كتابة القصيدة الحسينية تخضع لوعي الشاعر فكلما كان الشاعر واعي ومثقف وقارى جيدا للتاريخ واحداث الطف ويستطيع ان يغربل الروايات المزيفة كتب شعرا ناضجا ومؤثرا يرسخ بذاكرة الناس ووجدانها ،
مثلا مرتضى حرب عندما يكتب قصيدة حسينية فخياله ياخذه الى بيرغ العشيرة وفزعة اولاد العم وشيلة امه وعصابة جدته وعگال ابوه لان الانسان ابن بيئته ومحيطه وصعب جدا ان ينسلخ عن محيطه والاصعب من ذلك ان يكتب عن اشياء لم يراها او يعايشها ناهيك من ان هكذا نوع من الشعراء (شعراء الفطرة) يفتقرون الى تجديد المفردة او الاتيان بمفردة جديدة لانهم لا يقرأون وكل مفرداتهم هي مفردات نابعة من جلسة مضيف او حضور فصل عشائري فبالتالي لا يستطيع ان يكتب غير ما يسمعه ويراه في محيطه .
شاعر الريف بصورة عامة كتاباته دائما تكون عن شيخ العشيرة والمضيف وكرم الضيافة والفزعة والنخوة والمرجلة فعندما ياتي ليكتب عن الحسين لا يراه سوى شيخ عشيرة صاحب مضيف فزع له اخوته وابناء عمومته واصدقاءه في طلابة وكأن القضية عركة بين عشيرتين ليس الا!! اما الشاعر الذي يحمل لقب اديب(اديب حقيقي) كتاباته تختلف ويرى الحسين بنظرة مختلفة ويرى القضية اكبر من عركة بين عشيرتين لذلك تجد مفرداته تختلف وشعره يختلف وتاثير شعره على العامة يختلف لذلك لو تابعت القصائد الحسينية (الايقونية) الراسخة بالوجدان الشيعي ستجد اغلب كُتابها شعراء مثقفين وواعيين ( لا انكر اكو كم حالة استثنائية) كتبوا قصائد مؤثرة وظلت الى الان راسخة بوجدان الناس .
سابقا كنا نستمع ونستمتع بشعر مؤثر وكلمات واضحة ورنانة تكاد تثقب طبلة الاذن لوضوحها ام اليوم فنستمع الى لحن سريع وهوسة مهاويل وضجة راب لدرجة انك لا تستطيع حفظ المستهل او لا نستطيع ان نتاثر بالكلام
تريف المنبر الحسيني كارثة وتريف القصيدة الحسينية كارثة اعظم .