وأقسى من اختناق الأنفاس واحتراق الروح اعتراف القلب بكل ما اقترفه من اشتياق ، وكأنك في حمى لا تنقطع نوباتها، أو كأنها مشارط تحز كل أطراف الكبد، وأبلغ من هذا الشعور القاس حديث ينطوي على قلب يسيل كالماء بين الضلوع، أتعرف كيف يكون الاغتراب القسري؟ أتعرف كيف تكون مرغما على التعثر في البرودة وطيات الثلج، وهل آتاك حديث الظلمة ؟ لا زلت على علاقة بهم، وكيف لي أن أنفصل عنهم أو أتنصل منهم ؟ أفكر، كيف أتجاوز كل هذا ؟
كيف أرى ؟ وهل لي أن أرى لأقرر ما أرى ؟
وها أنا ذا أدعوك إلهي بكل أسرار معانيك الرحيمة ، وبكل روحي المضطربة في عالم المادة ، المنقبضة لما مضى وسوف يأتي ، المتهالكة في أطماع الدنيا وتنازع البقاء ، أن تهديني سبل السلام وصلاح النفس العاصية وإيقاظها .