شهب التوأميات من أغزر وألمع أمطار الشهب طوال العام (شترستوك)
لا يوجد ما هو أمتع من متابعة أمطار الشهب في سماء الليل، وفي شهر ديسمبر/كانون الأول هذا العام نحن على موعد مع زخة شهب التوأميات؛ واحدة من أغزر وألمع أمطار الشهب طوال العام، حيث يمكن أن ترى ما يتخطى 100 شهاب في الساعة إن كانت الظروف مناسبة.
ما زخات الشهب؟
لفهم الأمر تخيّل أنك تقود سيارتك على طريق سريع، ثم مررت في سحابة من الدخان تسببت فيها نار أشعلها أحدهم على جانب الطريق، الأرض تفعل ذلك أيضا، فبينما تدور حول الشمس يمكن أن تمر ببقايا بعض المذنبات أو الكويكبات التي تعترض خط سيرها.
تدخل تلك البقايا الصخرية إلى الغلاف الجوي بسرعات كبيرة تصل إلى أكثر من 100 ألف كيلومتر في الساعة، ومع احتكاكها بالغلاف الجوي تحترق محدثة الشهب التي نراها ونستمتع بها.
لهذا السبب، فإن زخات الشهب لها مواعيد محددة كل عام تتفق ولقاء الأرض مع تلك البقايا، التوأميات (Geminids) هي إحداها، وعادة ما تنشط بين 4 و16 من شهر ديسمبر/كانون الأول، لكن أوجها يحدث ليلة 14 ديسمبر/كانون الأول، ويعني ذلك أن أفضل فرصة لرصد الشهب لدى سكان الوطن العربي كله ستكون في مساء هذا التاريخ، كلٌ حسب توقيته المحلّي.
كيف نشأت التوأميات؟
تنشأ التوأميات بسبب حطام "فايثون 300" (3200 Phaethon)، وهو كويكب اكتشف أول مرة في 11 أكتوبر/تشرين الأول 1983 باستخدام "إيراس" (IRAS) القمر الصناعي الفلكي بالأشعة تحت الحمراء. يدور فايثون حول الشمس كل عام ونصف، وكل عام تمر الأرض عبر مسار الحطام فيؤدي ذلك إلى أمطار شهب التوأميات.
وفايثون هو أول كويكب يرتبط بأمطار الشهب (عادة ما تكون بقايا مذنبات)، لكن علماء الفلك يناقشون تصنيفه الدقيق وأصوله، فالبعض يعدّه "مذنبًا ميتًا" كان ذات يوم قشرة جليدية لكنها ذابت لسبب ما، لكن أصول فايثون الدقيقة لا تزال لغزا.
رصد الشهب لا يتطلب أي أدوات معقدة فكل ما تحتاجه هو شيء للاستلقاء عليه ورفع رأسك إلى السماء (ناسا)
كيف أتابع شهب التوأميات؟
ولا يتطلب رصد الشهب أي أدوات معقدة، فكل ما تحتاجه هو فقط شيء للاستلقاء عليه ورفع رأسك إلى السماء وتأمّلها بعينيك؛ وبدءا من المساء حتى الفجر ستكون الفرصة سانحة لرؤية العديد من الشهب.
احرص على تدفئة نفسك جيدا في هذا الطقس البارد، وربما بعض من الشاي والطعام والصحبة الطيبة سيزيد من متعة الرصد.
