مَهلاً يا ليلُ.. لا تُطفِئ نجومي،
دعها تسهرُ على وجعي وهمومي،
فكلُّ الطرقاتِ تسافرُ بي إليه،
وكلُّ الهمساتِ تنادي باسمِ عيونه،
مَهلاً يا ليلُ.. لا تُقصيني عن حضنه،
فبينَ ذراعيه يزولُ انكساري وضعفي،
قد سكنتُهُ حبًّا.. وغرقتُ في هواه،
فلا حياةَ لي إن غابَ عن خطاي،
مَهلاً يا ليلُ.. علّني أجدُ الطريق،
فالشوقُ نارٌ.. والقلبُ غريب،
أكتبُهُ دمعًا، وأُناديه أنين،
علَّهُ يسمعني.. ويعودُ حنين.
مررتُ فوق القلوب كما يمرّ الغيم على المدن البعيدة، أحمل في داخلي رسائل لم تُفتح، وأمنيات ما زالت مُعلّقة بين السماء والأرض.
أحيانًا أُغطي وجه الشمس لأُعطي للعشّاق فسحةً من الحنين، وأحيانًا أترك المطر ينساب خفيفًا، كدمعةٍ لا يراها أحد غير القلب.