تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.
أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام
أحد المتصفحات البديلة .
الشاعر نزار قباني سيرتة ومؤلفاته ومولده
رد: الشاعر نزار قباني سيرتة ومؤلفاته ومولده
تجليات صوفيه
1
عندما تسطع عيناك كقنديل نحاسي،
على باب ولي من دمشق
أفرش السجادة التبريز في الأرض وأدعو للصلاه..
وأنادي، ودموعي فوق خدي: مدد
يا وحيدا.. يا أحد..
أعطني القوة كي أفنى بمحبوبي،
وخذ كل حياتي..
2
عندما يمتزج الأخضر، بالأسود، بالأزرق،
بالزيتي، بالوردي، في عينيك، يا سيدتي
تعتريني حالة نادره..
هي بين الصحو والإغماء، بين الوحي والإسراء،
بين الكشف والإيماء، بين الموت والميلاد،
بين الورق المشتاق للحب.. وبين الكلمات..
وتناديني البساتين التي من خلفها أيضاً بساتين،
الفراديس التي من خلفها أيضا فراديس،
الفوانيس التي من خلفها أيضا فوانيس..
التي من خلفها أيضا زوايا، وتكايا، ومريدون
وأطفال يغنون.. وشمع .. وموالد ..
وأرى نفسي طيور من ذهب..
وسماء من ذهب
ونوافير يثرثرن بصوت من ذهب
وأرى، فيما يرى النائم، شباكين مفتوحين..
من خلفهما تجري ألوف المعجزات..
3
عندما يبدأ في الليل، احتفال الصوت والضوء..
بعينيك .. وتمشي فرحا كل المآذن..
يبدأ العرس الخرافي الذي ما قبله عرس..
وتأتي سفن من جزر الهند، لتهديك عطورا وشموسا.
عندها..
يخطفني الوجد إلى سبع سماوات..
لها سبعة أبواب..
لها سبعة حراس..
بها سبع مقاصير.
بها سبع وصيفات..
يقدمن شرابا في كؤوس قمريه..
ويقدمن لمن مات على العشق،
مفاتيح الحياة السرمدية..
وإذا بالشام تأتيني .. نهورا.. ومياها..
وعيونا عسليه..
وإذا بي بين أمي، ورفاقي،
وفروضي المدرسيه..
فأنادي، ودموعي فوق خدي:
مدد!
يا وحيدا، يا أحد
أعطني القدرة كي أصبح في علم الهوى..
واحدا من أولياء " الصالحيه "...
4
عندما يرتفع البحر بعينيك كسيف أخضر في الظلمات
تعتريني رغبة للموت مذبوحا على سطح المراكب
وتناديني مسافات..
تناديني بحيرات...
تناديني كواكب..
عندما يشطرني البحر إلى نصفين..
حتى تصبح اللحظة في الحب، جميع اللحظات..
ويجيء الماء كالمجنون من كل الجهات..
هادما كل جسوري..
ماحيا كل تفاصيل حياتي..
يتولاني حنين للرحيل
حيث خلف البحر بحر..
ووراء الجزر مد .. ووراء المد جزر..
ووراء الرمل جنات لكل المؤمنين
ومنارات..
ونجم غير معروف..
وعشق غير مألوف ..
وشعر غير مكتوب..
ونهد .. لم تمزقه سيوف الفاتحين.
5
عندما أدخل في مملكة الإيقاع، والنعناع، والماء،
فلا تسعجليني..
فلقد تأخذني الحال، فأهتز كدرويش على قرع الطبول
مستجيرا بضريح السيد الخضر . وأسماء الرسول ..
عندما يحدث هذا..
فبحق الله، يا سيدتي، لا توقظيني.
واتركيني..
نائما بين البساتين التي أسكرها الشعر، وماء الياسمين
علني أحلم في الليل بأني..
صرت قنديلا على باب ولي من دمشق..
6
عندما تبدأ في عينيك آلاف المرايا بالكلام
ينتهي كل كلام..
وأراني صامتا في حضرة العشق،
ومن في حضرة العشق يجاوب؟
فإذا شاهدتني منخطف اللون، غريب النظرات..
وإذا شاهدتني أقرأ كالطفل صلاتي..
وعلى رأسي فراشات. وأسراب حمام..
فأحبيني، كما كنت، بعنف وجنون..
واعصري قلبي، كالتفاحة الحمراء، حتى تقتليني..
وعلى الدنيا السلام...
رد: الشاعر نزار قباني سيرتة ومؤلفاته ومولده
هرة
كنت أعدو في (تحذير رابط هكر لاتضغط عليه) اللوز .. لما قال عني، أماه، إني حلوة
وعلى سالفي .. غفا زر ورد وقميص تفلتت منه عروة
قال ما قال .. فالقميص جحيم فوق صدري، والثوب يقطر نشوة
قال لي : مبسمي وريقة توت ولقد قال إن صدري ثروة
وروى لي عن ناهدي حكايا.. فهما جدولا نبيذ وقهوة
وهما دورقا رحيق ونور وهما ربوة تعانق ربوة..
أأنا حلوة؟ وأيقظ أنثى في عروقي ، وشق للنور كوه
إن في صوته قرارا رخيما وبأحداقه .. بريق النبوة
جبهة حرة .. كما انسرح النور وثغر فيه اعتداد وقسوة
يغصب القبلة اغتصابا .. وأرضي وجميل أن يؤخذ الثغر عنوة
ورددت الجفون عنه .. حياء وحياء النساء للحب دعوة
تستحي مقلتي .. ويسأل طهري عن شذاه .. كأن للطهر شهوة
أنت .. لن تنكري على احتراقي كلنا .. في مجامر النار نسوه
رد: الشاعر نزار قباني سيرتة ومؤلفاته ومولده
قصيدة الحزن
علمني حبك ..أن أحزن
و أنا محتاج منذ عصور
لامرأة تجعلني أحزن
لامرأة أبكي بين ذراعيها
مثل العصفور..
لامرأة.. تجمع أجزائي
كشظايا البللور المكسور
***
علمني حبك.. سيدتي
أسوء عادات
علمني أفتح فنجاني
في الليلة ألاف المرات..
و أجرب طب العطارين..
و أطرق باب العرافات..
علمني ..أخرج من بيتي..
لأمشط أرصفة الطرقات
و أطارد وجهك..
في الأمطار ، و في أضواء السيارات..
و أطارد طيفك..
حتى .. حتى ..
في أوراق الإعلانات ..
علمني حبك..
كيف أهيم على وجهي..ساعات
بحثا عن شعر غجري
تحسده كل الغجريات
بحثا عن وجه ٍ..عن صوتٍ..
هو كل الأوجه و الأصوات
***
أدخلني حبك.. سيدتي
مدن الأحزان..
و أنا من قبلك لم أدخل
مدن الأحزان..
لم أعرف أبداً..
أن الدمع هو الإنسان
أن الإنسان بلا حزنٍ
ذكرى إنسان..
***
علمني حبك..
أن أتصرف كالصبيان
أن أرسم وجهك ..
بالطبشور على الحيطان..
و على أشرعة الصيادين
على الأجراس..
على الصلبان
علمني حبك..
كيف الحب يغير خارطة الأزمان..
علمني أني حين أحب..
تكف الأرض عن الدوران
علمني حبك أشياءً..
ما كانت أبداً في الحسبان
فقرأت أقاصيص الأطفال..
دخلت قصور ملوك الجان
و حلمت بأن تتزوجني
بنت السلطان..
تلك العيناها .. أصفى من ماء الخلجان
تلك الشفتاها.. أشهى من زهر الرمان
و حلمت بأني أخطفها
مثل الفرسان..
و حلمت بأني أهديها
أطواق اللؤلؤ و المرجان..
علمني حبك يا سيدتي, ما الهذيان
علمني كيف يمر العمر..
و لا تأتي بنت السلطان..
***
علمني حبك..
كيف أحبك في كل الأشياء
في الشجر العاري..
في الأوراق اليابسة الصفراء
في الجو الماطر.. في الأنواء..
في أصغر مقهى..
نشرب فيه، مساءً، قهوتنا السوداء..
علمني حبك أن آوي..
لفنادق ليس لها أسماء
و كنائس ليس لها أسماء
و مقاهٍ ليس لها أسماء
علمني حبك..
كيف الليل يضخم أحزان الغرباء..
علمني..كيف أرى بيروت
إمرأة..طاغية الإغراء..
إمراةً..تلبس كل كل مساء
أجمل ما تملك من أزياء
و ترش العطر.. على نهديها
للبحارة..و الأمراء..
علمني حبك ..
أن أبكي من غير بكاء
علمني كيف ينام الحزن
كغلام مقطوع القدمين..
في طرق (الروشة) و (الحمراء)..
***
علمني حبك أن أحزن..
و أنا محتاج منذ عصور
لامرأة.. تجعلني أحزن
لامرأة.. أبكي بين ذراعيها..
مثل العصفور..
لامرأة تجمع أجزائي..
كشظايا البللور المكسور..
رد: الشاعر نزار قباني سيرتة ومؤلفاته ومولده
الحاكم والعصفور
أتجول في الوطن العربي
لأقرأ شعري للجمهور
فأنا مقتنعٌ
أن الشعر رغيفٌ يخبز للجمهور
وأنا مقتنعٌ – منذ بدأت –
بأن الأحرف أسماكٌ
وبأن الماء هو الجمهور
أتجول في الوطن العربي
وليس معي إلا دفتر
يرسلني المخفر للمخفر
يرميني العسكر للعسكر
وأنا لا أحمل في جيبي إلا عصفور
لكن الضابط يوقفني
ويريد جوازاً للعصفور
تحتاج الكلمة في وطني
لجواز مرور
أبقى ملحوشاً ساعاتٍ
منتظراً فرمان المأمور
أتأمل في أكياس الرمل
ودمعي في عيني بحور
وأمامي كانت لافتةٌ
تتحدث عن (وطنٍ واحد)
تتحدث عن (شعبٍ واحد)
وأنا كالجرذ هنا قاعد
أتقيأ أحزاني..
وأدوس جميع شعارات الطبشور
وأظل على باب بلادي
مرمياً..
كالقدح المكسور
رد: الشاعر نزار قباني سيرتة ومؤلفاته ومولده
حكاية انقلاب
أنا الذي أحرق ألف ليلة وليلة..
وأخلص النساء ..
من مخالب الأعراب..
أنا الذي حميت وردة الأنوثة
من هجمة الطاعون ...
والذباب..
أنا الذي جعلت من حبيبتي
مليكة تسير في ركابها..
الأشجار..
والنجوم ..
والسحاب..
أنا الذي هرب قد هرب السلاح..
في أرغفة الخبز..
وفي لفائف التبغ..
وفي بطانة الثياب..
أنا الذي ذبحت شهريار في سريره..
أنا الذي أنهيت عصر الوأد..
والزواج بالمتعة..
والإقطاع ..
والإرهاب...
... وحين قامت دولة النساء..
وارتفعت في الأفق البيارق...
توقف النضال بالبنادق..
وأبتدأ النضال
بالعيون ..والأهداب..
رد: الشاعر نزار قباني سيرتة ومؤلفاته ومولده
جسمك خارطتي
زيديني عشقاً.. زيديني
يا أحلى نوبات جنوني
يا سفر الخنجر في أنسجتي
يا غلغلة السكين..
زيديني غرقاً يا سيدتي
إن البحر يناديني
زيديني موتاً..
عل الموت، إذا يقتلني، يحييني..
جسمك خارطتي.. ما عادت
خارطة العالم تعنيني..
أنا أقدم عاصمةٍ للحب
وجرحي نقشٌ فرعوني
وجعي.. يمتد كبقعة زيتٍ
من بيروت.. إلى الصين
وجعي قافلةٌ.. أرسلها
خلفاء الشام.. إلى الصين
في القرن السابع للميلاد
وضاعت في فم تنين
عصفورة قلبي، نيساني
يا رمل البحر، ويا غابات الزيتون
يا طعم الثلج، وطعم النار..
ونكهة شكي، ويقيني
أشعر بالخوف من المجهول.. فآويني
أشعر بالخوف من الظلماء.. فضميني
أشعر بالبرد.. فغطيني
إحكي لي قصصاً للأطفال
وظلي قربي..
غنيني..
فأنا من بدء التكوين
أبحث عن وطنٍ لجبيني..
عن حب امرأة..
يكتبني فوق الجدران.. ويمحيني
عن حب امرأةٍ.. يأخذني
لحدود الشمس..
نوارة عمري، مروحتي
قنديلي، بوح بساتيني
مدي لي جسراً من رائحة الليمون..
وضعيني مشطاً عاجياً
في عتمة شعرك.. وانسيني
أنا نقطة ماءٍ حائرةٌ
بقيت في دفتر تشرين
زيديني عشقاً زيديني
يا أحلى نوبات جنوني
من أجلك أعتقت نسائي
وتركت التاريخ ورائي
وشطبت شهادة ميلادي
وقطعت جميع شراييني...
رد: الشاعر نزار قباني سيرتة ومؤلفاته ومولده
دكتوراة شرف في كيمياء الحجر
يرمي حجراً..
أو حجرين.
يقطع أفعى إسرائيل إلى نصفين
يمضغ لحم الدبابات،
ويأتينا..
من غير يدين..
في لحظاتٍ..
تظهر أرضٌ فوق الغيم،
ويولد وطنٌ في العينين
في لحظاتٍ..
تظهر حيفا.
تظهر يافا.
تأتي غزة في أمواج البحر
تضيء القدس،
كمئذنةٍ بين الشفتين..
يرسم فرساً..
من ياقوت الفجر..
ويدخل..
كالإسكندر ذي القرنين.
يخلع أبواب التاريخ،
وينهي عصر الحشاشين،
ويقفل سوق القوادين،
ويقطع أيدي المرتزقين،
ويلقي تركة أهل الكهف،
عن الكتفين..
في لحظاتٍ..
تحبل أشجار الزيتون،
يدر حليبٌ في الثديين..
يرسم أرضاً في طبريا
يزرع فيها سنبلتين
يرسم بيتاً فوق الكرمل،
يرسم أماً.. تطحن بناً عند الباب،
وفنجانين..
وفي لحظاتٍ.. تهجم رائحة الليمون،
ويولد وطنٌ في العينين
يرمي قمراً من عينيه السوداوين،
وقد يرمي قمرين..
يرمي قلماً.
يرمي كتباً.
يرمي حبراً.
يرمي صمغاً.
يرمي كراسات الرسم
وفرشاة الألوان
تصرخ مريم: "يا ولداه.."
وتأخذه بين الأحضان.
يسقط ولدٌ
في لحظاتٍ..
يولد آلاف الصبيان
يكسف قمرٌ غزاويٌ
في لحظاتٍ...
يطلع قمرٌ من بيسان
يدخل وطنٌ للزنزانة،
يولد وطنٌ في العينين..
ينفض عن نعليه الرمل..
ويدخل في مملكة الماء.
يفتح نفقاً آخر.
يبدع زمناً آخر.
يكتب نصاً آخر.
يكسر ذاكرة الصحراء.
يقتل لغةً مستهلكةً
منذ الهمزة.. حتى الياء..
يفتح ثقباً في القاموس،
ويعلن موت النحو.. وموت الصرف..
وموت قصائدنا العصماء..
يرمي حجراً.
يبدأ وجه فلسطينٍ
يتشكل مثل قصيدة شعر..
يرمي الحجر الثاني
تطفو عكا فوق الماء قصيدة شعر
يرمي الحجر الثالث
تطلع رام الله بنفسجةً من ليل القهر
يرمي الحجر العاشر
حتى يظهر وجه الله..
ويظهر نور الفجر..
يرمي حجر الثورة
حتى يسقط آخر فاشستي
من فاشست العصر
يرمي..
يرمي..
يرمي..
حتى يقلع نجمة داوودٍ
بيديه،
ويرميها في البحر..
تسأل عنه الصحف الكبرى:
أي نبيٍ هذا القادم من كنعان؟
أي صبيٍ؟
هذا الخارج من رحم الأحزان؟
أي نباتٍ أسطوريٍ
هذا الطالع من بين الجدران؟
أي نهورٍ من ياقوتٍ
فاضت من ورق القرآن؟
يسأل عنه العرافون.
ويسأل عته الصوفيون.
ويسأل عنه البوذيون.
ويسأل عنه ملوك الأنس،
ويسأل عنه ملوك الجان.
من هو هذا الولد الطالع
مثل الخوخ الأحمر..
من شجر النسيان؟
من هو هذا الولد الطافش
من صور الأجداد..
ومن كذب الأحفاد..
ومن سروال بني قحطان؟
من هو هذا الولد الباحث
عن أزهار الحب..
وعن شمس الإنسان؟
من هو هذا الولد المشتعل العينين..
كآلهة اليونان؟
يسأل عنه المضطهدون..
ويسأل عنه المقموعون.
ويسأل عنه المنفيون.
وتسأل عنه عصافيرٌ خلف القضبان.
من هو هذا الآتي..
من أوجاع الشمع..
ومن كتب الرهبان؟
من هو هذا الولد
التبدأ في عينيه..
بدايات الأكوان؟
من هو؟
هذا الولد الزارع
قمح الثورة..
في كل مكان؟
يكتب عنه القصصيون،
ويروي قصته الركبان.
من هو هذا الطفل الهارب من شلل الأطفال،
ومن سوس الكلمات؟
من هو؟
هذا الطافش من مزبلة الصبر..
ومن لغة الأموات؟
تسأل صحف العالم،
كيف صبيٌ مثل الوردة..
يمحو العالم بالممحاة؟؟
تسأل صحفٌ في أمريكا
كيف صبيٌ غزاويٌ،
حيفاويٌ،
عكاويٌ،
نابلسيٌ،
يقلب شاحنة التاريخ،
ويكسر بللور التوراة؟؟؟
رد: الشاعر نزار قباني سيرتة ومؤلفاته ومولده
في المقهى
جواري اتخذت مقعدها كوعاء الورد في اطمئنانها
وكتاب ضارع في يدها يحصد الفضلة من إيمانها
يثب الفنجان من لهفته في يدي ، شوقا إلى فنجانها
آه من قبعة الشمس التي يلهث الصيف على خيطانها
جولة الضوء على ركبتها زلزلت روحي من أركانها
هي من فنجانها شاربة وأنا أشرب من أجفانها
قصة العينين .. تستعبدني من رأى الأنجم في طوفانها
كلما حدقت فيها ضحكت وتعرى الثلج في أسنانها
شاركيني قهوة الصبح .. ولا تدفني نفسك في أشجانها
إنني جارك يا سيدتي والربى تسأل عن جيرانها
من أنا .. خلي السؤالات أنا لوحة تبحث عن ألوانها
موعدا .. سيدتي! وابتسمت وأشارت لي إلى عنوانها..
وتطلعت فلم ألمح سوى طبعة الحمرة في فنجانها
رد: الشاعر نزار قباني سيرتة ومؤلفاته ومولده
القصيدة الدمشقية
هذي دمشق.. وهذي الكأس والراح إني أحب... وبعـض الحـب ذباح
أنا الدمشقي.. لو شرحتم جسدي لسـال منه عناقيـدٌ.. وتفـاح
و لو فتحـتم شراييني بمديتكـم سمعتم في دمي أصوات من راحوا
زراعة القلب.. تشفي بعض من عشقوا وما لقلـبي –إذا أحببـت- جـراح
مآذن الشـام تبكـي إذ تعانقـني و للمـآذن.. كالأشجار.. أرواح
للياسمـين حقـوقٌ في منازلنـا.. وقطة البيت تغفو حيث ترتـاح
طاحونة البن جزءٌ من طفولتنـا فكيف أنسى؟ وعطر الهيل فواح
هذا مكان "أبي المعتز".. منتظرٌ ووجه "فائزةٍ" حلوٌ و لمـاح
هنا جذوري.. هنا قلبي... هنا لغـتي فكيف أوضح؟ هل في العشق إيضاح؟
كم من دمشقيةٍ باعـت أسـاورها حتى أغازلها... والشعـر مفتـاح
أتيت يا شجر الصفصاف معتذراً فهل تسامح هيفاءٌ ..ووضـاح؟
خمسون عاماً.. وأجزائي مبعثرةٌ.. فوق المحيط.. وما في الأفق مصباح
تقاذفتني بحـارٌ لا ضفـاف لها.. وطاردتني شيـاطينٌ وأشبـاح
أقاتل القبح في شعري وفي أدبي حتى يفتـح نوارٌ... وقـداح
ما للعروبـة تبدو مثل أرملةٍ؟ أليس في كتب التاريخ أفراح؟
والشعر.. ماذا سيبقى من أصالته؟ إذا تولاه نصـابٌ ... ومـداح؟
وكيف نكتب والأقفال في فمنا؟ وكل ثانيـةٍ يأتيـك سـفاح؟
حملت شعري على ظهري فأتعبني ماذا من الشعر يبقى حين يرتاح؟
رد: الشاعر نزار قباني سيرتة ومؤلفاته ومولده
كلمات
يسمعني.. حـين يراقصني كلماتٍ ليست كالكلمات
يأخذني من تحـت ذراعي يزرعني في إحدى الغيمات
والمطـر الأسـود في عيني يتساقـط زخاتٍ.. زخات
يحملـني معـه.. يحملـني لمسـاءٍ وردي الشـرفـات
وأنا.. كالطفلـة في يـده كالريشة تحملها النسمـات
يحمـل لي سبعـة أقمـارٍ بيديـه وحزمـة أغنيـات
يهديني شمسـاً.. يهـديني صيفاً.. وقطيـع سنونوات
يخـبرني.. أني تحفتـه وأساوي آلاف النجمات
و بأنـي كنـزٌ... وبأني أجمل ما شاهد من لوحات
يروي أشيـاء تدوخـني تنسيني المرقص والخطوات
كلماتٍ تقلـب تاريخي تجعلني امرأةً في لحظـات
يبني لي قصـراً من وهـمٍ لا أسكن فيه سوى لحظات
وأعود.. أعود لطـاولـتي لا شيء معي.. إلا كلمات