اللّيلة الرابِعة بَعد المِئات الخَمس ..
مملوءةٌ بـ الحَذر..
تَقف علىٰ بُعدٍ كافٍ مِن ذلك الشاطئ ،
كافٍ لئلا يأخُذها المَوج بعيداً عن ذاتها،
لئلا ترتطم المياه بـ قلبها مَدّاً وجَزراً ،
لئلا توغِل روحها بـ طريقٍ تَجهل أعماقهُ ،
لئلا تنجرف لـ الغرقِ في مُحيطٍ قلّ ناجوه،
لكنّها تَقف عندها تتأمَلُ فـحسب ..
تُصغي لتلكَ الأصوات التي تستدعيها ،
تتوعدُ لها بـ زورقٍ آمنٍ ومياهٍ هادئة
؛
لكن صَوت قَلبها يَدعوها للثباتِ حيثُها،
برغم كُل الصخب الذي يُحيطها ويدعوها للإبحار،
ويرسم لها قارب نجاةٍ مُزخرفٍ ومركونٍ على ذلك الشاطئ
؛
لكنها مازلت تُحاول أن تُصغي لـ صوتِ قلبها - الحَذِر جداً- لـ تَبتعِد قَدرَ ما أمكنها ،
خشيةَ أن تُخيّم الخَيبةُ على رُوحِها كما فَعلت بأرواحِ من سَبقوها !
فـ تنسَحب رويداً ..رويدا..
كُل تلك الأشياء الجَميلة وهيّ بَعيدة ستفقِدُ جمالها بالإقتراب لـ بضع خطوات ؛
فـ احفَظوا قُدسيّة المَسافات ..