رد: همســـــــااااات حسينـــــــــــــــــــــيه
ثورة السماء
الأرض... هي الأرض لم تزل منذ خلقت مسرحاً لتصارع قيم السماء مع قيود الأرض المادية, فقيم السماء تريد بالإنسان الانشداد إلى الأعلى, والسير إلى الكمال المطلق, وتأبى قوانين الأرض ألا أن تُخلده إلى القاع وتجره إليها.
آدم, وهابيل, ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى ويحيى و...
ثم قابيل ونمرود وفرعون وقارون وهامان وأبو جهل و...
ويشتد الصراع, فكلما أخلد البشر إلى الأرض واتبعوا أهوائهم جهلاً, بعث الله إليهم من يستنقذهم منها, ويكسّر القيود عنهم, ويرفعهم إلى السماء.
ثم كان ابن محمد صلى الله عليه وآله, إنه الحسين السبط الذي ادّخرته السماء ليقوم بالإنسان ويزيح عنه كل ما يشده إلى الأرض. إنه الإنسان الكامل, يقود الصراع كما قاده من كان قبله, فكان صراعه خلاصة صراع الأنبياء مع طواغيت زمانهم, فتجسدت فيه كل ظلامات من كان قبله.
عطش, جوع, ألم, جراحات, قتل أولاد, قتل أخوة, قتل أصحاب, سبي نساء, انتهاك حرمات...
إنها ظلامة الإنسان الكامل, حينما قام بوجه الظلم.