وميض جميل الحيدر
Member
- إنضم
- 21 سبتمبر 2016
- المشاركات
- 5
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 1

الشيخ جميل حيدرفي سطور
كتابة(السيد حيدر محسن مجيد الهلالي )
نسبه وأسرته :ـ
ينتسب الجميل إلى الشجرة الوثالية الأجودية في غصن آل حيدر "متجاور النسغ مع شقيق الجذر شاكر"(1) ،متناسلين إلى الشيخ صادق بن الشيخ باقر(العلاّمة الشاعر المجاهد ) بن الشيخ علي(2) بن الشيخ محمد علي حيدر. والجميل هو – والحديث له "مواطن عراقي إسلامي العقيدة، عربي الشعور، سقشخي* المنشأ، نجفي البناء"(3) . وأسرة آل حيدر من اسر الجنوب العلمية العريقة عُرِفت طوال قرنٍ و يزيد برجالاتها من العلماء والأدباء والمجاهدين، وليس بعيداً ذكرُ الشيخ باقر الشاعر المجاهد والشيخ أسد حيدر صاحب موسوعة (الإمام الصادق والمذاهب الأربعة ) وشقيق شاعرنا - شاكر- الشاعر المعروف، وولدي عمّه العالَِمَيْن الفاضلين موسى ومحمدّ. وعمه الشيخ محمد حسن آل حيدر الذي كان في فترة ما نائباً لرئيس مجلس الأعيان .(4)
ولادتُهُ ونشأتهُ :ـ
في السنوات الأولى من العقد الرابع من القرن الماضي تنسَّمَ جميل حيدر ريح الجنوب مفعمة بعطر اللوعة السقشخية، فمدينة سوق الشيوخ – محل ولادتهُ – كـباقـي مـدن الجنـوب ورثـت
(1) النبع والظل وأحلام القديس الراحل ، كراس صدر في أربعينية الشاعر: 4
(2) السيرة الذاتية، جميل حيدر، مخطوط
* أي سوق الشيوخ وهو قضاء يقع على بعد ثلاثين كيلو متراً تقريباً جنوب الناصرية
(3) السيرة الذاتية ، جميل حيدر ، مخطوط
(4) المصدر السابق
1
الحزن كابراً عن كابر، حيث توالت عليها المحن والمآسي منذ نشأتها في النصف الثاني من القرن الثامن عشر، بسبب من خشية ( السلطان ) الذي كان يرى فيها مكمناً للثورة وقلعة للتمرد.
وترعرع جميل حيدر في دار أجداده ومنبت آبائه ارضِ الشعر والكرم والجهاد سوق الشيوخ. وذكر أنَّ ولادتهُ كانت عام 1935 (1). في حين أكدَّ نجلُهُ السيد وميض في مقابلة خاصة أن ولادتهُ الفعلية كانت عام 1932 إلاّ أنَّ التسجيل الرسمي لها كان عام 1935 (2) . وعاش سني طفولتهُ وصباه في مسقط رأسه ولمْ يكدْ يبلغ الثالثة عشرة حتى غادره إلى النجف لتبدأْ مرحلة أخرى جديدة في حياته.
دراسته وثقافته :ـ
نزولاً عند رغبه أسرته ألمحافظه ذات المنزع العلمي ارتحل إلى مدينه النجف الأشرف عام 1945. التي قال فيها فيما بعد :ـ
مَناخةُ الشَّمسِِ ومَسرى النَّجمِ ومنتدى الفقهِ ودارُ العلمِ(3)
وكانت إقامته هناك في دار جدّه الشيخ العلامَّة المجاهد ( باقر حيدر ) ولم يأذن عامُه الأول بالأفول حتى نقل سكناه إلى المدرسة الدينية ( المهدية ) التي حرص فيها على أن يكون قريباً من وكيلها الشيخ محمد رضا العامري فكان أستاذه ومعلمه الأول، وقد كان لهذا الرجل صلات ووشائج "مع بعض عوائل سوق الشيوخ"(4) كانت سبباً في رعاية جميل حيدر واهتمامه الخاص بهِ، و شاركه الغرفة نفسها الشيخ الدكتور صالح الظالمي الذي كان حينها شاباً يافعاً داخل المدرسة لتحصيل العلوم ألدينيه فكان بدوره سبباً مباشراً في توجيه الجميل إلى حب الأدب والشعر ومزاولتهما، حيث جمعت بين الاثنين صداقة حميمة امتدت حتى وفاة جميل حيدر.
(1) السيرة الذاتية ، جميل حيدر ، مخطوط
(2) مقابلة خاصة أجريت مع وميض جميل حيدر في دارة في سوق الشيوخ/23/4/2006
(3) الأرجوزة النجفية في مسار حركة الرابطة الأدبية ، جميل حيدر ، مخطوط
(4) السيرة الذاتية ، جميل حيدر ، مخطوط
2
وواصل الحضور على مدار الأسبوع في بيوت النجف ومجالسها العلمية والأدبية مع صفوة الزملاء والأدباء والأصدقاء فدرس النحو ( أجروميةً ) و( قطراً ) و ( الفيةً ) و( حاشية ملاّ عبد الله ) في المنطق و ( كنايه الآخذ ) عند العامري. ودرسَ ( التبصرة ) و ( الشرائع ) و ( اللُّمعة الدمشقيه ) عند السيد محمد علي الحمامي وحسن الحلو. ودرسَ ( مختصر الفصاحة والبلاغة )عند الشيخ الشاعر عبد المنعم الفرطوسي وقد عبر عن مرحلة الدراسة بقوله :ـ
فمشى بهِ الدرسُ الملذّ كأنَّه إيقاظُ عافيةٍ بجسمٍ فانِ (1) "
هناك استشعر خاصَّية الدرس من خلال رحلة التدريس حيث اعتادت مدارس النجف أنْ تمنح الطلب فرصه التدريس في إلحلقة التي تجاوزها آنفاً، وكذلك من خلال مواهب المدرسين فقد وقف على جلاله العلم وسحر الشعر ورهافة الذوق وحسن الأسلوب. حينها تسلل إلى شفتيه بيتُهُ الأول "بلا سابق تمهيد ودونما تحديد رؤيا"(2)، بيتُه الذي لا يخلو من سذاجة في التركيب والدلالة لكنه كان على أيّة حال بيته الأول:-
كوِّن لنفسكَ في الحياةِ سعادةًََ إن كنتَ ترغبُ أن تعيشَ سعيدا(3)
وقد نسبه لغيرة ليعرف مدى وقعه على آذان ناقديه الذين لم يدَّخروا وسعاً في تجريحه والتعريض به.
كانت ثقافة جميل حيدر وتحصيله -إذن- تراثيين بصفة عامَّة، أردفهما بحفظ واسع من ديوان الشعر العربي وإطلاع كبير على التاريخ والتراث العربي الإسلامي.
ومن جانب آخر فقد كان للصلات العميقة التي احتفظت بها النجف مع الأدب العربي الحديث حين تلقفت نتاج شعرائه وعمدت إلى طبعه وتوزيعه ، كما هو الحال مع ( جداول ) إيليا أبي ماضي عام 1927، ونتاجات السَّياب المبكرة ، وحين استقبلت محمود حسن إسماعيل و الفيتوري وقبلهما احمد أمين زائرين ، وغير ذلك من مظاهر العلاقات المتواصلة كالحرص على توريد الصحف والمجلات الأدبية ذات المنزع ألتجديدي . كان لكل ذلك أثرة في تعميق وشائج جميل حيدر بالأدب الحديث وتوجهه إليه إطلاعاً وحفظاً، فكان أن ظهرت بعض آثار ذلك التوجه –عفوياً- في شعرهِ لاحقاً.
(1) قصيدة السيرة الذاتية ، جميل حيدر، مخطوط
(2) السيرة الذاتية ، جميل حيدر ، مخطوط
(3) المصدر السابق
3
وقد عمق هذا التوجه –فيما بعد- قرب جميل حيدر من الثقافة الأكاديمية حين احترفَ مهنة التعليم مع مطلع الستينيات بعد تجاوزه ( دورة رجال الدين ) ليعمل معلماً في مدرسة ( ألرفعة ) في "ذيلٍ من ثوب سوق الشيوخ"(1).
محطات في حياته :ـ
وخلال إقامته في النجف كان تأثير المجالس العلمية والأدبية عليه قوياً فاعلاً ذا أثرٍ جليٍ واضح امتدَّ معه إلى أسخريات حياته، حيث الجدل والحوار والمناقشة والنقد على قدمٍ وساق، وكانت كلَّها تثير في الطالب بوادر الرغبة في الازدياد من العلم، وتبعث فيه الطموح إلى مجاراة العلماء والأدباء في حقول المعرفة المختلفة. فمن مجلس الشيخ سلمان الخاقاني إلى مجلس بيت الشيخ إلى مجلس الشيخ أسد حيدر إلى مجلس بيت آل الشيخ راضي كان الجميل يتنقل حاملاً في جيبه قرطاسيه وفي جنبهِ قلبٌ توّاق إلى الأدب.
هذا إلى جنب الجمعيات الأدبية ذائعة الصيت والأثر مثل ( جمعية الرابطة ) و ( جمعية منتدى النشر ) و ( جمعيه التحرير الثقافي ) ذوات الأنشطة الثقافية عامّه والأدبية خاصة التي عدّها الجميل "أنديه حوار ومنابر خطابه وأسواق مواسم في النجف " (2)
ولمّا داعبت نسائم التغيير أحلام الشباب ضمن مدار حركة الأفق الأوسع قطرياً وعربياً وساورت بعض شباب النهوض الأدبي فكرة مشروع ( الندوات الأدبية الخاصة ) متأثرة بمثيلاتها في مصر ولبنان، حين ذلك بادر الشاعر محمود ألحبوبي إلى إقامة ندوه أدبية خاصة باسم ( ندوة الأدب الحي ) في دار التاجر الأديب عبد الله الصرّاف عام 1946، ثم أعقب ذلك الأديب محمد جواد الدجيلي في ( ندوة الأدب الحر ) عام 1947. وكرد فعل على هاتين الندوتين وتعبيراً عن حرارة الأدب التقليدي –أدب الشيوخ- تشكلت ندوة في مدرسة الآخوند باسم ( ندوة الأدب المحتضر ) أسسها الشيخ محمد زين الدين واستقطبت –بفعل تأثير مؤسسها وحضور شخصيته- ثلَّة من أدباء النجف كان من أبرزهم الشيخ سلمان الخاقاني والسيد مصطفى جمال الدين والشيخ صالح الظالمي والسيد محمد بـحر العلوم. وكان مدار هذه الندوات جميعاً الحفظ والنظم والإنشاد والنقد ( ألمحاكمة الأدبية المرتجلة ) وخلق جو أدبي يوجه مسار الحركة الأدبية في النجف.
وسرعان ما احتضرت الندوة الأخيرة بفعل السأم والرتابة فأنماز عنها كلٌّ من السيد مصطفى جمال الدين
(1)السيرة الذاتية ، جميل حيدر، مخطوط
(2)المصدر السابق
4
والظالمي وضياء الخاقاني حين أجمعوا على تشكيل ملتقى ثقافي على غرار نظام الأسر الأدبية الحديثة. وكان جميل حيدر مدعوّاً مع الشيخ محمد عبد الله الهجري من السعودية لمناقشة الموضوع وإنضاج الفكرة ثم وضع أسس العمل لها وصياغة مبادئها. وهكذا أُعلن اسم الوليد الجديد وهو ( أسرة الأدب اليقظ ):-
من صالحٍ ومحمدٍ والمصطفى وجميل حيدر والفتى الخاقاني(1)
وأنضمَّ إليها فيما بعد بحرا العلوم محمد وحسين والسيد محمد حسين فضل الله من لبنان . وقد ميَّز حركة هذه الأسرة فيما بعد تماسك الوحدة العضوية والالتزام بالموضوع الواحد وجدّة الأسلوب ورصانة النقد مع "اتساع أفق وشروق رؤيا ثم المقارنة والموازنة ومزاوجة القديم بالحديث"(2). وظهر اثر ذلك جلياً فيما نظموا ونشروا وما عقدوه من ملتقيات ومهرجانات ومقابلات صحفية. وكان أول مؤتمر صحفي أقامته الأسرة – سماه جميل حيدر "حفل إعلاني"(3)- في النجف في مسجد الهندي للسيد محمد حسين فضل الله وشارك فيه من أعضائها الشيخ الهجري والسيد محمد حسين بحر العلوم وجميل حيدر.
وكان هذا المؤتمر دليل عمل الأسرة أداءً وتعريفاً بها بأوسع وأجدّ ظهور في الأوساط الأدبية آنذاك. ونتيجة لاتساع عمل الأسرة وعلّو صوتها في المحافل الأدبية ووثاقة العلاقة بين أعضائها من جهة وصديقيهم الشاعر صادق القاموسي ( المنتدائي ) والسيد محمد بحر العلوم ( ألرابطي ) من جهة أخرى، تنافست الجمعيتان ( منتدى النشر ) و ( الرابطة ) على كسب ود أعضاء الأسرة بغية ضمّهم إلى إحدى هاتين الجمعيتين وكانت الرابطة "لسماحتها"(4) هي صاحبه الحظ الأوفر بانضواء الأسرة تحت خيمتها.
وهكذا اندمجت أسرة الأدب اليقظ بالرابطة وذابت فيها وبدأت الرابطة فعاليتها بنفَس جديد وحركة ونشاط دائبين أملََتها الدماء الجديدة لأدباء الأسرة الذين وفدوا إليها.
وكان من مظاهر ذلك النشاط وتلك الحركة أن أصدرت الرابطة مجلة ( الرابطة ) وأقامت مهرجانها الشعري الأول في النجف الذي حقق الانتشار لها ونافسَ من حيث الإعداد والتنظيم المهرجانات التي كانت تقيمها المؤسسات الثقافية الحكومية أبان الخمسينيات، وجددت عمارة بنايتها وقاعة الاحتفالات فيها ثم طبعت أربعة دواوين لأربعة من أعضائها
(1) قصيدة السيرة الذاتية ، جميل حيدر ، مخطوط
(2) السيرة الذاتية ، جميل حيدر، مخطوط
(3) المصدر السابق
(4) المصدر نفسه
5
وهم الظالمي ( في دروب الضباب ) والمحتصر ( الاغتراب ) وعبد الرسول البرقعاوي ( صلاة للنهر) وجميل حيدر ( نبعٌ وظل ).
ونشطت حركة اللقاءات والندوات والأماسي والملفت أنّ حيدر خلال تلك الفترة التي سبقت طباعة ديوانه كان ينشر نتاجاته في الصحف المحلية والنشرات الثقافية باسم مستعار هو ( سعدي آمل ) شأن الآخرين من زملائه. ولعلَّ التكوين المحافظ لهُ كونه من أسرة دينية معروفة وكونه طالبا للعلوم الدينية في بيئة كان النظم بالغزل فيها منافٍ لطبيعة أجواء النجف وانَّ عموم الشعراء آنذاك كانوا –في تلك البيئة- يرغبون بالظهور بمظهر الفقيه لا الشاعر(1) ، لعلَّ كل ذلك كان الدافع وراء النشر باسم مستعار.
وأسهم أعضاء الرابطة في مهرجانات وزارة الثقافة والإعلام واتحاد الأدباء كـ ( المربد ) و( مهرجان أبي تمام ) واتسَّع نشاطهم وحضورهم حتى بزّ عمل الرابطة ونتاجها عمل ونتاج مؤسسات ومنتديات رسمية وشبه رسمية ترعاها الحكومة.
ثم كان الانعطاف الكبير في نظام ( توحيد الجمعيات الأدبية ) مع حلول الثمانينيات ، ذلك النظام الذي عبرَّ عن ضيق صدر الاتحاد ( البغدادي ) بعمل ( الرابطة ) ومثيلاتها وشقَّ عليه أن يتنفس أولئك الشعراء نسيم الحرية في الطرح والتعبير فخنق تلك الأصوات التي كان من الممكن أن يكون لها شأن كبير لو استمرت بذلك النشاط فانتهى بذلك عمل الرابطة ونشاطها الدائب مما حدا بحيدر فيما بعد أن يصف ذلك بأبيات لا تخلو من موقف سياسي مندد، ربّما كان هو السبب في بقاء قصيدة السيرة الذاتية طي الكتمان يقول:-
آهٍ على مأســــاةِ رابـــــطةِ الإخا ذابت بحُجةِ وحْدةِ البُنيـــــانِِِِ
تلك التي أُغْتيلتْ على مِصباحِها وذؤابتاها حَولَ عُنقِ الجاني
ما كان أحــراهُم على إبقــــائِها لــو أنَّهم كانوا دُعاةَ مبانــي(2)
وخلال تلك الرحلة الطويلة كان أولئك الشعراء يستشعرون حالة اليأس والإحباط والقلق التي فرضتها عليهم طبيعة التغيرات الفكرية والسياسية والاجتماعية خلال سنين مرَّت، تلك التغيرات التي تسللَّت إلى الساحة العراقية مع اصطراع الأفكار والعقائد الجديدة وليس آخرها المدَّين الشيوعي ألأممي والبعثي القومي ، فكان من نتائج ذلك معاناة طويلة كان من ابرز مظاهرها شظف العيش وتشاؤم الرؤية المستقبلية.
(1) مقابلة خاصة مع الدكتور حسن الحكيم ، النجف ،29/8/2006
(2) قصيدة السيرة الذاتية ، جميل حيدر، مخطوط
6
ومع هذا كلّه فقد كان تعليم الصغار يمثل بصيص أمل أنعش آمال جميل حيدر، فما انفكت ميوله الأدبية أن استفاقت على عالم من السكينة والطهر والوداعة ميَّز مدينتهُ الغافية على ضفاف الفرات وهو يحترف التعليم ويمارس نشاطه من خلال ( نقابة المعلمين ) موسعاً دائرة علاقته مع الرعيل الأول من أدباء وشعراء تلك المدينة أمثال الشاعر الخطيب حميد السنيد والأديب حمدي آل حمدي والشاعر سالم الحسون والشاعر جعفر حسين الخيّاط وحسون البحراني وناصر ابراهيم وغيرهم.
وأكدَّ أيضاً صلته مع طلائع الجيل الثاني من الأدباء أمثال الشاعر شاكر حيدر والكاتب يعقوب الحمداني والشاعر حسون البحراني ومدَّ يد الرعاية والتآلف إلى البراعم الجديدة في دنيا الأدب أمثال احمد حميد وحسن السنيد وستار جبار وكمال السعدون وحافظ حسن وعبد الأمير محسن ورياض جهاد وخضر خميس واجود مجيل وحسن الشنوّن وغيرهم فأصبح حلقة الوصل في تلاقح الأجيال الأدبية المتعاقبة واستطاع بذلك أن يعيد نشاط "عكاظ السوق"(1) مع صفوة الأدباء.
وكانت نقابة المعلمين مركزاً ثقافياً واجتماعياً يستقطب عموم المثقفين، حيث الندوات والأماسي والاحتفالات تترى ليطرح جميل حيدر من خلالها خلاصة إبداعه في الشعر، وتجاوز ذلك إلى القصة والمسرحية والنقد حين التفَّ حوله المبدعون من المعلمين والمثقفين من أبناء المحافظة.
ويذكر نجلُهُ أنهُ في مجال النقد الأدبي كان يبدأ بنفسه دائماً ويعمد إلى القسوةِ عليها ليقتدي به الآخرون(2) وتتسع صدورهم لسهام النقد، ووجد من لدن الشباب خير عون وكبير استجابة ويذكر منهم حافظ حسن وحسن الشنوّن وخضر خميس وطالب عاكف وعلي يونس واحمد شهاب وشاكر الجنديل وحسين علي سلمان