وارفة الظلال
Well-Known Member
رد : اية ومعنى متجدد بأذنه تعالى
تفسير قوله تعالى :
( هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا )
الحمدلله سورة الإنسان تبدأ باستفهام تقريري رفيق مُنَبِّهٍ للقلب ،
يوقظه إلى حقيقةِ عدمه قبل أن يكون ،
ومن الذي أوجده وجعله شيئا مذكورا بعد أن لم يكن ،
وجاء على صيغة الاستفهام تشويقا للسامع
لينتظر الخطاب الذي يلحقه ، فيقول الله تعالى :
( هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا ) الإنسان/1
وكلمة ( الإنسان ) في الآية تعم كل إنسان ،
إذ البشرُ كلهم مخلوقون ، حادثون ، وُجدوا بعد أن كانوا في العدم
، ولم يكونوا شيئا يذكر ، كقوله سبحانه وتعالى –
في شأن النبي زكريا عليه السلام - :
( قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا ) مريم/9
...يقول الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله :"
ذكر الله في هذه السورة الكريمة أول حالة الإنسان ،
ومبتدأها ، ومتوسطها ، ومنتهاها ،
فذكر أنه مر عليه دهر طويل -
وهو الذي قبل وجوده - وهو معدوم ، بل ليس مذكورا " انتهى. ...
ويقول العلامة الطاهر ابن عاشور رحمه الله :"
المعنى : هل يقر كل إنسان موجود أنه كان معدوما زمانا طويلا ،
فلم يكن شيئا يذكر ،
أي: لم يكن يُسمَّى ولا يُتحدَّث عنه بذاته ،
وتعريف : ( الإنسان ) للاستغراق ،
مثل قوله : ( إِنَّ الْأِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ، إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا )
العصر: 2-3 الآية .
أي : هل أتى على كل إنسان حين كان فيه معدوما .
و ( الدهر ) : الزمان الطويل " انتهى باختصار....
وهذا النفي لوجود الإنسان إنما هو بالنسبة للخلق والواقع ،
وبهذا الاعتبار فالنفي يشمل جميع الخلق ،
حتى الرسل والأنبياء ، فكلهم كانوا في العدم ثم خلقهم الله تعالى .
أما بالنسبة لذكر الله تعالى وعلمه ،
فالبشر كلهم مذكورون في العلم الأزلي ،
مكتوبون في اللوح المحفوظ ،
وللرسل والأنبياء جميعا ذكر خاص في المرتبة العليا ،
فهم أفضل البشر ، وذكرهم في علم الله تعالى
يناسب رفيع مقام النبوة والرسالة التي وهبهم الله إياها .
​
( هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا )
الحمدلله سورة الإنسان تبدأ باستفهام تقريري رفيق مُنَبِّهٍ للقلب ،
يوقظه إلى حقيقةِ عدمه قبل أن يكون ،
ومن الذي أوجده وجعله شيئا مذكورا بعد أن لم يكن ،
وجاء على صيغة الاستفهام تشويقا للسامع
لينتظر الخطاب الذي يلحقه ، فيقول الله تعالى :
( هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا ) الإنسان/1
وكلمة ( الإنسان ) في الآية تعم كل إنسان ،
إذ البشرُ كلهم مخلوقون ، حادثون ، وُجدوا بعد أن كانوا في العدم
، ولم يكونوا شيئا يذكر ، كقوله سبحانه وتعالى –
في شأن النبي زكريا عليه السلام - :
( قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا ) مريم/9
...يقول الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله :"
ذكر الله في هذه السورة الكريمة أول حالة الإنسان ،
ومبتدأها ، ومتوسطها ، ومنتهاها ،
فذكر أنه مر عليه دهر طويل -
وهو الذي قبل وجوده - وهو معدوم ، بل ليس مذكورا " انتهى. ...
ويقول العلامة الطاهر ابن عاشور رحمه الله :"
المعنى : هل يقر كل إنسان موجود أنه كان معدوما زمانا طويلا ،
فلم يكن شيئا يذكر ،
أي: لم يكن يُسمَّى ولا يُتحدَّث عنه بذاته ،
وتعريف : ( الإنسان ) للاستغراق ،
مثل قوله : ( إِنَّ الْأِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ، إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا )
العصر: 2-3 الآية .
أي : هل أتى على كل إنسان حين كان فيه معدوما .
و ( الدهر ) : الزمان الطويل " انتهى باختصار....
وهذا النفي لوجود الإنسان إنما هو بالنسبة للخلق والواقع ،
وبهذا الاعتبار فالنفي يشمل جميع الخلق ،
حتى الرسل والأنبياء ، فكلهم كانوا في العدم ثم خلقهم الله تعالى .
أما بالنسبة لذكر الله تعالى وعلمه ،
فالبشر كلهم مذكورون في العلم الأزلي ،
مكتوبون في اللوح المحفوظ ،
وللرسل والأنبياء جميعا ذكر خاص في المرتبة العليا ،
فهم أفضل البشر ، وذكرهم في علم الله تعالى
يناسب رفيع مقام النبوة والرسالة التي وهبهم الله إياها .
​