إذا كانَ ساقي الحوضِ في الحشرِ حيدرٌ فـسـاقي عطاشى كربلاء أبو الفضلِ
على أنّ ساقي الناس في الحشرِ قلبه مـريـعٌ وهذا بالظما قلبهُ يـغـلي
جـزى اللهُ عنهم في المواساةِ عـمّهم (أبا الفضلِ) خيراً لو شهدت أبا الفضلِ
وقـفـتُ عـلى ماءِ الفراتِ ولم أزل أقـولُ لـهُ والـقـولُ يـحسنهُ مثلي
عـلامـكَ تـجـري لا جريتَ لواردٍ وأدركـتَ يوماً بعضَ عاركَ بـالغسلِ
إذا ركـعَ الـسيفُ في كـفّه هـوت هامُهم سجّداً ركـعّا
وحولَ الشريعةِ تحمي الفرات جـموعٌ أبى البغيُ أن تُجمعا
وآبَ ولـم يُروَ من شـربةٍ وجـرّعـهُ الموتُ ما جرّعا
فـخـرّ عـلى ضفّةِ العلقمي صـريعاً فأعظم بهِ مصرعا
فما كان أشجى لقلبِ الحسين وآلـمَ مـنـهُ ولا أفـظـعا
أبـدرَ الـعـشيرةِ من هاشمٍ أفـلتَ وهيهاتَ أن تـطلعا
فـقـدتكَ يابنَ أبي واحـداً ثـكـلت بهِ مضراً أجـمعا
قصمت القرى وهدمت القوى وأحنيت فوق الجوى الأضلعا
لـقد هجعت أعينُ الشامتين واُخـرى لفقدكَ لن تـهجعا
أساقي العطاشى لقد كضّها ال ظـمأ فاستقت بعدكَ الأدمعا
حـميتَ الظعينةَ من يـثربٍ وأنـزلتها الجانبَ الأمـنعا
أبا الفضلِ ما لي مغيثٌ سواك إذا الدهرُ في صرفهِ جعجعا
وكـيـف يردّ دعائي الإلـه وقـد جـئتهُ فيكَ مـستشفعا