أميــــر الحـــــرف
أقبية الغياب ..
الإرجوحة ..
بعيداً عن صخب البيت الذي تحدثه أمها وجارات الحي
تتسلل اليها
لازالت هي المكان الوحيد الذي تقضي فيه ألطف دقائقها
تلك الأرجوحة الصغيرة ذات المقعد الواحد
تجلس عليها بتلك الغبطة المفرطة , تحلق في الهواء بعيداً
خصلات شعرها الذهبية تلتصق على وجهها وتتشابك مع رمشيها
وهي تغمض عينيها بسعادة وانتشاء
مازالت في ربيعها السابع عشر
يدفعها بقوة فهو يكبرها بعشر سنين
هكذا اعتاد أن يتسلل خلفها لتلك الحديقة المغطاة بأوراق الخريف
وهكذا هي تعودت أن تشعر بخطواته التي تحدث صوتاً خفيفاً
من تكسر الاوراق الصفراء المتيبسة على المتناثرة على العشب
تحلق عالياً بسعادة أكبر وتتمنى لو أنها تسقط ذات يوم بأحضانه
أن يحملها بين يديه وهي ترتدي ثوبها الأبيض
تسرح بخيالها بعيداً وتقطف من أحلامها تلك اللحظة حين يطوق سبابتها خاتم زفافها المنتظر
تناديه أ .. تحبني ..؟
يدفعها بقوة ويردد بصوت لاهث
أحببببببك
سأقول لك سراً
ذلك العصفور الذي وجدوه ميتاً قرب نافذتك كان
قلبي
وهكذا قربك سوف يعيش قلبي وسوف يموت
تخور قواه قليلاً
لا لن يموت قلباً .. أحببته
وسأحبه لآخر العمر ...
يمر الوقت ..
ومازالت تحلق عالياً
تكبر تلك الأرجوحة وتكبر معها عشر سنين أخرى
تتحسس جنينها هذه المرة
ومازال يدفع ارجوحتها القديمة ونظرة حب تتوسط عينيه
تمر السنين ...
هذه المرة تقف قرب تلك الأرجوحة تحمل صورته
تضمها بشوق
لــ صدرها
ماما تعالي هزي الارجوحة
انتظري حبيبتي ..
تمرر أصابعها على صورته كأنها تتحسس قسماته
تنساب دموعها بحرقة وتسقط على ذلك الخط الأسود في اعلى الصورة
تردد بحزن ألم أخبرك يوماً
أن العصفور الذي مات قرب نافذتك
كان قلبي ..
أميــــــر الحـــــرف