ربما لم تهبنا الحياة امتيازات كثيرة
ومع ندرة التفاصيل الجيدة التي حظينا
بها في هذه الحياة
تصادف أيضا أنها اتت بصعوبة بالغة
وبشق الانفس وبعد الكثير من المنغصات
الأسوء من ذلك اننا قد نخوض حروباً
عن اشياء لم نحصل عليها من الاساس
ولم نفكر حتى في الحصول عليها
معارك تدور في رحى شبهات فقط
جذورها الحسد والغيرة والعقد النفسية
حروباً بقيت من طرف واحد
لكنها استهلكت طاقتنا
تفكيرنا
مشاعرنا أوقاتنا
لأننا وبشكل تلقائي نلوذ بالصمت
رغبة في البقاء بمنأى
عن صخب القاع وهروباً من العيش داخل فقاعة
مغمورة بالسذاجة العاطفية والهزائم النفسية
وهشاشة الفكر وشحة الوعي
كنت ألوم القضاء الذي يحكم بالسجن على كادح فقير
لأنه كان يقف بالقرب من زهرية ورد
بتهمة انه ربما كان يروم سرقتها
ويتغافل عن سياسي يظهر في وسائل الاعلام
ليخبر الجميع بكل صراحة
انه سرق الملايين وقام بقتل العديد من الناس
وبكل وقاحة بينما يقهقه ضاحكاً فخوراً
ثم تكتب الصحف الرسمية عن جريمة الكادح
التي لم تحدث من الأصل وتنكل به
لكنها في ذات الصفحة تمجد بذلك الاستاذ العظيم
الذي سرق وقتل وخدع وحرّف وخان الوطن
كنت استغرب من القضاء ذلك التناقض !!
اما الان فلا غرابة .. فكما يبدو
ان الأغلب الأعم من الناس هم هكذا
اذا ما توافقت مصالحهم مع الظالم
فسوف يباركون افعاله ويعمدون الى تخطي سيئاته
ولا يبصروها مطلقاً !!
بينما يضعون مجهراً لتفحص الآخرين
ويضعون حتى مزاياهم موضع شك
منذ زمن ليس ببعيد كانت الأفعال السيئة
هي التي تتطلب تبريراً
أما اليوم فالأفعال الجيدة هي التي تتطلب ذلك
في نهاية المطاف لدي ايمان عميق
إن أراد الله أن يرسل لك الخير
حمّله إليك ولو على ظهر عدوك !