ظنّ أنها ستظل تركض نحوه كلما ابتعد، وستسامح كل مرة يغيب فيها بلا سبب. ظنّ أن حبها أبدي، لا يُكسر ولا ينضب.
كان يعتقد أن ترددها في الرحيل ضعف، وأن صبرها عليه احتياج.
لكنه لم يرَ أنها كانت تُعطيه فرصة ليتغير، لتتغير هي.
كل خيبة... كانت درساً. كل لامبالاة منه... كانت تذكيراً بأنها تستحق أكثر.
كل مساءٍ نامت فيه ودمعتها على خدها... كانت تستيقظ في اليوم التالي أقوى.
هي لم تغادر حين تأذّت، بل حين لم يعد للأمل مكان في قلبها.
لم ترفع صوتها ولم تُعلن الرحيل، فقط بدأت تتغير بهدوء.
أصبحت تضحك أقل حين يتحدث، وتفكر أكثر حين يصمت.
قلّت أسئلتها... حتى اختفت.
وحين التفت ليبحث عنها، لم يجد سوى فراغٍ صنعه بنفسه.
لم تكن تُعاقبه بالغياب... كانت تُنقذ نفسها.
لأن المرأة حين تُدرك أنها تحارب وحدها، تتوقف عن القتال.
وحين تُحب نفسها كما كانت تُحبه، لا تعود أبدًا كما كانت.
لا تستهِن بقلبٍ أحبك بصدق... لأنه حين ينكسر، لا يعود كما كان.