أداة تخصيص استايل المنتدى
إعادة التخصيصات التي تمت بهذا الستايل

- الاعلانات تختفي تماما عند تسجيلك
- عضــو و لديـك مشكلـة فـي الدخول ؟ يــرجى تسجيل عضويه جديده و مراسلـة المديــر
او كتابــة مــوضـــوع فــي قســم الشكـاوي او مـراسلــة صفحتنـا على الفيس بــوك

أوراق ملونــــة

The last Don

Maybe I
إنضم
9 أكتوبر 2014
المشاركات
40,557
مستوى التفاعل
12,593
النقاط
113
لا تشكي الجرح وتعــد الجــروح
ماتلكه اليضمدك بـس يلجـمـونك
ولاتبجـــي بنهــر ودمــوعك تروح
شيـهمـه النهر لو تحفــر عيونــك
سولف عالفجــر والشـاهد الليــل
ذولـــه وياك عشــره وماينــكرونك
وافتح باب گلبــك للمجانيــن
عوف اهل العقــول المايفهمونـــك.

IMG_0365.jpeg
 

The last Don

Maybe I
إنضم
9 أكتوبر 2014
المشاركات
40,557
مستوى التفاعل
12,593
النقاط
113
حكاية... تفاحة الصبا .. الجزء الاول

يحكى أنه منذ زمنٍ بعيد، كانت هناك بلدةً مزدهرة يعيش أهلها بسلامٍ واطمئنان..
وكانت عمدة تلك البلدة هي امرأةٌ طيبة وعادلة.. أحبها أهالي البلدة فانتخبوها عمدةً لهم..
وكان لها ولدين شابين، أحدهما يدعى (منصور).. وكان شديد الحب لوالدته، باراً بها..
والآخر يدعى (طلال).. وكان على العكس من أخيه، يفضل حياة الترف والكسل..

وكان في البلدة تاجرٌ جشع يدعى (مهران).. أراد الحصول على منصب العمدة لكنه خسره أمام أم منصور.. فشعر بالحنق الشديد وقرر أن يستعين بساحرٍ منبوذ يعيش خارج البلدة..

سار مهران ليلاً داخل غاباتٍ قديمة ومرعبة حتى وصل أخيراً الى منزل الساحر..
أراد مهران من الساحر أن يساعده على تنحية أم منصور عن منصبها.. فطلب منه الساحر مبلغاً كبيراً من المال لقاء أتعابه..
فدهش مهران من حجم المبلغ وأخبره أنه كثيرٌ جدا..
لكن الساحر أجابه بالقول :
إعلم يا سيدي، أنك بعد أن تصل الى منصب العمدة بمساعدتي.. فستتدفق الاموال بين يديك كالنهر الجاري.. ولن تتذكر المبلغ الذي ستدفعه لي الآن..

أغرى جواب الساحر مهران.. فدفع له ما طلب على الفور.. فقام الساحر بصنع تعويذةٍ شريرة على شكل مسحوقٍ أبيض.. ثم وضعه في ورقةٍ وطوى الورقة جيداً وأعطاها لمهران وطلب منه أن يلقيها على أم منصور خلال ثلاثة أيام وإلا فسدت التعويذة..

عاد مهران الى بلدته وشرع فوراً بتنظيم احتفالٍ فخم في بيته تلك الليلة على شرف أم منصور بمناسبة فوزها برئاسة البلدة..
وكان من الطبيعي ان تلبي المرأة الدعوة.. فكانت من أوائل الحاضرين..

كان مهران يخفي بين يديه المسحوق العجيب.. فلما دخل الضيوف المنزل ومن بينهم ام منصور، قام مهران بمرافقتهم الى كراسيهم المخصصة حول المائدة..
وكان قد أعطى أمراً مباشراً الى خدمه بأن يقوموا بفتح النوافذ فجأةً حالما يشتد هبوب الريح..
فلما اشتد هبوبها.. فتح الخدم النوافذ فتسببت الريح فوراً بإطفاء الشموع فغرق المنزل في ظلامٍ دامس..
آنذاك.. إستغل مهران الفرصة فوقف مقابل ام منصور دون أن تشعر به بسبب الظلمة ثم فتح الورقة ونفخ ما بها من مسحوق في وجهها فاستنشقته وأخذت تسعل..
ثم تم غلق النوافذ وعودة الأضواء فاعتذر مهران من الجميع على هذا الخطأ غير المقصود.. واستمر الحفل بعد ذلك طبيعياً حتى نهايته..
ثم انصرف الضيوف بعد أن شكروا مهران على حسن ضيافته..

عادت ام منصور لمزاولة نشاطها اليومي.. لكنها أخذت فجأة تشعر بأعراضٍ غريبة!!!!
فعندما تستيقظ صباح كل يوم تشعر بأن هناك أمراً ليس على ما يرام في جسمها..
كما أنها أخذت تلمح ظهور تجاعيد جديدة في وجهها في كل مرةٍ تنظر فيها الى المرآة..
حتى أن منصور قد أحس بتغير شكل والدته.. وبأنها تبدو أكبر مما كانت عليه قبل أيام..
وأخيراً.. قام منصور باستدعاء الطبيب..
وبعد المعاينة والفحص، أخبرها الطبيب أنها بدنياً تبدو على ما يرام.. لكنه يجهل السر وراء تقدمها المفاجئ في العمر..

فكان أن أحضر منصور عرافة البلدة..
وهي أمرأةٌ طيبة لها خبرة في امور ما وراء الطبيعة..
فلما عاينت أم منصور حتى خرجت بالقول :
يا إلهي.. إن هذه المرأة مصابة بلعنة..
صاح منصور :
لعنة؟؟!!! ما الذي تقولينه يا امرأة؟؟
إلتفتت العرافة الى منصور وقالت :
كم عمر أمك يا منصور؟؟
قال :
إنها في الخامسة والاربعين..
قالت :
انظر اليها.. إنها تبدو الآن في الخمسين من العمر..
إن أمك مصابة بلعنةٍ تجعل كل يومٍ يمر عليها بمثابة سنةٍ من عمرها..
وهذا يعني أنها ستهلك بسبب الشيخوخة قبل نهاية موسم الخريف هذا..

ذهل منصور مما سمع فتأثر لذلك كثيراً حتى دمعت عيناه وقال :
من يجرؤ على فعل هذا؟؟
كيف طاوعته نفسه على لعن هذه السيدة الطيبة التي لم تؤذي في حياتها أحداً أبدا..
سأجده وسأنتقم منه شر انتقام..

لكن العرافة قالت له :
دع عنك الثأر ومشاعر الانتقام وركز في كيفية إنقاذ والدتك مما هي فيه الآن..
قال :
وهل يمكن كسر اللعنة وإنقاذها؟؟
قالت :
مثل تلك اللعنات لا يمكن كسرها أبدا..
لكن بالمقابل يمكن أن نحصل على تعويذةٍ تعمل بالمقلوب وتعكس عمل اللعنة..
قال :
وكيف ذلك؟؟ اشرحي لي أكثر..
قالت :
هناك... بعيداً الى الشرق من هنا.. توجد شجرةٌ عجيبة داخل قلعةٍ محصنة يملكها قائدٌ عسكري.. تنمو على أغصان تلك الشجرة تفاحة الصبا..
إذا استطعت أن تحصل على تفاحة الصبا، وتطعم بيدك منها قضمةً واحدة الى والدتك، فستعود شابةً من جديد.. وستزول اللعنة..

كان طلال أخو منصور حاضراً أيضاً وسمع كل ما دار من كلام.. فاقترب من والدته وأخبرها أنه سيجلب لها تفاحة الصبا لينقذها..
فنظرت الام الى ولديها وقالت :
كلا... أن في ذلك مخاطرةٌ شديدة عليكما... ليذهب بعض الجند الأقوياء لإحضارها..
لكن العرافة قالت :
هذا لن ينفع.. لأن التفاحة لن ينجح في قطفها إلا من كان بحاجةٍ ماسة إليها، والجنود ليسوا كذلك، لأنهم يتقاضون راتباً عن عملهم..
أما ولداكِ فمصيرهما من مصيركِ.. لذا فهما الأجدر بإحضار التفاحة..

وهكذا مضى منصور لتهيئة الفرس الوحيدة التي تملكها عائلتهم استعداداً للإنطلاق في رحلة البحث عن تفاحة الصبا بعد أن أعطته أمه صرةً مليئة بالنقود لتعينه في رحلته..
فوضع قبعته الصغيرة على رأسه وركب الفرس.. لكن طلال تقدم منه وطلب الركوب معه، لأن طلال لا يجيد ركوب الخيل..
فقال منصور :
لكن يا أخي لو ركبنا معاً على هذه الفرس فسنثقل عليها وستبطئ في السير.. وبذلك سنخسر أياماً ثمينة، والدتنا بأمس الحاجة إليها في صراعها مع الشيخوخة..
ما رأيك يا طلال أن تبقى هنا لتعتني بأمنا ريثما أعود لها بالتفاحة..
لكن طلال غضب وقال :
تريد أن تستفرد بالمجد لك وحدك حتى تنال الثناء والمديح من والدتنا... لا يا منصور.. لن أتركك تنال الفضل كله..
قال منصور :
أنا لا أفكر بتلك الطريقة إطلاقاً.. فكل ما يهمني هو سلامة والدتنا..
لكنني مع ذلك أعدك يا أخي بأنني إذا نجحتُ في جلب التفاحة فسأعطيها لك لتقدمها الى أمنا.. وبذلك ستكون أنت صاحب الفضل في شفائها مما هي فيه..

غير أن طلال لم يقبل بذلك ايضاً وأصر على مرافقة منصور.. فاحتسب الأخير أمره عند الله وسارا معاً على ظهر الفرس نحو الشرق حيث قلعة الحاكم العسكري..
.
.
وبعد عشرة أيامٍ من السير البطيئ وصل الإثنان الى مفترق طرق.. حيث شاهدا لافتةً خشبية مكتوباً عليها :
الى اليسار قلعة الحاكم، لكن احذروا من التنين العملاق نافث اللهب..
والى اليمين خانٌ لاستراحة المسافرين..

هنا.. تغيرت حال طلال بعد أن قرأ اللافتة، فأخذت مفاصله ترتعد لمجرد علمه بوجود تنينٍ في طريق القلعة.. فالتفت الى منصور وقال :
اخي منصور.. لقد قررت الذهاب الى الخان.. هيا معي لنستريح من وعثاء السفر..
فدهش منصور لقرار طلال وقال له :
كيف تفكر بالراحة وأمنا تقترب من الهلاك في كل يومٍ نخسره في رحلتنا هذه؟؟
رد طلال :
الأمر ميؤوس منه.. لن نستطيع الحصول على تفاحة الصبا أبدا... لكن باستطاعتنا أن نسلي أنفسنا هناك في الخان ونفكر بمرحلة ما بعد رحيل السيدة الوالدة..

إزدادت حيرة منصور مما يسمع فقال :
أنت لم تحاول حتى... وها أنت تستسلم بهذه السرعة!!!!
أجاب طلال بانزعاج :
إذا لم تأتي معي فسأذهب لوحدي..

أراد طلال ركوب الفرس والانطلاق نحو الخان.. فمنعه منصور وصاح :
لا... لن تأخذ الفرس..
فقال طلال :
أجننت؟؟.. أتريدني أن أذهب الى الخان على قدميّ؟؟.. أهكذا تتعامل مع أخيك؟؟.. يا لك من أخٍ وقح لا يقدّر الإخوّة..

ثم تصارع الإثنان على الفرس فكان أن تغلب طلال على منصور لأنه كان أطول منه وأضخم.. فكال له اللكمات حتى أسقطه أرضا.. ثم سرق طلال من منصور صرة النقود وركب الفرس وهرع نحو الخان..

نهض منصور وهو يشعر بالأسف الشديد على طلال وبلادة مشاعره تجاه أمهما، وتفضيله راحته الشخصية على حساب حياتها..
فوضع قبعته على رأسه ثم سار نحو جهة القلعة حتى اُدميت قدماه من كثرة المشي.. ثم واصل السير حتى وصل الى وادٍ عميق يمتد فوقه جسرٌ خشبيٌ مهزوز يصل بين طرفي الوادي..
مشى منصور فوق الجسر بحذر.. فلما بلغ منتصفه وإذا به يسمع صوت تنهد مخلوقٍ جبار كاد أن يشق أذنيه..
فنظر منصور الى قعر الوادي فراعه أن يشاهد ذلك التنين الفظيع وهو يقبع مضطجعاً هناك في القاع..
الكاتب باسم الكعبي

البقية في الجزء الأخير..

IMG_0367.jpeg
 

The last Don

Maybe I
إنضم
9 أكتوبر 2014
المشاركات
40,557
مستوى التفاعل
12,593
النقاط
113
اقتباسات لــ فيلسوف مدرسة المهاجر "[BGCOLOR=rgb(247, 218, 100)]ميخائيل نعيمة[/BGCOLOR]" (1889_1988.م) :

1_ حُكم الأكثرية حكم الأغبياء. فما كان العقلاء يومًا إلّا قلّة في الأرض.

2_ البشر عبيد عاداتهم.

3_ الغرب رمز الطموح، والشرق رمز القناعة.

4_ قبل أن تفكروا بالتخلص من حاكم مستبد , تخلصوا مما يستبد بكم من عادات سيئة وتقاليد سوداء.

5_ ليس من المنطق في شيء أن تتباهى بالحرية و أنت مكبل بقيود المنطق.

6_ والحرب لو يعلمون لا تستعر نيرانها في أجواف المدافع , بل في قلوب الناس وأفكارهم أيضاً.

7_ عجبت لمن يغسل وجهه عدة مرات في النهار ولا يغسل قلبه مرة واحدة في السنة.

8_ الحرية ثمرة نادرة تثبت على شجرة نادرة تدعى الفهم.

9_ سقيت زهرة في حديقتي كان قد برح بها العطش ، فلم تقل لي شكراً و لكنها انتعشت فانتعشت أنا.

10_ لولا الحبّ، ما تذوَّقَ الإنسانُ سعادة الوجودِ، ولا انتشى بخمرة الحياة.

11_ما أضيق فكرى ما دام لا يتسع لكل فكر.

12_وكيف لمن يبصر ما لا يبصره الناس ويسمع ما لا يسمعونه إلا أن يكون مجنوناً في عرف الناس ؟.

13_ و متى كان الله بحاجة إلى دين إنسان ؟ إنما أحتاج إليه لأجعله ديني، و لا يحتاج إليّ لأدين به.

14_ متى اتسع نطاق محبتك، اتسع نطاق الجمال في حياتك. لأنك لا تستطيع أن ترى قباحة في ما تحب، ولا جمالاً في ما تكره

15_ ما تفهمه من كلامى فهو لك وما لا تفهمه فهو لغيرك.

16_ من قال أنه يعطي ولا يأخذ فقد أخذ فوق ما يستحق.

17_ انتهت الحرب ، في ذلك اليوم رقص الملايين من الناس في شتى بقاع الأرض ،وغنوا وسكروا وعربدوا ،إلا الذين تذوقوا طعم الحرب ،أولئك ظلوا صامتين.

18_ قويت نظرك بالمجهر والمرقب ،فهل قويت فهمك لما أنت ناظر ؟

19_ الكلام مزيج من الصدق والكذب. أما السكوت فصدق لا غش فيه.لذلك سكت والناس يتكلمون.

20_ قولهم أن الحب أعمى مبالغة ، والحقيقة هي أن الحب بعين واحدة.

21_عيبنا نحن الشرقيون أننا كرماء للغاية ،حتى أننا نعطي قلوبنا لأول عابر سبيل.

22_ ما من مصيبة إلا الجهل ، فالمصيبة تثقل على قدر جهلنا مصدرها ومعناها، وتخف على قدر فهمنا معناها ومصدرها.

23_فما دامت غايتك من مذهبك الوصول إلى الله وغايتي من مذهبي الوصول إلى الله، فما شأنك معي أيّ طريق أسلك إلى الهدف ؟

24_ ولو أن البشر عرفوا الله لما قسموه إلى عبراني ومسيحي ومسلم وبوذي ووثني، ولما أهرق إنسان دم إنسان، ولا أبغض إنسان إنساناً من أجل الله.

25_ إن أوسع اللغات و أجملها و أبسطها. تلك هي لغة الأفكار والقلوب ، أما لغة الشفاه و الألسنة فسلم يصعد به البشر إلى لغة الأفكار والقلوب.

26_ السلام لايولد في المؤتمرات الدوليه بل في قلوب الناس وأفكارهم.

27_ ملوك العبيد ملوك عبيد.

28_ لكل كلمة أذن،ولعل أذنك ليست لكلماتي .. فلا تتهمني بالغموض.

29_ من حقنا أن نشك في ما ورثناه عن أسلافنا. ومن حق شبابنا أن يشك في ما ورثه عنا.

30_كم من ناس صرفوا العمر في إتقان فن الكتابة ليذيعوا جهلهم لا غير.

31_ ما أكثر الناس وما أندر الإنسان.

‏32- لا بدّ لي من ساعات أعتزل فيها الناس ، لأهضم الساعات التي صرفتها في مخالطتهم.

33-عندما تصبح المكتبة ضرورة كالطاولة والسرير والكرسي والمطبخ؛ عندئذ يمكن القول بأننا أصبحنا قومًا متحضرين

34- ففي قرارة نفسي اليوم إيمان عميق جدًا ،إيمان لا يتزعزع بأنَّ المحبة وحدها هي المفتاح

35- لا تقُل أن الحياة تعب قبل أن تتيقّن من أن الموت راحة. و إلاّ خسرت صداقة الاثنين.

36-الغني من أستغنى عن الشيء لا به

37-يوم يفر الإيمان من نفسك تفر نفسك منك ،ويوم يكف قلبك عن العطاء يجف

38-. فأنا ما عرفت في كلّ من قرأت لهم من العرب رجلاً دانت له اللغة مثلما دانت لابن أبي طالب

39-وقت الدرس كل وقت. ودرس لا تنتفع به الآن ستنتفع به فيما بعد

40-البغض إذا قوبل ببغض ولد بغضاً. و إن هو قوبل بالمحبة فإما يصاب بالعقم فينقرض نسله، و إما يتلقح بالمحبة فينقلب محبة.

41- لا غربة في الكون على الإطلاق إلا غربة الإنسان عن نفسه وعن ربه .

IMG_0399.jpeg
 

The last Don

Maybe I
إنضم
9 أكتوبر 2014
المشاركات
40,557
مستوى التفاعل
12,593
النقاط
113
"حين يتم الشفاء من تجربة مؤلمة، نتذكر ونحن نبتسم في حزن، أن لدينا الآن أفكاراً جديدة بشأن الناس والطبيعة ومختلفة عن التي كانت لدينا فيما سبق، وكأن ستاراً قد وقع. ولكننا نشعر بالسلوان والعزاء برؤيتنا مجدداً للأنوار المعتدلة أنوار الحياة، وخروجنا من ذلك اليوم القاسي الذي كنا نرى من خلاله الأشياء وعبر الأشياء حين كنا نعاني"

✍️فريدريك نيتشه

IMG_0400.jpeg
 

The last Don

Maybe I
إنضم
9 أكتوبر 2014
المشاركات
40,557
مستوى التفاعل
12,593
النقاط
113
فِي كِتَابه «مَهزلة العَقْل البَشري»،
يذكر المفكر علي الوردي قصّة معبرة يَقول فِيهَا:

(يُحكَى أنَّ جَمَاعة مِن الفِئرَان، اجتَمعُوا ذَات يَوم، ليُفكِّروا فِي طَريقة تُنجيهم مِن خَطَر القِطِّ، وبَعد جَدَلٍ عَنيف، قَام ذَلك الفَأر المُحتَرَم، فاقتَرَح عَليهم أَنْ يَضعوا جَرسًا رَنَّانًا فِي عُنق القِطّ، حَتَّى إذَا دَاهمهم؛ سَمعوا بِهِ قَبل فَوَات الأَوَان، وفَرّوا مِن وَجهه. إنَّه اقترَاحٌ رَائِع لَا رَيب فِي ذَلك، ولَكن المُشكِلَة الكُبرَى؛ كَامِنَة فِي كَيفية تَعليق الجَرَس عَلَى عُنق القِطّ، فمَن هو ذَلك العَنتَري الذي يَستَطيع أَنْ يَمسك بعُنق القِطِّ، ويَشدّ عَليه خيط الجَرَس، ثُمَّ يَرجع إلَى قَومهِ سَالِمًا غَانِمًا؟.. نَسَي صَاحبنَا الفَأر، أَنَّ اقترَاحه لَا يُمكن تَطبيقه عَمليًا، فالقِطّ سَوف يَأكل كُلّ مَن يُريد أَنْ يَشدّ عَلى عُنقه جَرَسًا مِن مَعَاشِر الفِئرَان)..!
المغزى من القصة هو أنه لا ينبغي في الفكرة أن تكون رائعة وجميلة بحد ذاتها...بل المهم أن تكون عملية...إن الفكرة تشبه المفتاح...لا يهم إن كان ذهبا أو خشبا أو نحاسا...المهم هو أن يفتح الباب

#علي_الوردي

IMG_0402.jpeg
 

The last Don

Maybe I
إنضم
9 أكتوبر 2014
المشاركات
40,557
مستوى التفاعل
12,593
النقاط
113
الجزء الأخير من حكاية.. تفاحة الصبا
الكاتب باسم الكعبي

مشى منصور فوق الجسر بحذر.. فلما بلغ منتصفه وإذا به يسمع صوت تنهد مخلوقٍ جبار كاد أن يشق أذنيه..
فنظر منصور الى قعر الوادي فراعه أن يشاهد ذلك التنين الفظيع وهو يقبع مضطجعاً هناك في القاع..
كان يبدو نائما.. وكان صوت التنهد الذي سمعه هو صوت شخير الوحش..

ابتلع منصور ريقه بصعوبة وقد أرعش الخوف أوصاله وهو يطالع التنين، ويفكر في أنه سيصحو في أية لحظةٍ وسينقض عليه ويلتهمه او يحرقه مع الجسر..
لكن منصور تحرك أخيراً حتى أنه بالكاد تخطى الجسر..
فلما بلغ الطرف الآخر من الوادي، إستلقى أرضاً وهو يحمد الله على تخطيه تلك المرحلة..

إستأنف منصور بعد ذلك المسير نحو القلعة حتى بلغها..
وهناك.. قابل سيد القلعة، وكان رجلاً صارماً شديد البأس، والذي ما إن علم بمراد منصور حتى وافق على طلبه.. لكنه اشترط عليه أولاً أن يحضر له الحصان الابيض وحيد القرن، والذي يملكه شيخ (تحذير رابط هكر لاتضغط عليه)..
وأمام هذا التحدي الجديد، وافق منصور على شرط الحاكم في سبيل إنقاذ والدته.. فلم يضيع الحاكم مزيداً من الوقت على منصور، وأشار له الى الطريق المؤدي الى (تحذير رابط هكر لاتضغط عليه)..
لكنه حذره من وحش الغاب الاسود الذي بسببه لا يجرؤ أحدٌ أبداً على الاقتراب من (تحذير رابط هكر لاتضغط عليه)..

سار منصور على بركة الله نحو (تحذير رابط هكر لاتضغط عليه) حتى بلغها.. فدخلها وهو يخشى أن يطاله الوحش بمخالبه المقيتة في أية لحظة..
وبينما هو على تلك الحال، وإذا به يسمع صوت زئيرٍ هائل قد شقّ صداه أرجاء (تحذير رابط هكر لاتضغط عليه).. فتسمّر منصور في مكانه وقد جمد الدم في عروقه..
لكن صوت الزئير استمر حتى شعر منصور أن ذلك الزئير يحمل من نبرة المعاناة أكثر مما يحمل من نبرة التخويف.. فاستنتج أن الوحش صاحب تلك الزمجرة ربما يعاني من ورطةٍ ما..
فتتبع الصوت حتى استطاع أن يلمح من بين الاحراش أسداً ضخماً ذا لونٍ أشد سواداً من الليل البهيم.. أما شعر رأسه ورقبته فذو لونٍ ذهبي أخّاذ..
كانت إحدى قائمتي الاسد الاماميتين قد انحشرت بين صخرتين.. وكان الاسد يحاول تخليص نفسه فلا يفلح، لذلك كان يزأر بيأس..
أدرك منصور أن هذه هي فرصته الذهبية ليعبر (تحذير رابط هكر لاتضغط عليه) مستغلاً مصيبة الوحش..
لكن الفتى الطيب تطلع مطولاً الى الاسد.. ثم قرر مساعدته، لأنه ببساطة لا يستطيع تركه على تلك الحالة..

تقدم منصور من الاسد بتأني... وما إن رآه الوحش حتى نهض وزأر على الفتى بفظاعةٍ الى درجة أن ريح الزئير قد بلغت منصور فأغلق عينيه لكنه قال :
أمي على وشك الموت.. وهي بحاجة ماسة الى المساعدة.. لذلك فأنا أعرف شعور من هم بحاجةٍ للعون..
ولهذا السبب سأساعدك يا صديقي ولكن ارجوك لا تأكلني وإلا قضيتَ على أمي كذلك..

وهنا.. وأمام دهشة منصور، نطق الاسد قائلا :
أنت تساعدني أيها الكائن الضئيل؟؟!!!
أشار منصور الى رأسه وقال :
هذه الرأس لم تخلق لوضع القبعات فقط..

مضى منصور، ثم عاد بعد لحظاتٍ وهو يحمل جذع شجرةٍ طويلٍ ورفيع وحشر أحد طرفيه بين الصخرتين.. ثم أمسك بطرفه الثاني وسحبه نحو الأسفل بكل ما أوتي من قوةٍ حتى تحركت الصخرة بما يكفي ليحرر الاسد قائمته..

نط الاسد من مكمنه ودار حول منصور وهو يفترسه بنظراته القاسية، فأغمض منصور عينيه وهو يرتقب مصيره الذي ستقرره له تلك الفكوك الجبارة..
وبعد لحظاتٍ محمومة،تحركت فكوك الاسد بالقول :
هيا اصعد على ظهري وسأحملك الى أي مكانٍ ترغبه..

وهكذا اعتلى منصور ظهر الوحش بسعادة، فانطلق يجري به حتى بلغ مكان شيخ (تحذير رابط هكر لاتضغط عليه) دون أن يجرؤ أي مخلوقٍ على اعتراض طريقهما..
ثم أنزل الاسد منصور وقال :
لا أستطيع الاقتراب أكثر.. لأن شيخ (تحذير رابط هكر لاتضغط عليه) قد أحاط منطقته بتعاويذ سحرية تمنع كل مخلوقات (تحذير رابط هكر لاتضغط عليه) من الدخول إليه.. فما هو إلا ساحرٌ شرير ومؤذي..

دخل منصور بيت الشيخ.. فلما علم من الفتى عن مراده حتى أشار الشيخ الى جبلٍ بعيد وقال :
خلف ذلك الجبل، تتواجد أجمل فتاةٍ على ظهر البسيطة.. أسيرةٌ لدى ساحرة الجبل... فإذا أحضرتها لي فسأعطيك الفرس الفريد وحيد القرن..

عاد منصور لارتقاء ظهر الاسد الذي انطلق يسابق به الريح بوثباته الخاطفة حتى بلغ الجبل.. فتسلقه منصور تاركاً الوحش الاسود ينتظره على السفح ريثما يكمل الفتى مهمته..
وعندما أدرك منصور الجانب الآخر من الجبل، وإذا به يجد نفسه أمام كوخٍ بسيط... وأمام الكوخ، تجلس أجمل فتاةٍ وقعت عيناه عليها..
حينها.. أدرك الفتى أنها هي الفتاة المطلوبة، لأنه لا يمكن أن توجد فتاة أجمل من هذه ولا أحلى.. هكذا فكر منصور..

كانت الفتاة تغزل الصوف على آلة المغزال بلا انقطاع.. وحتى عندما اقترب منصور منها وسلّم عليها، فإنها لم تترك عملها لحظة.. بل ردت السلام وهي منهمكةٌ بالعمل..
فطلب منصور منها مرافقته.. لكنها اعتذرت وقالت :
لا أستطيع... فلو توقف هذا المغزال عن العمل، فسوف تأتي الساحرة فوراً وستقتلنا معا..
فكر منصور قليلاً ثم قال :
بل ستأتين معي دون أن يتوقف المغزال عن العمل..
قالت :
وكيف ذلك؟؟
أشار منصور الى رأسه وقال :
هذه الرأس لم تخلق لتوضع عليها القبعات فقط..

ثم قام بتسلق الكوخ حيث توجد آلةٌ للرياح موضوعةً على قمة الكوخ، وهي عبارةٌ عن قضيبٍ معدني ذو أربعة جوانح، تدور حول نفسها باستمرار بسبب الريح التي لا تنقطع عن الهبوب على سفح ذلك الجبل..
وبعد ذلك قام بربط خيطٍ رفيع بتلك الآلة، ثم وصل الطرف الأخر من الخيط بالمغزال الذي في الأسفل..
وبعد أن انتهى من عمله، مد يده نحو فتاة المغزال وطلب منها أن تبتعد عن الآلة..
فنظرت إليه الفتاة بعينيها الجميلتين ثم سحبت يديها شيئاً فشيئاً وأمسكت بيد منصور ونهضت عن المغزال... فاستمر المغزال بالعمل بتأثير قوة الرياح..

شعرت الفتاة بسعادةٍ عظيمة بعد أن تحررت أخيراً من عبودية العمل على المغزال..
فبعد شهورٍ طويلة قضتها تحت رحمة الساحرة، ها هي تستمتع لأول مرةٍ بالأشياء من حولها.. وذلك بفضل تدخل منصور.. فشكرته جزيل الشكر..

جر منصور الفتاة معه للنزول من الجبل.. وما إن رأت الأسد حتى صرخت وتعلّقت بمنصور.. فابتسم الاخير وطمأنها بأن ذلك الوحش صديقٌ لهما، ثم ركباه معاً فجرى بهما الوحش عائداً لشيخ (تحذير رابط هكر لاتضغط عليه)..
وأثناء الطريق شعر الاسد بحزن منصور، فسأله عن السبب فأجاب الفتى :
لم تكد تلك الفتاة المسكينة تتحرر من قيد الساحرة، حتى كُتب عليها أن أزج بيدي بها الى ساحرٍ آخر..
قال الاسد :
لا تقلق يا منصور... أود أن أخبرك بأنني لست وحشاً عاديا... فأنا في الحقيقة أسدٌ عجيب.. وبإمكاني مساعدة الفتاة وتخليصها من هذه الورطة..

طلب الاسد من الفتاة شعرةً واحدة من رأسها.. ثم طلب منها أن تشد تلك الشعرة على أحد مخالبه، فلما فعلت ذلك وإذا بالاسد يتحول الى فتاةٍ هي طبق الأصل عن فتاة المغزال.. فذهلت الفتاة حتى شعرت وكأنها تنظر في المرآة..
ففهم منصور أن الاسد سيرافقه الى شيخ (تحذير رابط هكر لاتضغط عليه) على أنه فتاة المغزال.. غير أن الفتى تسائل قائلا :
لكنك أخبرتني أنك لا تستطيع الدخول الى عرين الشيخ بسبب وجود تعاويذ سحرية محيطة بالمكان.. فكيف سنقنعه بإدخالك الى الكوخ؟؟

هنا.. طلب الاسد من منصور أن يحضر له حيواناً صغيراً من مخلوقات (تحذير رابط هكر لاتضغط عليه).. فأحضر له الفتى أرنباً صغيراً فحمله الاسد وهو بشكل الفتاة بين يديه.. ثم تقدما معاً نحو كوخ شيخ (تحذير رابط هكر لاتضغط عليه) فيما اختبئت فتاة المغزال الحقيقية بين الاحراش بانتظار ما سيحدث..

سر شيخ (تحذير رابط هكر لاتضغط عليه) سروراً عظيماً عندما شاهد منصور وقد أحضر الفتاة التي طلب منه إحضارها.. لكنهما كانا يقفان على عتبة بابه ولا يجرؤان على الدخول.. فصاح بهما الشيخ :
تفضلا تفضلا.. لماذا لا تدخلان؟؟
قال منصور :
الفتاة لا يمكنها الدخول لأنك أحطت منزلك بتعاويذ سحرية تمنع مخلوقات (تحذير رابط هكر لاتضغط عليه) من دخول بيتك.. وهذه الفتاة كما ترى تحمل بين يديها حيوانها المدلل الذي لا تفارقه لحظة.. وهو ينتمي لكائنات (تحذير رابط هكر لاتضغط عليه) ومحظورٌ عليه المرور كما لا يخفى عليك..

آنذاك.. رفع الشيخ ذراعه وقال :
لقد رفعت سحر التعاويذ مؤقتا.. ادخلا بسرعة قبل أن أخفض يدي..

سارع منصور والفتاة بالدخول.. فلما أصبحا داخل البيت أخفض الشيخ ذراعه وتقدم من الفتاة وهو يبدي إعجابه الشديد بها.. فطالبه منصور بالمهر الابيض وحيد القرن فسلّمه إياه الشيخ في الحال.. فامتطاه منصور وهرول به مبتعداً عن المكان..
وفي طريقه حمل معه فتاة المغزال الحقيقية ثم انطلقوا جميعاً نحو قلعة الحاكم..

أما بالنسبة للشيخ فقد صار يقترب أكثر وأكثر من الفتاة التي يظنها فتاة المغزال، فلما وضع يده عليها وإذا بها تتحول فوراً الى الوحش الأسود المخيف الطلعة!!!
وما إن شاهد الشيخ أنيابه القاطعة المحتشدة، حتى خر مصعوقاً على الأرض كالخشبة اليابسة..
وهكذا نجحت خطة الاسد في خداع شيخ (تحذير رابط هكر لاتضغط عليه) عن طريق إغرائه برفع تعاويذ الحماية كي يتمكن الاسد من الولوج وتنفيذ انتقامه..
فتحررت (تحذير رابط هكر لاتضغط عليه) أخيراً من سطوة شيخ (تحذير رابط هكر لاتضغط عليه) وأسحاره الشريرة..
فلما تم له ذلك، ركض الاسد مسرعاً حتى لحق بالمهر الابيض.. واستأذن منصور كي يعود الى غابته ليحكمها بعد زوال الشيخ..
فشكره منصور جزيل الشكر على كل ما قدمه إليه من مساعدة..
.
.
كان حاكم القلعة يقف في أعلى قلعته عندما أبصر منصور قادماً وهو يمتطي المهر الابيض وحيد القرن.. فسر بذلك كثيراً وأمر بفتح البوابات على مصاريعها استقبالاً لذلك المخلوق العجيب..

دخل منصور القلعة وترجّل مع فتاته من على ظهر الحصان ثم قام بتسليمه الى الحاكم..
فأمسك الحاكم بزمامه مبهوراً به وأشار لمنصور أن يدخل لوحده الى القاعة الكبرى حيث توجد شجرة تفاح الصبا، ليقطف منها حاجته ثم يغادر القلعة..

إلتفت منصور الى الفتاة وأخبرها أنه سيغيب عنها للحظاتٍ فقط..
فطلبت منه الفتاة أن يقطف أكثر من تفاحة إن استطاع ذلك..
فاستغرب منصور وسألها عن السبب..
فأجابته أنه سيعلم سر ذلك بعد حين..

وهكذا دخل منصور القاعة الكبرى.. فأدهشه منظر الشجرة التي تحمل على أغصانها تفاحات الصبا..
مد منصور ذراعه واقتطف واحدةً منها..
ثم تذكر كلام الفتاة فعاود قطف اثنتين أخريين..
ثم وضع التفاحات الثلاثة في منديله وشد على المنديل كالصرة وخرج من القاعة ثم من القلعة وبرفقته الفتاة..
لاحظت الفتاة أمارات الأسى تطغى على وجه منصور فسألته عن السبب فأخبرها بأنه يلوم نفسه لأنه قدّم بيديه ذلك المهر الرائع لهذا الحاكم الطاغي..
فقالت الفتاة :
لا داعي للقلق يا منصور.. فهذا المهر يختار سيده بنفسه.. ولن يأتمر إلا بأمر السيد الذي سيختاره..

أما الحاكم.. فقد عقد العزم على غزو البلاد وسبي العباد بواسطة ذلك المهر..
فأمر بإلباس المهر درعاً حديدية..
فلما تم ذلك، حاول الحاكم ركوب المهر.. لكن المخلوق انتفض وامتنع امتناعاً شديداً حتى حطم عن جسده الدرع الحديدية!!!!
ثم أخذ يرفس بقائمتيه الخلفيتين كل من يعترض طريقه..
تلا ذلك أن انطلق هارباً نحو بوابة القلعة.. فأمر الحاكم بغلق البوابة فتم الأمر..
لكن المهر استمر بالجري نحوها حتى خرج من قرنه المنتصب في أعلى جبهته شعاعٌ أبيض أصاب البوابة فحطمها!!!
ثم انطلق يجري من خلالها بحريةٍ حتى أدرك منصور، فاخفض المهر له جانبه فصاحت الفتاة بفرح :
منصوووور... لقد اختارك المهر سيداً له... ألم أقل لك ذلك؟؟

وهكذا ارتقى منصور وفتاة المغزال صهوة المهر وانطلقا عائدين الى القرية..
أما الحاكم فقد خاب مسعاه وعاد الى قلعته مخذولاً مدحورا..
.
.
وصل منصور الى الجسر الخشبي المعلّق المهزوز فقال :
اذا خطونا نحن الثلاثة فوق الجسر، فسوف ينهار بنا... لذا سنعبره واحداً تلو الآخر..

ارسل منصور حصانه أولاً فتخطى الجسر بنجاح..
ثم بعث بالفتاة فنجحت هي الأخرى..
ثم جاء الدور على منصور، فلما بلغ منتصف الجسر، وإذا بالتنين يستيقظ فيطير عالياً حتى بلغ منصور، فنظر إليه الوحش بعينين تشتعلان نارا، ثم فتح فكيه وأراد أن ينفث عليه اللهب.. فشعر منصور بحرارةٍ شديدة قادمة من فم التنين تمهيداً لانبثاق النار من جوفه.. فتسمّر في مكانه ولم يدرِ ما يصنع...
وهنا..
نادت عليه الفتاة بأن يرمي عليه إحدى التفاحات..
فأسرع منصور بإلقاء تفاحةٍ فسقطت في فم التنين المفتوح فابتلعها...
وما هي غير لحظات، حتى تضائل التنين وصغر في العمر والحجم الى أن أصبح بحجم طائر النسر.. فأخذ يطير هنا وهناك حتى توارى عن الانظار..
فذهل منصور من فاعلية تفاحة الصبا وقدرتها العجيبة على إرجاع العمر وقد استبد وتمادى..

وأخيراً بلغ منصور مشارف القرية..
وبينما هو يسير في بعض سككها، وإذا بشخصٍ قد كمن له من خلف الأحراش.. فباغت منصور وطرحه أرضاً ثم استولى على صرة التفاح فأخذها وانطلق يجري نحو دار أم منصور..
ولم يكن ذلك الشخص سوى طلال أخو منصور...
فهو بعدما انصرف الى الخان، مكث هناك عدة أيامٍ قضاها في اللعب واللهو حتى نفدت جميع النقود التي سرقها من منصور..
فراهن على فرسه فكان أن خسرها على طاولة القمار.. فتم طرده من الخان بعد أن أشبعوه ضرباً فعاد سيراً على قدميه الى القرية وكمن لمنصور بانتظار عودته حتى حظي به أخيراً فهاجمه وحدث الذي حدث...

أخذ المهر وحيد القرن يلعق بوجه منصور حتى أفاق من غشيته.. فهب فوراً نحو بيته مصطحباً معه الفتاة.. فشاهد هناك والدته وقد أضحت عجوزاً طاعنة في السن قد تساقطت أسنانها واحدودب ظهرها، وبجنبها طلال وقد وضع صرة التفاح مقابلها..
ثم فتح الصرة وهو يقول :
لقد أحضرت لكِ تفاحة الصبا يا أماه..
أنظري الى كدمات وجهي وتشقق قدميّ وستعرفين مقدار الأذى الذي تحملته في سبيل الحصول عليها..
أما منصور الجبان فقد سعى خلف النساء والجياد حتى أحضر معه هذه الفتاة وهذا المهر الممسوخ..

نظرت الام نحو منصور بأسفٍ وقالت :
لم أكن أتوقع منك هذا يا ولدي... ما هكذا ربيتك يا منصور..

ثم شرعت بالبكاء.. ولما اراد طلال أن يمد يده ليمسك بالتفاحة ويطعم والدته، وإذا بالعرافة تنطق قائلة :
لا يمس تفاحة الصبا إلا قاطفها... فلو لمسها من لم يقطفها لمات على الفور..

آنذاك.. جمد طلال في مكانه وامتنع عن مس التفاحة وهو ينضح عرقاً بسبب فضيحة الموقف، فلاحظت الام حيرته فارتابت في أمره..
تلا ذلك أن تقدم منصور بكل ثقة، فأمسك بإحدى التفاحتين بيده ورفعها نحو وجه أمه..
حينذاك.. فهمت الأم السبب وأدركت الحقيقة.. فجعلت تنظر بإكبارٍ نحو ولدها منصور..
ولما كانت الام بلا أسنان، فقد قام منصور بعصر التفاحة بكلتا يديه وأراق بضع قطراتٍ من مائها داخل فم والدته..
وما هي سوى لحظات.. حتى غطى النور أم منصور.. ثم تلاشى وقد عادت المرأة الى عمرها الطبيعي..
فهتف منصور فرحاً وعانق أمه وهو يشعر بسعادةٍ لا توصف..
فاعتذرت له أمه لأنها شكّت به وصدّقت زعم طلال.. فقفز طلال على قدمي أمه يقبلهما ويعتذر لها وهو يبكي، فقالت له :
أنا أمك يا طلال وسأغفر لك، لأن من طبع الأم أن تعفو عن أولادها مهما أسائوا بحقها..
لكن أخيك منصور أحق مني بأن تطلب صفحه ورضاه، لأن خيانتك له أعمق من خيانتك لي..
غير أن الأولى منا معاً في طلب المغفرة، هي نفسك يا طلال، لأنك أجرمت بحقها... فما لم تتصالح مع نفسك فلن تجد الصفاء والطمأنينة في حياتك أبدا..

زاد طلال من نشيجه وبكائه وقد تعلّق بقدمي أمه وأخيه يطلب منهما الصفح والسماح..
فرفع منصور أخيه عن الارض وقال :
قد سامحتك يا أخي.. لكن الزمن وحده هو الكفيل بإثبات صدق ندمك..
والزمن أيضاً هو الشاهد على توبتك عن أخطائك.. وذلك بعزمك على تغيير واقعك ونفسك نحو الأفضل إن شاء الله..

ثم قام منصور بتقديم فتاة المغزال الى والدته، فرحبت بها الأم وعانقتها وهنئتها بالسلامة..
ثم التفت منصور الى المهر وأثنى عليه لأنه حملهما من القلعة الى هنا خلال فترةٍ قصيرة جدا، ثم قال له :
الحمد لله الذي سخّرك لنا أيها المهر..
فبفضل سرعتك قطعنا شوطاً كبيرا.. فلو وصلنا متأخرين بيوم أو يومين، فلربما وجدنا أمي وقد غادرت الحياة.. فالشكر لك..

وبينما كان افراد العائلة مشغولين بتلك الأجواء المؤثرة، وإذا بمهران يقتحم المكان وقد شهد ما جرى من عودة أم منصور الى عمرها السابق..
فلقد كان مهران يواصل الحضور يومياً الى دار ام منصور.. ليس لتفقّدها والسؤال عنها، بل بغضاً وشماتةً بها.. فهو كان ينتظر بفارغ الصبر خبر وفاتها كل يوم..
فلما شاهد بعينه عودة ام منصور لحالتها الطبيعة، حتى فقد أعصابه فاقتحم الدار واختطف التفاحة الاخيرة وهي ملفوفةٌ بالمنديل، ثم شرع بالتهامها بشغفٍ فصاحت عليه العرافة :
إحذر... ليس كلها...

كان مهران يظن أنه سيعود شاباً فتيّا..
لكن الذي حصل انه عاد طفلاً في الثالثة من العمر بسبب تعمده أكل التفاحة كلها..
فلما شاهدته العرافة وهو ينظر ويلتفت بدهشة، حتى حملته وقالت :
سأقوم بتربيته من جديد على الأخلاق والخصال الحميدة.. وإن شاء الله سيتحول من مهران الجشع الى عضوٍ نافعٍ ومرحب به في قريتنا..

وهكذا عادت ام منصور لتمارس مهامها كعمدةٍ للقرية..
وتغير طلال ليصبح رجلاً جديراً بالإعتماد عليه..
أما منصور، فقد تزوج بالفتاة التي رزقه الله بها خلال رحلته للبحث عن تفاحة الصبا...

النهاية..


IMG_0460.jpeg
 

The last Don

Maybe I
إنضم
9 أكتوبر 2014
المشاركات
40,557
مستوى التفاعل
12,593
النقاط
113
كيف ينفصل الاصدقاء؟؟؟

يظن كل من الصديقين أن الآخر مشغول
فيمتنع عن الاتصال بالآخر خوفاً من أن يزعجه

ومع مرور الزمن..

يبدأ كل واحد يظن أن على الآخر أن يبادر بالاتصال أولاً
ويقول لنفسه لماذا أبادر أنا أولاً إذا كان هو لا يتواصل معي؟

وهنا ينقلب الود تدريجياً إلى بغض

وأخيراً وعند استمرار عدم التواصل تضعف الذاكرة
وينسى كل واحد صاحبه

لذا استمر على التواصل مع أرحامك وأقاربك وأصدقائك وأوصل لهم هذه الرسالة وقل لنفسك
أنا لا أريد أن أكون واحداً من الذين يضيعون احبابهم
ولذا فأنا سأرسل هذه الرسالة

لأقــــــــــــول ....

اعزائي ~ أنا بخير فهل أنتم بخير

IMG_0517.jpeg
 

الذين يشاهدون الموضوع الآن 1 ( الاعضاء: 0, الزوار: 1 )