أستاذي
@النبيل
يا من نسجتَ الكلمات على نول الفجيعة والمرارة،
كنتَ كمن يمشي على حافة زجاج مكسور، يحاول أن يجمع قصاصاته بكلمات،
كأنك لم تكتفِ بوصف الحلوى، بل اخترت أن تفتح باب الصمت على مصراعيه،
لتدعنا نرى الوجه الحقيقي، خلف طلاء السكر وزينة الغلاف.
في زمن تهرب فيه الأوطان من أصابعنا كما يهرب الدخان،
كنتَ الضوء الذي يعكس وجوهنا المكسورة في مرآة المتجر،
تُرينا كيف تُباع السيادة بثمن زهيد، كأنها سلعة على رفوف العرض،
وكأن الحكاية لم تعد سوى إعلان يختصر التاريخ في مذاق.
أنتَ لم تُقدّم لنا نصاً، بل رحلة، رحلة إلى عمق السقوط والتمويه،
لتعيدنا إلى سؤالٍ لم نزل نتهرب منه:
هل نحب وطننا، أم نحب طعم ما يُباع على اسمه؟
هل نحن من يصنع التاريخ، أم من يشتري نسخه المغلفة؟
فشكراً لك، أيها القارئ العميق،
لأنك لم ترَ الحكاية مجرد كلمات، بل وجدت فيها وجه الحياة بمرآتها الكاملة،
وجعلتني أؤمن أن الكتابة ليست فقط وصفاً، بل فعل مقاومة،
ورسم حدود بين ما نريد أن نراه، وما يجب أن نعيشه.
كل أمتناني وبالغ شكري