أوراق الخـريف

[madness man]

جميع تعبنا وأحزاننا جاءتنا من الأشياء التي أحببناها بصدق
وبذلنا كل طاقتنا وشغفنا في سبيلها
الأشياء التي ضحّينا بالكثير من أجلها
وذهبنا إليها بلهفة وعُدنا خائبين
جميع المواقف أخبرتنا بكل أسف أنّنا كلما ازددنا تمسّكاً بشيء كانَ الجرح أكبر
وكلما ازددنا تعلّقاً به كانت الصدمة أكبر
وكلّما تعشّمنا كانَ الخذلان أكبر
علينا أن نتعلّم ونُعيد بناء حياتنا ومنهج أيامنا بحذف التعلّق والتمسّك بأحد
وأن لا نرفع سقف ثقتنا بأحد
لأنه حتماً سينهال علينا وحدنا
ويُحطّم كل آمالنا لنؤمن بأنه لا شيء باقٍ
وكل شيء نخسره ليسَ لنا منذ البداية
ولكن ليس كل الأشياء لها عوض .

 

[madness man]

عَزِيزٌ عَلَيَّ أَنْ تُحِيطَ بِكَ دُونِيَ البَلْوى وَلا يَنالُكَ مِنِّي ضَجِيجٌ وَلا شَكْوى.
بِنَفْسِي أَنْتَ مِنْ مُغَيَّبٍ لَمْ يَخْلُ مِنّا
بِنَفْسِي أَنْتَ مِنْ نازِحٍ ما نَزَحَ عَنّا
بِنَفْسِي أَنْتَ أُمْنِيَّةُ شائِقٍ يَتَمَنَّى مِنْ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ ذَكَرا فَحَنّا،
بِنَفْسِي أَنْتَ مِنْ عَقِيدِ عِزٍّ لا يُسامى
بِنَفْسِي أَنْتَ مِنْ أَثِيلِ مَجْدٍ لا يُجارى
بِنَفْسِي أَنْتَ مِنْ تِلادِ نِعَمٍ لا تُضاهَى
بِنَفْسِي أَنْتَ مِنْ نَصِيفِ شَرَفٍ لا يُساوى!
إِلى مَتى أَحارُ فِيكَ يا مَوْلايَ
وَإِلى مَتى وَأَيُّ خِطابٍ أَصِفُ فِيكَ وَأيَّ نَجْوى؟
عَزِيزٌ عَلَيَّ أَنْ أُجابَ دُونَكَ وَأُناغَى
عَزِيزٌ عَلَيَّ أَنْ أَبْكِيَكَ وَيَخْذُلَكَ الوَرى
عَزِيزٌ عَلَيَّ أَنْ يَجْرِيَ عَلَيْكَ دُونَهُمْ ما جَرى،

 

[madness man]

الذي قال أن الوقت يشفي،
لم يعرف حزنًا كبيرًا.
جروح القلب لا تلتئم،
ما يحدث هو أنك فقط تعتاد على الألم.

 

[madness man]

حتى وإن تعافى الإنسان، ونسى كل شيء..
ستبقى معهُ تلك اللحظة التي أشفق بها على نفسه..
ستبقي راسخة في ذاكرته للأبد كندبة لا يُمكن شفائها او تجاوزها

 

[madness man]

‏تمضي بنا ايام العمر سراعاً
فما الحياةُ سوى رحله نعبرها بقارب الأمل
فمهما بلغ بك التعثر والشتات لا تيأس
فما ذبلت عينٌ إلا وفوقها ربٌ يُخبئ لها الأجمل ..!
صبحكم الله بالخير

 

[madness man]

غادرنا إذن !
كلٌ في جهةٍ مختلفة عن الآخر ،
كلّ واحدٍ منا يسلكُ طريقاً باستطاعته أن يَرى فيه كل الوجوه عدا وجه من يُحب !
لكنني بدوتُ هذه المرة على غير عادتي في المشي ،
صحيحٌ أنني كنتُ أتظاهر أمامك أنني أسير في الاتجاه المعاكس لك،
لكنّ كلّ ما بي أخذ يتلفتُ يميناً وشمالا كالمشبوهين رغماً عن إرادتي ،
على نحوٍ جعلَ المارة من حولي يشعرون أنني أبحث عن شيءٍ ضاع مني،
بينما في الحقيقة كنتُ اتلفتُ لأحصي عدد خطواتك وهي تبتعد عني،
لم تكن أثر خطواتك ثقيلةٌ على الأرض بالقدر الذي استشعرتُ بثقلها في قلبي ،
كانت تشبه المِحراث حين يدوس بكامل سرعته على حبيبته الأرض فيقلبها رأساً على عقب ،
دون أن يصغي لحظةً واحدة لمناجاة التراب ..
أشعر أنني مُمتلئٌ حدّ التخمة لا بكتلتي الجسدية ،
بل بملئ ما في الكون من مُفرداتٍ لم يتم إكتشافها بَعد لوصف بعض الآلام ..
فهذه هي المرة الأولى' التي لن أعقّبُ على غيابك وحدك ،
فقد أصبحنا غائبين معاً ،
وما أصعب أن يسبق الغياب الموت..
كأن تكون حيّاً لكنكَ لا تحيا،
وأن تكون معذباً دون نهايةٍ ..!!

 

[madness man]

أخشى أن أودّع الحياة فجأة !
دون أن أرتب أعذاري،
توبتي،
ودُعائي ،
دون أَن أدفُــن أخطائي
وأن أحضُن كُل من أُحب للمرّة الأخيرة‏ ،

 

[madness man]

ليس كل التغافل لإبقاء الود..
هناك تغافلًا لإبقاء الحسنات،
وإبقاء الكرامة،
وإبقاء ماء الوجه،
والأهم إبقاء الطاقة ..
وهناك تغافلًا لِغياب التقدير،
وهناك تغافلًا لانعدام الحِوار،
وهناك تغافلًا لقلة الحيلة،
وهناك تغافلًا لِضياع ما قد يُقال،
وهناك تغافلًا لانعدام قيمة العتاب،
وهناك تغافلًا من شدة اليأس من تغيّر الطِّباع،
وهناك تغافلًا من خيبة الأمل،
وهناك تغافلًا لسقوط أحدهم مِن القلب بلا رجعة،
وهناك تغافلًا لكثرة ما تغافلنا عنه سابقًا،
وهناك تغافلًا لأن التدقيق في أفعال البعض يؤذي،
وهناك تغافلًا لأن العتاب سيظلم الحزن داخلنا،
وهناك تغافلًا حتى نشكو بثّنا وحزننا إلى الله.

 

[madness man]

لازِلنا نحاول قدر استطاعتِنا..
أن نُرضي أهلَِنا ،
أن لا نجرح أحد من أصدقائنا ،
أن لا نتعلق بأحد ،
أن نبدو أقوياء لا يرى أحد ضُعفنا ،
نحاول أن نكون إجتماعيين نضحك ونمزح ،
وكل هذا في نفس اللحظة التي نرفُض بها أنفسنا ونواجِهها ،
هي ذات اللحظة التي نكره وجودنا
ورغم ذلك كله نحن بخير..نحن نحاول!!

 

[madness man]

أُقبِّلُ جبينَ اللَّيلِ وأسهو عَلى كَتِفِه
كَطفل هدَّه التَّعبُ وٱرتما في حُضنِ أَبيه.
أَرمي بَين كَفَّيهِ كُلَّ الأحاسيسِ التّي اغتالَتني نَهاراً
وَرَمتني كُسوراً عَلى أَعتابه لِيُلَملِمَني وَيجمَعني مِن جَديد
وَيرمي بِوِشاحِهِ على قَلبي لِيَسكُن.
يُحاوِلُ أن يُهدهدَ قَلقي ويزيحَ حزني ،
يُفاوِضُ خَوفي كي لا يَهزِمني مثل كلّ مرّةٍ
والكُسورُ التّي خَبّأتُها بين يَدَيهِ يُخفيها كَي لا تُبصِرَ النور.
وعَلى عتبةِ انهزامي تُشرِقُ الشَمس فااتَذكرُ أنَ أبيِ قدَ رَحل .