راقت لي â¤
- فى الحادية والعشرين ، أحببت رجُلا للمرة الأولى ، تبادلنا الحب حوالى خمس سنوات كنا نستعد فى السنة الاخيرة للزواج ، ومن ثَم تركنى ورحل ، لم أفهم فى بادىء الأمر ، كيف لك أن تحب شخصاً وتقضى معه أغلب لحظاتك واشيائك ومن ثَم هكذا بكل بساطة ، يتركك ويذهب تاركاً وراءه حيرة وألم ووجع لا يُغتفر ..
فى الليلة التى تُركت فيها ، كان يحدثنى فى الهاتف قائلاً ان كل شىء انتهى ، صمت لبضع دقائق أحاول فيها استيعاب ان حب خمس سنوات ينتهى هكذا فى بضع دقائق استغرقته مكالمة هاتف تافهة ..
حاولت الصُراخ وقتها ومحاولة سؤال! كيف! ، فاش قاعد تحكي!! ، انت تفدلك ! " ، ولكنى صمت ، صمت تماماً حتى أنهى كلامه بجملة واحدة مقتضبة ، " مانجموش نكملوا ، سامحني " ..
كيف يمكننا أن نصمت حين يؤلمنا قلبنا لهذه الدرجة ، كيف يمكننا أن نصمت ونكتم ذلك الوجع ! ..
اكتفيت بأننى قلت له حسناً انت أدرى ، ثم أغلقت هاتفى لمدة يومان ، يومان أبكى فيهم بمفردى ، لا أحد يفهم مقدار ذلك الألم الذى يجول بداخلك كيفما شاء ، لا أحد يفهم ..
فى اليوم الثالث من تِلك الليلة التى أنهانى بها ، قررت الذهاب إليه ، كُنت أريد أن أُصرخ فى وجهه ، علاقتنا لم تكن عادية وتستحق نهاية أفضل من تِلك النهاية المُبتذلة ، لا أحد يحب انتهاء العلاقات لما تحتويه من ألم مهما كانت مؤذية ، ولكننا جميعاً نستحق أن نضمن نهاية عادلة ..
ذهبت ورأيته مع أُخرى ، كانت أجمل ، مرحة ، ابتسامتها رائعة ، تمتلك جسداً تُحسد عليه ، لم يكن يشغلنى كل ذلك ، كل ماكان يدور فى ذهنى أنه كيف تركنى من أجل أُخرى ، لماذا ، كيف ، متى ، والسؤال المؤلم " هل أحبها ! " ..
اكتفيت ليلتها بأننى أبتسمت وانا ابكى ، وجعاً آخر نبت فوق الوجع الذى لدى ، ثم رحلت تاركة وراءى بقايا رجل بالكاد أحزن على ذكراه ، او أحزن على نفسى التى أضعتها فى حب شخص لا يستحق ..
- بعدها بحوالى سنة ، مررت فيها بكل ماهو سىء ، حاولت مسح كل صورنا سوياً ، محادثاتنا ، رسائلنا الورقية التى كنا نتبادلها هدياه التى أحضرها لى فى كل مناسبة مرت علينا ، كل شىء حاولت أن أمحيه وأخفيه من حياتى نهائياً ، ولكن عقلى وقلبى فى كل مرة يأبى أن يفعل ، كلاهما تأمرا على أن يجعلانى أتذكر كل شىء ، حتى أننى تذكرت تفاصيل أول لقاء بيننا ..
- بعد ثلاث سنوات ، كنت أذهب نحو الثلاثين بصمت ، كل من حولى حزين على ماوصلت إليه ، الجميع يردد أن سنى لم يعد يصلُح للحزن أكثر من ذلك وأننى يجب أن أتزوج ..
بالأخير سمعت كلامهم ، كان هناك شخص أحبنى فى وسط كل ذلك ، حاول كثيراً خلال السنوات الماضية أن يجعلنى أحبه ولكننى فى كل مرة كنت أسبب له ألماً بالغاً فى طريقة رفضى له ، ولكننى فى النهاية وافقت ، كنت لا أزال لا أشعر بأى شىء أتجاهه ، ولكننى وافقت من أجل أمى وأبى ، لم يعد لدى القدرة على تحمل أى شىء ، حتى نظراتهم التى تقتلنى كل يوم لم أعد أتحملها ..
- بعد 5 سنوات ، أُريد أن أخبركم سراً ، لقد عشقت ذلك الرجل ، حاولت كثيراً أتجاهل ذلك الشعور ، ولكن ذلك الحب الذى منحه لى أعطانى سلاماً داخلياً كافياً كى أعترف أننى أحب ذلك الرجل وبشدة ،
أكتب تِلك الرسالة الان لكل من تركهم احباءهم ورحلوا ، سيأتى ذلك اليوم الذى بالكاد ستتذكرهم فيه وتبتسم ، ليس لأنك تفتقد أحداً منهم ، بل لأنك لم تعد تشعر بشىء أتجاهم ، اى شىء ،
يمكنك حينها أن تحتضن ذلك الذى حاول أحتضانك وقتها بشتى الطرق ولكنك رفضت ، يمكنك حينها أن تخبره أنك سعيد ، سعيد جداً ، لأن الله يأخذ السىء ، ليعطيك الجيد دائماً ، وانك تحبه ، أكثر من أى شىء .
#منقول
حين داهمها الحنين. أمسكت هاتفها لترسل رسالة لذلك الراحل !
رائحه عطرك في ثيابي لم تزل !
فكان الرد منه : إغسليها جيدا !! خلاصة : يمكنك أن تعلم الإنسان أي شيء . إلا الإحساس و عدم الخيانة