السعادة ليست ضحكة عالية،
ولا تصفيقًا حارًا...
إنها غيمة بيضاء تمشي ببطء في صدري،
لا تمطر كثيرًا،
لكن ظلّها يكفي لتبريد قلبي.
السعادة لا تطرق الباب،
تأتي مثل الغيم...
هادئة، محملة بأشياء لا تُرى،
أحيانًا تمرّ فوقي دون أن أشعر،
وأحيانًا...
تجلس فوق رأسي وتهمس: "أنا هنا، فقط عش".
أحبّ الغيم،
لأنه لا يعد بشيء...
لكنه يمنحني راحة، كأنني قريب من السماء.
وأحبّ السعادة،
حين تأتي بلا موعد،
تشبه غيمة...
لا تمطر ذهبًا،
لكنها تنقّي الهواء في روحي.
تعالي إلى هنا...
اقتربي قليلًا،
واقرئي ما يكتبه الغيم على صفحات السماء،
هل تسمعين؟
صوته يشبه همسك...
يشبه حين ناديتِ قلبي بلا كلام.
قولي لي...
ماذا تعرفين عن الغيم؟
هل أخبرك يومًا كم هو مثلي؟
يختنق بصمت... ثم يمطر شوقًا.
كان الغيم يمرّ فوق رأسي ببطء،
يحمل معه همسات لا أحد يسمعها سواي،
كأنّ السماء تتذكّر صوتك…
فيميل الغيم فجأة، ويهطل كل ما أخفيته عنك.
في كل قطرة، كنتُ أنا.
وفي كل ارتجافة تراب، كنتَ أنت.
فهل تذكر تلك اللحظة…؟
حين قلت لي: "حتى الغيم يغار من دفء صوتك…"
وصدّقتك.