أداة تخصيص استايل المنتدى
إعادة التخصيصات التي تمت بهذا الستايل

- الاعلانات تختفي تماما عند تسجيلك
- عضــو و لديـك مشكلـة فـي الدخول ؟ يــرجى تسجيل عضويه جديده و مراسلـة المديــر
او كتابــة مــوضـــوع فــي قســم الشكـاوي او مـراسلــة صفحتنـا على الفيس بــوك

رسـائل

النبيل

العابث الاخير في هــذآ القرن
إنضم
29 أبريل 2020
المشاركات
12,188
مستوى التفاعل
25,819
النقاط
115
الإقامة
في المـرايا
الموقع الالكتروني
www.facebook.com
إلى العزيزة @شَمَّـمْ🤍 مع سيل مــن الاحباط والفوضى والفقدان

أكتب إليك من العمارة . هذه المدينة التي لا تتوقف عن الحلم ولا تشفى من الحزن. مدينة تمشي على رمادها وتضحك بعيون دامعة، وتدندن بالحياة بينما تدوسها. العمارة، المجنونة بكل شيء، حتى الحزن صار فيها عادة والفرح إن وُجد، يأتي كزائرٍ غريب لا يعرف لغة الجلوس الطويل.

في هذا الصباح الرمادي والمدينة تغلي بصمتٍ غريب
أستمع إلى صديقنا عبد الحليم وهو يغني:
( اهي دنيا وتلعب بينا )
كأن الأغنية لا تأتي من فم، بل من قلب المدينة ذاته. هذا المقطع يا شمم، يُشبه العمارة . تُشبه من قالوا لها انتهينا
ثم عادوا يطرقون بابها بالثورات، والدم، والخذلان.

العمارة لا تنتهي يا شمم. ولا تنسى. كل ثورة تمرّ بها تترك قميصًا على حبل غسيل قديم، ودمعة في شارع، وصورة شهيد على جدار. هي لا تتعب من استقبال الثورة، ولا من احتضان الخذلان. كأنها أُمّ قُدّرت لها الولادات المتكررة دون أن تنال فرصة الحضانة.

نحن نعلم أن الطرق تؤدي إلى الجرح، لكننا نسير. نعلم أن الحب ينتهي، لكننا نعود إليه. نعلم أن الوطن موجوع، لكننا نحبه أكثر كلما نزف.
كأننا لا نطلب من الحياة إلا أن تكون صادقة في وجعها، وأن تمنحنا شرف التجربة، ولو كانت مؤلمة.
كأننا نحن، أبناء المدن المثقوبة، لا نُشفى من حنينٍ غامضٍ لأشياء انتهت، ولأشياء لم تبدأ بعد.

أكتب لك صباحاً، لأن الليل في العمارة مؤلم.
الليل هنا ليس هدوءًا، بل امتدادًا لصوت من سقطوا
لمن بقوا، لمن لم يعرفوا النوم إلا في حضن الرصاص.
أكتب لأن الكتابة صارت الشيء الوحيد الذي لا يخذلنا في المدن التي خذلتها الكلمات.

فقط قولي لي، هل كنتِ لتعودي، لو علمتِ أن النار تنتظركِ بذراعين مفتوحتين؟! أم أنكِ مثلنا، لا تستطيعين أن ترين اللهب دون أن تُجرّبي لمسه.
 
التعديل الأخير:

الذين يشاهدون الموضوع الآن 1 ( الاعضاء: 0, الزوار: 1 )