أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام
أحد المتصفحات البديلة.
الشاعر نزار قباني سيرتة ومؤلفاته ومولده
رد: الشاعر نزار قباني سيرتة ومؤلفاته ومولده
عقدة المطر
أخاف أن تمطر الدنيا، و لست معي
فمنذ رحت.. و عندي عقدة المطر
كان الشتاء يغطيني بمعطفه
فلا أفكر في برد و لا ضجر
و كانت الريح تعوي خلف نافذتي
فتهمسين: تمسك ها هنا شعري
و الآن أجلس .. و الأمطار تجلدني
على ذراعي. على وجهي. على ظهري
فمن يدافع عني.. يا مسافرة
مثل اليمامة، بين العين و البصر
وكيف أمحوك من أوراق ذاكرتي
و أنت في القلب مثل النقش في الحجر
أنا أحبك يا من تسكنين دمي
إنت إن كنت في الصين، أو إن كنت في القمر
ففيك شيء من المجهول أدخله
و فيك شيء من التاريخ و القدر
رد: الشاعر نزار قباني سيرتة ومؤلفاته ومولده
فاطمة في الريف البريطاني
1
شهر ديسمبر رائع...
شهر ديسمبر في لندن ، هذا العام ، رائع
فبه هاجمني الحب ..
وألقاني جريحاً كمصابيح الشوارع..
هذه فاطمةٌ تلبس بنطالاً من الجلد نبيذياً..
وتوصيني بأن أمسكها من يدها كي لا أضيع
وهي تدري جيداً..
أنني من يوم ميلادي ، ببحر الحب ضائع
فلماذا في (هارودز) نسيتني؟
ولماذا غضبت مني .. لماذا أغضبتني؟
وهي تدري أنني من دونها..
لا أقطع الشارع وحدي..
لا ولا أدخل في المعطف وحدي..
لا ولا أشرب فنجاناً من القهوة وحدي..
لا ولا أعرف أن أرجع للفندق وحدي..
فلماذا في (هارودزٍ) صلبتني؟
فوق أكداس هداياها .. لماذا صلبتني؟
وهي تدري أنني أعبدها
من رأسها حتى الأصابع..
شهر ديسمبر رائع.
2
شهر ديسمبر ، يبقى ملكاً بين الشهور
فهو أعطاني مفاتيح السماوات..
وأعطاني مفاتيح العصور..
ورماني كوكباً مشتعلاً
حول نهديك يدور..
سقطت في لندنٍ ، كل التواريخ،
وغابت تحت جفنيك جبالٌ وبحور..
شهر ديسمبر ، ألغاك .. وألغاني..
فنحن الآن ضوءٌ غير مرئيٍ..
وعطرٌ .. وبخور..
شهر ديسمبر .. مجنونٌ تعلمت به.
أن تثوري..
وتعلمت به كيف أثور..
شهر ديسمبر ..
ألغى عقدة الحب التي نحملها
فإذا بي مثل عصفورٍ طليقٍ..
وإذا بك ، يا فاطمةٌ ،
دون جذور..
3
لندنٌ .. باردةٌ جداً..
فيا فاطمةٌ..
إفتحي فوقي مظلات الحنان
لندنٌ قاسيةٌ جداً..
وإني خائفٌ جداً..
فردي لي شعوري بالأمان
خبئيني تحت قفطانك ، يا فاطمةٌ
مثل طفلٍ..
فلقد ضيعت أبعادي، وأبعاد المكان
حاولي أن تصبحي أمي .. كما أنت الحبيبه
من زمانٍ .. لم أضع رأسي على صدرٍ حنونٍ..
من زمان...
4
لندنٌ حبي..
وفي باركاتها غنيت أحلى أغنياتي
لندنٌ مجدي..
ففيها قد تغرغرت بأولى كلماتي..
لندنٌ حزني..
على كل رصيفٍ دمعةٌ من دمعاتي
لندنٌ عاصمة القلب..
وفيها قد تلاقيت بست الملكات..
لندنٌ،
تعرف وجهي جيداً..
فأنا جزءٌ من اللون الرمادي..
ومن أعمدة النور..
وأضواء الميادين..
وصوت القبرات..
منذ أن جئت إليها عاشقاً
أصبحت لندن إحدى المعجزات..
لندنٌ .. تأخذني كالطفل في أحضانها..
وطوال الليل، تتلو من كتاب الذكريات..
لندنٌ صاحبة الفضل .. فقد
علمتني العشق في كل اللغات...
5
هذه فاطمةٌ..
تقتحم التاريخ من كل الجهات..
إنها تدخل كالإبرة..
في كل تفاصيل حياتي..
آه .. كم تعجبني فاطمةٌ..
عندما تجلس كالقطة بين المفردات..
تأكل الفتحة .. والضمة .. في شعري..
وتبتل بأمطار دواتي..
مبحرٌ في زمن الكحل..
ولا أدري لأين؟
مبحرٌ فيك .. ولا أدري لأين؟
يا صباح الخير.. يا عصفورتي
أنا في أحسن حالاتي..
فما أطيب القهوة في قربك..
ما أرشق هاتين اليدين..
ثم ما أروع أن يكتشف الإنسان
في ذات صباحٍ لندنيٍ..
في مكانٍ ما.. على ظهر الحبيبه...
شامتين...
لم تكونا، عندما جئت مساء البارحه..
مولودتين...
فاتركيني.. أضفر الشعر الذي
طال في لندن، من فرط حناني، بوصتين..
واتركيني..
أمسك الشمس التي تغطس بين الشفتين..
أتركيني ، أوقف التاريخ يا فاطمةٌ
لحظةً .. أو لحظتين..
أخذوا كل عناويني.. ولم يبق أمامي
غير هذا الشارع الضيق بين الناهدين...
7
لندنٌ تمطرني ثلجاً .. وأبقى باشتهائي بدويا..
لندنٌ تمنحني كل الثقافات .. وأبقى بجنوني عربيا..
لندنٌ تمطرني عقلاً .. وأبقى فوضويا..
لندنٌ تجهل حتى الآن .. من أنت لديا
آه .. يا سنجابة الليل التي تدخل في الأعماق
رمحاً وثنيا...
إن تاريخك قبلي كان تاريخاً غبيا
إن عصري قبل أن يرسلك الله إليا
كان عصراً حجريا..
فاشربي شيئاً من الخمر معي..
إشربي شيئاً من الحلم معي..
إشربي شيئاً من الوهم معي..
إشربي شيئاً من الفوضى معي..
إشربي حتى تصيري امرأةً..
واتركي الباقي عليا..
شهر ديسمبر يأتي
لابساً معطف شاعر
شهر ديسمبر يهديني دموعاً .. وشموعاً .. ودفاتر..
هذه فاطمةٌ تلبس كيمونو من الصين..
موشى بالأزاهر..
شاي بعد الظهر من بين يديها
مهرجاناتٌ من اللون..
وموسيقى أساور..
لم تكن فاطمةٌ مشرقة الوجه
كما كانت (بمارلو)..
لم تكن صافية العين كما كانت (بمارلو)..
لم تكن معتزة النهدين من قبل..
كما كانت (بمارلو)..
لم تكن ملفوفة الخصر..
كما كانت (بمارلو)..
إنني آمنت أن الحب ساحر..
9
هذه فاطمةٌ..
تغسل نهديها النحاسيين بالماء.. كطائر
وأنا في الغرفة الخضراء أستلقي سعيداً
تحت أشجار الكاكاو..
وهتافات المرايا والستائر..
فاشربي شيئاً من الشعر معي..
فأنا _ دونك يا سيدتي_ لست بشاعر
إشربي حتى تصيري امرأةً..
إن حبي لك مجنونٌ .. وملعونٌ..
ووحشي الأظافر..
ورق الأشجار في (مارلو)..
نحاسيٌ .. وورديٌ .. وأصفر..
ولقائي بك في الريف البريطاني
حلمٌ لا يفسر..
والعصافير ترى ثغرك في أحلامها
وردةً .. أو نجمةً .. أو قرص سكر
وأنا معتقلٌ ما بين نهديك ..
ولا أطلب – يا سيدتي- أن أتحرر..
آه .. يا قطة (مارلو)..
ليتني أقدر أن أغرق في فروك أكثر...
ليتني أقدر أن أبقى..
بهذا الفندق الضائع بين الغيم أكثر.
ليتني أقدر أن أدخل في جلدك..
في شعرك..
في صوتك أكثر..
آه .. يا أيتها الأنثى التي لا تتكرر
هل عشقت امرأةً قبلك.. يا فاطمةٌ؟
إنني لا أتذكر..
هل سأهوى امرأةً بعدك .. يا فاطمةٌ
إنني لا أتصور..
11
آه .. يا قطة (مارلو) الساحره
علميني .. كيف تلغى الذاكره
هل سألقاك (بمارلو)؟.
بعد عامٍ ، ربما ، أو بعد شهر..
فتنامين على أعشاب صدري..
وتفيقين على أعشاب صدري..
قبل (مارلو) ليس لي عمرٌ .. فأنت الآن عمري..
بعد (مارلو) سيقول الناس:
ما أجمل عينيك .. وما أعظم شعري..
لم أشاهد ليلة القدر.. فهل
أنت ، يا فاطمةٌ ، ليلة قدري؟؟
12
أرجعيني مرةً أخرى إلى (مارلو)..
ففيها عشت عصري الذهبيا..
لم ير الريف البريطاني من قبلك
عينين تقولان كلاماً عربيا..
قبل أن ألقاك في فندق (مارلو)
كنت إنساناً..
وأصبحت نبيا
أرجعي لي غرفتي في ملتقى النهر،
وأحلامي..
وركني الشاعريا..
قبل (مارلو) لا يساوي العمر شيا
بعد (مارلو) لا يساوي العمر شيا
إن عينيك هما ما كتب الله عليا
فاتركيني نائماً بينهما..
واقفلي الباب عليا..
رد: الشاعر نزار قباني سيرتة ومؤلفاته ومولده
نزلت إلى حديقتنا
اليوميات
(14)
نزلت إلى حديقتنا ..
أزور ربيعها الراجع
عجنت ترابها بيدي
حضنت حشيشها الطالع ..
رأيت شجيرة الدراق
تلبس ثوبها الفاقع
رأيت الطير محتفلاً
بعودة طيره الساجع
رأيت المقعد الخشبي
مثل الناسك الراكع
سقطت عليه باكيةً
كأني مركبٌ ضائع ...
أحتى الأرض يا ربي ؟
تعبر عن مشاعرها
بشكلٍ بارعٍ .. بارع
أحتى الأرض يا ربي ؟
لها يومٌ .. تحب به ..
تبوح به..
تضم حبيبها الراجع
رفوف العشب من حولي ..
لها سببٌ .. لها دافع
فليس الزنبق الفارغ
وليس الحقل ، ليس النحل ،
ليس الجدول النابع
سوى كلمات هذي الأرض ..
غير حديثها الرائع ...
أحس بداخلي بعثاً
يمزق قشرتي عني
ويسقي جذري الجائع
ويدفعني لأن أعدو..
مع الأطفال في الشارع
أريد ..
أريد أن أعطي
كأية زهرةٍ في الروض
تفتح جفنها الدامع
كأية نحلةٍ في الحقل
تمنح شهدها النافع
أريد ..
أريد أن أحيا
بكل خليةٍ مني
مفاتن هذه الدنيا ..
بمخمل ليلها الواسع
وبرد شتائها اللاذع
أريد ..
أريد أن أحيا ..
بكل حرارة الواقع
بكل حماقة الواقع ...
رد: الشاعر نزار قباني سيرتة ومؤلفاته ومولده
مدينتنا
اليوميات
- - -
(28)
مدينتنا ..
تظل أثيرةً عندي.
برغم جميع ما فيها..
أحب نداء باعتها
أزقتها
أغانيها
مآذنها .. كنائسها
سكاراها .. مصليها ..
تسامحها ، تعصبها
عبادتها لماضيها ..
مدينتنا – بحمد الله –
راضيةٌ بما فيها..
ومن فيها ..
بآلافٍ من الأموات
تعلكهم مقاهيها ..
لقد صاروا ، مع الأيام ،
جزءاً من كراسيها ..
صراصيرٌ محنطةٌ
خيوط الشمس تعميها
مدينتنا ..
وراء النرد ، منفقةٌ لياليها
وراء جريدة كسلى
وعابرة تعريها ..
فلا الأحداث تنفضها
ولا التاريخ يعنيها ..
مدينتنا .. بلا حب
يرطب وجهها الكلسي .. أو يروي صحاريها
مدينتنا بلا امرأةٍ ..
تذيب صقيع عزلتها
وتمنحها معانيها ..
رد: الشاعر نزار قباني سيرتة ومؤلفاته ومولده
مع الوطن في زجاجة براندي
عندما أشتاق للوطن
أحمله معي إلى خمارة المدينه..
وأضعه على الطاوله
أشرب معه حتى الفجر
وأحاوره حتى الفجر
وأتسكع معه في داخل القنينة الفارغه..
حتى الفجر..
وعندما يسكر الوطن في آخر الليل..
ويعترف لي أنه هو الآخر.. بلا وطن..
أخرج منديلي من جيبي
وأمسح دموعه..
رد: الشاعر نزار قباني سيرتة ومؤلفاته ومولده
الكلمات بين أسنان رجل المخابرات
1
وأخيراً .. شرفوني .
كان قلبي دائماً ينبئني ..
أنهم آتون …
كي يعتقلوا الكلمة .. أو يعتقلوني ..
ولذا .. ما فاجأوني .
كسروا أبواب بيتي في جنيفٍ
لوثوا ثلج سويسرا ..
ومراعيها .. وأسراب الحمام ..
وتحدوا وطن الحب ، وإنجيل السلام .
وضعوا شعري بأكياسٍ ..
فهل شاهدتم ؟
دولةً تسرق عطر الياسمين
يا لها من غزوةٍ مضحكةٍ
سرقوا حبري ، وأوراقي ، ولم ..
يسرقوا النار التي تحت جبيني
إنني أسكن في ذاكرة الشعب ..
فما هم .. إذا هم سرقوني ؟؟…
2
وأخيراً .. دخلوا غرفة نومي ..
واستباحوا حرماتي
بعثروا أغطيتي ..
شمشموا أحذيتي ..
فتحوا أدويتي ..
دلقوا محبرتي ..
رقصوا فوق بياض الصفحات .
غزوةٌ تافهةٌ جداً .. ككل الغزوات
أي عصرٍ عربيٍ ؟
ذلك العصر الذي أفتى بقتل الكلمات ؟
أي عصرٍ معدنيٍ ؟
ذلك العصر الذي يفزع من صوت العصافير ،
وشدو القبرات .
أي عصرٍ لا يسمى ؟
ذلك العصر الذي يحبسنا
خلف أسوار اللغات .
أي عصرٍ ماضويٍٍ .. فوضويٍ .. بدويٍ ..
قبليٍ .. سلطويٍ .. دمويٍ ؟.
ذلك العصر الذي يطلق النار علينا
ثم يرمي جثث الكتاب ..
في قعر الدواة ؟؟
3
وأخيراً .. بلغوني ..
أنهم كانوا هنا ..
فلماذا بلغوني ؟
إنني أعرف بالفطرة أصوات بساطير العساكر …
وأنا أعرف بالفطرة ،
أوصاف ، وأحجام ، وأسماء الخناجر ..
جهزوا جيشاً خرافياً
لكي يقتحموا عزلة شاعر ..
تركوا خلفهم الروم .. لكي
يعلنوا الحرب على ريشة طائر ..
قدموا من آخر العالم ،
حتى يسرقوا بعض الدفاتر ..
آه .. كم هم أغبياء .
حين ظنوا أنهم
يقتلون الشعر إن هم قتلوني …
لم أكن أعرف ما حجمي ..
إلى أن هاجموني ذات ليله ..
فتأكدت بأني ..
شاعرٌ يرعب دوله …
4
وأخيراً .. شرفوني
لم يكونوا من بلاد الباسك..
أو من جيش إيرلندا ..
ولا هم من عصابات شيكاغو ..
إنني أعرف من هم غرمائي ..
فلماذا أرسلوا خلفي كلاب الصيد كي تنهشني ؟
هل كلاب الصيد صارت ..
تتسلى عندنا في أكل لحم الشعراء ؟؟
إنهم يدرون أن الشعر عندي .. هو فن الكبرياء
وهم يدرون أن لا أحداً نفض الغبرة عن كعب حذائي ...
وهم يدرون أني ..
لم أقدم لسوى الله ولائي …
5
وأخيراً .. شرفوني .
حاولوا أن يفتحوا ثقباً بتاريخي
وأن يكسروا أنف غروري .
نبشوا أصلي . وفصلي . وجذوري.
نثروا قطن مخداتي .. وناموا في سريري .
قرأوا كل رساله ..
وبيانات المصارف .
بحثوا عن ئبر نفطٍ .. كنت قد خبأته تحت الشراشف !!
حاولوا أن يجدوني واقفاً في طوابير العماله ..
أعميلٌ أجنبيٌ ؟ بعدما حفر الحزن دروباً في جبيني
أعميلٌ أجنبيٌ ؟ . بعدما قدمت روحي ..
للملايين .. وقدمت عيوني …
6
حاولوا أن يمسكوني ..
وأنا أرهن في السوق السياسي ، ثيابي ..
حاولوا أن يضبطوني ..
وأنا أقبض أتعابي على بيتٍ من الشعر كتبته ..
أو يسمون إماماً واحداً كنت قصدته ..
حاولوا أن يجدوا لي صورةً، وأنا أرقص في ديوان كسرى
أو أصب الخمر في عرس ثريٍ .. أو أمير ..
لم أكن يوماً من الأيام طبالاً ..
ولا زورت شعري .. وشعوري..
كان شعري دائماً أكبر من كل كبير ..
ليس عندي ذهبٌ .. أو فضةٌ ..
فرصيدي هو قلبي .. وضميري …
رد: الشاعر نزار قباني سيرتة ومؤلفاته ومولده
معجبة أنت لي
معجبة أنت لي
تقول : أغانيك عندي
تعيش بصدري كعقدي
لصيقٌ بكبدي
فمنه أكحل عيني
فبيتٌ بلون عيوني
وبيتٌ بحمرة خدي
فيذهب بردي
وأحفظ منه الكثير الكثير
كأنك رشة طيبٍ هريقٍ
تفشت ببردي
كسلة ورد
***
تسبيح ثغرٍ جميلٍ بحمدي !!.
تفشت ببردي
وحسبك أنك في كل بيتٍ
كسلة ورد
***
كفاني من المجد
تسبيح ثغرٍ جميلٍ بحمدي !!.
رد: الشاعر نزار قباني سيرتة ومؤلفاته ومولده
إلى رداء أصفر
مرحباً يا رداء.. يا صيحة الطيب
وصبحت بالرضا .. يا رداء
يا مريض الخيوط .. يا أصفر الهمس
صباحي عليك وردٌ وماء ..
من بدربي رماك ؟ شلال لونٍ
فطريقي براعمٌ خضراء ..
درت .. واحترت .. واحتفلت بصدرٍ
مسحته بكفها الكبرياء ..
إنسدل يا طويل .. دس فوق نهدٍ
زنبقيٍ .. صلى عليه الضياء..
من شحوبي غزلت ثوباً أنيقاً
ترتديه عملاقةٌ فرعاء ..
لك ما شئت .. معصمٌ ، وذراعٌ
ثم نهدٌ .. مخدةٌ بيضاء ..
لك بالخصر رقفةٌ .. وعلى الردف
انهيارٌ .. وشهقةٌ .. وارتماء
ووراء الوراء .. ثمة خيطٌ
أكلت منه حلمةٌ حمقاء ..
هي أعطتك ما تريد .. فصفق
واسترح يا رداء حيث تشاء ..
لحظةً .. يا معطر الخيط .. جاعت
بي للطيب ، شهوةٌ شهاء
أنت نفسي ، ولون خيطك لوني
وعطوري ، عطورك السوداء
فيك بعض الشتاء .. يا شاحب الخيط
وكل الفصول عندي شتاء ..
***
يا خريفية الرداء .. عروقي
تحت أمطار عطرك استجداء ..
رد: الشاعر نزار قباني سيرتة ومؤلفاته ومولده
فقاقيع
اليوميات
(32)
فما زالت بداخلنا
وما زلنا
نعيش بمنطق المفتاح والقفل ..
نلف نساءنا بالقطن .. ندفنهن في الرمل ..
ونملكهن كالسجاد ..
كالأبقار في الحقل
ونهزأ من قواريرٍ
بلا دينٍ ولا عقل ..
ونرجع آخر الليل ..
نمارس حقنا الزوجي كالثيران والخيل ...
نمارسه خلال دقائقٍ خمسٍ
بلا شوقٍ .. ولا ذوقٍ ..
ولا ميل ..
نمارسه .. كآلاتٍ
تؤدي الفعل للفعل ..
ونرقد بعدها موتى ..
ونتركهن وسط النار ..
وسط الطين والوحل
قتيلاتٍ بلا قتل
بنصف الدرب نتركهن ..
يا لفظاظة الخيل ...
وسط الطين والوحل
قتيلاتٍ بلا قتل
بنصف الدرب نتركهن ..
يا لفظاظة الخيل ...
رد: الشاعر نزار قباني سيرتة ومؤلفاته ومولده
أبي
أمات أبوك؟
ضلالٌ! أنا لا يموت أبي.
ففي البيت منه
روائح ربٍ.. وذكرى نبي
هنا ركنه.. تلك أشياؤه
تفتق عن ألف غصنٍ صبي
جريدته. تبغه. متكاه
كأن أبي – بعد – لم يذهب
وصحن الرماد.. وفنجانه
على حاله.. بعد لم يشرب
ونظارتاه.. أيسلو الزجاج
عيوناً أشف من المغرب؟
بقاياه، في الحجرات الفساح
بقايا النور على الملعب
أجول الزوايا عليه، فحيث
أمر .. أمر على معشب
أشد يديه.. أميل عليه
أصلي على صدره المتعب
أبي.. لم يزل بيننا، والحديث
حديث الكؤوس على المشرب
يسامرنا.. فالدوالي الحبالى
توالد من ثغره الطيب..
أبي خبراً كان من جنةٍ
ومعنى من الأرحب الأرحب..
وعينا أبي.. ملجأٌ للنجوم
فهل يذكر الشرق عيني أبي؟
بذاكرة الصيف من والدي
كرومٌ، وذاكرة الكوكب..
*
أبي يا أبي .. إن تاريخ طيبٍ
وراءك يمشي، فلا تعتب..
على اسمك نمضي، فمن طيبٍ
شهي المجاني، إلى أطيب
حملتك في صحو عيني.. حتى
تهيأ للناس أني أبي..
أشيلك حتى بنبرة صوتي
فكيف ذهبت.. ولا زلت بي؟
*
إذا فلة الدار أعطت لدينا
ففي البيت ألف فمٍ مذهب
فتحنا لتموز أبوابنا
ففي الصيف لا بد يأتي أبي..