العـ عقيل ـراقي
أنا الليلُ

مرةً اخرى يغفو
مثل شطأن البعيدة
يملأ مُنْخَلهِ بالاحلام
المدللة
ويترك عيون الليل بلا ضوء
ويستفهم ان اخر طيرٍ
ينوي الهبوط كي يتفرد فيه..
حزم الامر..
واشترى امتاراً من الوهمِ
ورهن ابنه الاصغر..
واخذ يجهدُ نفسهِ لأمتارٍ أُخر
رهن الاخر والاخر والاخير
ولم يبقى سوى شريكتهِ
وهي تنحب فلذاتها..
دار في الحقلِ
ك..الفزاعةِ
يبعد الطيور عن الارض
وكشفت عن ساقها المتهرء
تعباً ..اعلن رهنها هي الاخرى
وحين اتفق على بيع انسانيتهِ
حلق بعيداً والمُنْخَل لم يزل
تقطر منه الاحلام المدللة
جنى كثيراً من بضع امتار
فقرر ان يعيد الاكبر
فصادف احدهم في الدربِ
قال له أشتري تلك الارض
قرب النهرِ وخضرتها
تسرُ الناظرين..فكر
تفكيرهُ اقلُ من رمشة العين
اخذ ما جناه مسرعاً
وحين وصل لاهثاً عند الباب
صدمه طلب البائع..
تأخذُ رايتك الصفراء تلك
عند الفجر.. وتسعى في الارض
وحين تقف وتعود قبل
عودة الاغنامِ
سيكون لك سعيُك
منذ البدءِ حتى العودِ
قبل دخول الاغنام حضيرتها
عند موت القرص..
اتفق وجهز نفسه
من ملبسٍ ومأكلٍ
وحين دنى الفجر
سعى في الارض
وكلما وصل شجرةً
اتكأ عليها وسعى ثانيةًَ
وكان سعيهً طمعاً بإتساع الارض..
لم يذكر المُنْخَل..
وحين اقنتع بالقدرِ عاد مسرعاً
نبذ المأكل فهو ثقيل
واخذ ينبذ الثياب
قطعة تلو الاخرى
حتى وصل عارياً قبل
اخر نعجةٍ تدخل حضيرتها
وقد انهكه التعب والعطش
وقال للبائعِ هل اوفيت..
قال له سنحفر لك ستة اقدام
فلفظ انفاسه الاخيرةِ
من شدة التعب والعطش
وحفروا له ستة اقدامٍ
وكتبت على قبره..
ماذا اخذت من المُنْخَل..
فهذه الدنيا اشبهُ بالمُنْخَل..*
فلا تتعب حالك يا باخوم..**
*

**باخوم هو احد ابطال الروائي الروسي ..ليو تولستوي..
02/06/2025
العراقي
التعديل الأخير: