ما يخيفني أنها لم تعد تغار .. لم تعد تعاتب .. ولم تعد تتساءل بتطفلها المعتاد واستجوابها الدائم ..
ما يخيفني أنها صارت هادئة أكثر مما ينبغي .. شاردة معظم الوقت وغائبة عنى رغم حضور جسدها أمامي ..
ما يخيفني أنها صارت تتحاشى النقاش وتغلق منافذ الحوار بكلمتي " أنت محق " وتصفع تساؤلاتي بابتسامة باردة وتمضي لتنشغل فى أى شئ يأخذها بعيدا عن حضوري ..
ما يخيفنى فقدانها لصخبها وعجزي عن معرفة ما يدور بداخلها ..
وما يثير بي الرعب أن أكون فقدتها أثناء بحثي عن نفسي .. أن تكون قد غرقت فى بحر أنانيتي ، ولم يبقى لي منها سوى جثة هامدة تطفو فوق سطح عيناي لتأنبني على غفوة ضميري وتسلط مشاعري حتى آخر حياتي ..