، فوقع عنها، فشجت جبهته بحافرها . ولد رضي الله عنه في حلوان في مصر سنة 61ه وكان والده أميراً عليها، وكان أبيض الوجه نحيف الجسم . ولما شب بعثه والده إلى المدينة، ليتأدب بآداب أهلها .
روى عمرو بن ميمون بن مهران عن أبيه أنه قال: “كانت العلماء مع عمر بن عبد العزيز تلامذة” . قال مجاهد: “أتيناه لنعلمه، فما برحنا حتى تعلمنا منه . وقد كان يقرن بجده لأمه عمر بن الخطاب في عدله، وبالحسن البصري في زهده، وبالزهري في علمه . قال أنس بن مالك: “ما صليت خلف إمام أشبه بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا الفتى”، يريد عمر بن عبد العزيز .
وسئل محمد بن علي بن الحسن عن عمر بن عبد العزيز فقال: “هو نجيب بني أمية، وإنه ليبعث يوم القيامة أمة وحده” .
وقد تولى الخلافة سنة 99 ه بعهد من سليمان بن عبدالملك . وحين عرضت عليه مراكب الخلافة، وهي دواب فارهة، لكل دابة سائس، قال: ما هذا؟ فقيل: مراكب خلافة . قال: دابتي أوفق لي . وركب دابته وصرف تلك الدواب .
على خطى الفاروق
سار عمر في خلافته سيرة جده لأمه ابن الخطاب، فكان في أقضيته مثال النزاهة والعدالة، وعمل على تخير عماله من أهل الرفق والصلاح، فعزل من عرف فيه الميل عن الجادة، وولى بدله الكفء الصالح .
وذكر في “صفة الصفوة” لابن الجوزي عن الفهري عن أبيه: “كان عمر بن عبد العزيز يقسم تفاح الفيء فتناول ابن له صغير تفاحة فانتزعها من فيه فأوجعه فسعى إلى أمه مستعبراً فأرسلت إلي فاشترت له تفاحاً فلما رجع عمر وجد ريح التفاح فقال: يا فاطمة هل أتيت شيئاً من هذا الفيء؟ قالت: لا، وقصت عليه القصة فقال: والله لقد انتزعتها من ابني لكأنما نزعتها عن قلبي، ولكن كرهت أن أضيع نصيبي من الله عز وجل بتفاحة من فيء المسلمين” .
وعن عبيد الله بن محمد التميمي قال: “سمعت أبي وغيره يحدث أن عمر بن عبد العزيز لما ولي منع قرابته ما كان يجري عليهم وأخذ منهم القطائع التي كانت في أيديهم . فشكوه إلى عمته فدخلت فقالت: إن قرابتك يشكونك ويزعمون أنك أخذت منهم خير غيرك . قال ما منعتهم حقاً ولا أخذت منهم حقاً . فقالت: إني رأيتهم يتكلمون وإني أخاف أن يهجوا عليك يوماً عصيباً . فقال: كل يوم أخافه دون يوم القيامة فلا وقاني الله شره . قال: ودعا بدينار وخبث ومجمره فألقى الدينار في النار وجعل ينفخ على الدينار حتى إذا احمر تناوله بشيء فألقاه على الخبث فنش فقال: أي عمة، أما تأوين لابن أخيك من مثل هذا؟ فقامت فخرجت على قرابته فقالت: تزوجون إلى آل عمر فإذا نزعوا الشبه جزعتم؟ اصبروا له” .
الخليفة وأولاده
وأيضاً عن هاشم قال: لما كانت الصرعة التي هلك فيها عمر دخل عليه مسلمة بن عبد الملك فقال: يا أمير المؤمنين إنك أفقرت أفواه ولدك من هذا المال وتركتهم عيلة لا شيء لهم فلو رضيت بهم إلي وإلى نظرائي من أهل بيتك . فقال:أسندوني ثم قال: أما قولك إني أفقرت أفواه ولدي من هذا المال، فوالله إني ما منعتهم حقاً هو لهم ولم أعطهم ما ليس لهم . أما قولك لو أوصيت بهم فإن وصيتي ووليي فيهم الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين . بني أحد الرجلين إما رجل يتقي الله فسيجعل الله له مخرجاً، وإما رجل مكب على المعاصي فإني لم أكن أقويه على معاصي الله .
ثم بعث إليهم وهم بضعة عشر ذكراً فنظر إليهم فذرفت عيناه ثم قال: بنفسي الفتية الذين تركتهم عيلة لا شيء لهم، فإني بحمد الله قد تركتهم بخير، أي بني إن أباكم مثل بين أمرين: بين أن تستغنوا ويدخل أبوكم النار أو تفتقروا ويدخل أبوكم الجنة، فكان أن تفتقروا ويدخل الجنة أحب إليه من أن تستغنوا ويدخل النار قوموا عصمكم الله .
وعن ليث بن أبي رقية أنه لما كان مرضه الذي قبض فيه قال:أجلسوني فأجلسوه .ثم قال:أنا الذي أمرتني فقصرت ونهيتني فعصيت ولكن لا إله إلا الله، ثم رفع رأسه وأحد النظر . فقالوا له: إنك لتنظر نظراً شديداً . فقال: إني لأرى حضرة ما هم بأنس ولا جان ثم قبض رضي الله عنه . سنة 101هـ وكانت خلافته سنتين وخمسة أشهر .