قد أكون بعيدًا عنك ، لا أراك متى ما أردت.. لا ألمسك و لا أستطيع معانقتك ، لكنني أحبّك أكثر من الذين يرونك عن قرب ،وأعرف ما يحزنك و ما يجعلك بحالٍ أفضل ، أعرفك مثلما أعرف نفسي و هذا ما يجعلني مُطمئنّة رغم كل هذا البُعد ..
لكنّي أخاف عليكَ من فتاةٍ تقليدية .. تأخذك مني وتنامُ من الثامنة مساءً وأنا التي كنتُ أجلس في الرابعة صباحاً أتصفح صورك على شاشة هاتفي .. لأتأمل هندسة الخالق في وجهك .. أخافُ من أن تكون تلك تناديك باسم طفلكُما الأول .. بينما أنتَ طفلي الأول من رحمِ الحبّ بعد إتّحاد قلوبنا .. أخاف عليكَ من إمرأة تبقى قدماها على أرض الغرفة عند قولكَ لها " أحبّكِ " وأنا التي أهرع من غرفتي مسرعةً لان هواءَها لم يعُد كافياً .. وأنظر للكلمة وعينايَ تلمع .. ثم أغلُق هاتفي وأبدأ بالقفز كطفلةٍ في الخامسة .. أهداها أحدهم لعبة .. أخاف عليك جدّاً يا عزيزي
كان من الممكن أن ألجأ إليك في ليلة أرق كهذه ، لتخبرني أنه لا داعي للخوف وأن ما كُسر يمكن إصلاحه أو ربما تعويضه بأشيـاء جديدة تمامًا ، فأطمئن أكثر ويعود كلانا إلى النوم شاعرين بسخافة ما يحدث في العالم لأننا معاً وأن لا شيء يضاهي ذلك ، لكن الحيـاة ليست بهذه البساطة !